قال مسؤولون في هايتي إن معدل الوفيات بسبب وباء الكوليرا تراجع الاثنين مع تكثيف عملية طبية دولية للحد من انتشار المرض الذي أودى حتى الآن بحياة 259 شخصا، في حين توقعت منظمة الصحة لعموم الدول الأميركية (باهو) أن تنتشر حالات إصابة بالكوليرا بشكل أكبر في البلاد.
وبحسب السلطات الطبية فإنه بعد عدة أيام بلغ فيها معدل الوفيات العشرات كل يوم تم تسجيل ست حالات وفاة جديدة فقط بالـ24 ساعة الماضية جميعها بمنطقة الانتشار الرئيسية للمرض في أرتيبونيت وسط هايتي.
ولم تشهد منطقة الانتشار الأخرى بالهضبة الوسطى أي حالات وفاة جديدة منذ 24 ساعة، وفي إحصاء يعكس تباطؤ الانتشار فإن العدد التراكمي الإجمالي لحالات الإصابة وصل 3342 بالمقارنة مع 3015 حالة قبل 24 ساعة.
وقال مدير الإدارة الصحية غابريل ثيموتي إن الوباء أدى حتى الآن إلى وفاة 259 شخصا في حين أدخل نحو 3340 المستشفيات. وبذلك تكون سجلت ست وفيات منذ الأحد، في حين كان عدد الإصابات المسجلة باليوم السابق 30 وفاة.
وأضاف في مؤتمر صحفي بالعاصمة بور أو برنس أن "عدد الوفيات المسجلة تقلص بدرجة كبيرة وعدد الذين يعالجون بالمستشفيات تقلص كذلك" ومع تأكيده أن الوضع يستقر قال "إن هذا لا يعني بالضرورة أننا بلغنا الذروة".
وفي السياق نفسه قالت وزيرة الخارجية ماري ميشال ري للصحفيين إن المرض "تم احتواؤه بمنطقة محددة" في أرتيبونيت شمال البلاد وبقسم من الهضبة الوسطى.
ولم تسجل حالات إصابة جديدة بالعاصمة التي ضربها الزلزال في يناير/ كانون الثاني الماضي. ويشعر الخبراء بالقلق من تعرض نحو 1.3 مليون -من الناجين من الزلزال يعيشون بخيام- لخطر الإصابة.
المنظمات الدولية تعمل على إيصال الماء الصالح للشرب للمناطق المتضررة (الفرنسية)
تخوف
من جهة أخرى أبدت باهو تخوفها من اتساع رقعة الإصابة بالكوليرا في هايتي، ووصفت احتمال انتقال الوباء إلى جمهورية الدومينيكان بأنه خطير للغاية.
وأعرب نائب رئيس باهو، في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة في واشنطن، عن توقعه باستمرار تزايد الإصابات وأن يتم الإبلاغ عن إصابات طارئة في أماكن جديدة.
وأضاف جون أندروس أنه بناء على خبرة المنظمة في بيرو عام 1991، التي كانت آخر مثال لتفشي الكوليرا بالأميركيتين، فإنه من المتوقع أن يكون هناك ازدياد ملحوظ وسريع للوباء بالأسابيع القليلة الأولى.
وأوضح أنه "من شبه المؤكد أن الأرقام الرسمية لا تمثل الأعداد الحقيقية للحالات (المصابة) وبشكل عام فإن 75% تقريبا من الحالات لا تظهر عليها أعراض المرض".
وأشارت المنظمة إلى أن هناك حالات مؤكدة بالإقليم الغربي الذي يضم بور أو برنس، وهناك حالات "مشتبه بها" في الأقاليم الجنوبية والشمالية لهايتي.
وفي هذا السياق قال المنسق الأممي للشؤون الإنسانية في هايتي نايجل فيشر إن الوضع خطير للغاية "وبناء على خبرتنا مع الأوبئة في أماكن أخرى، سيكون من غير المسؤول عدم الاستعداد لتفشي الوباء على نطاق أوسع".
وأضاف "نحن قلقون بصورة خاصة بشأن الوضع في بور أو برنس وسكان الأحياء الفقيرة ومخيمات اللاجئين، ولكننا نستعد كذلك لتفشي الوباء في سائر البلاد".
وقد بدأت المساعدات الطبية بالوصول إلى هايتي، وتتولى بعثة عمليات الأمم المتحدة توزيعها، كما أقامت منظمة "أطباء بلا حدود" مستشفى ميدانيا في حين أرسلت منظمة أوكسفام خمسة أخصائيين إلى أرتيبونيت لإيصال المياه النظيفة وإقامة مراحيض لحوالي مائة ألف شخص.
وعرضت الحكومة الكندية إقامة مستشفى عسكري ميداني، بينما تعهدت الولايات المتحدة بنصب خيم كبرى لمعالجة المصابين. وتستعد فرنسا لإرسال بعثة طبية.
المصدر: وكالات
المفضلات