أكد الرئيس السوداني عمر حسن البشير أهمية الوصول إلى حل للخلافات المتعلقة بأزمة منطقة أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب، في وقت قالت الحركة الشعبية لتحرير السودان إن المحادثات الجارية في إثيوبيا بشأن هذه المنطقة باءت بالفشل.
وقال البشير في خطاب أمام المجلس الوطني ( البرلمان) إن حكومته ستعمل حتى آخر يوم من أجل تحقيق وحدة البلاد، وأضاف أن التضحيات التي قدمت في جنوب السودان لم تكن من أجل شيء غير الوحدة.
وشدد الرئيس على أن اتفاقية السلام الموقعة في نيفاشا مع الشعبية عام 2005 -والتي تعرف باسم اتفاق الترتيبات الأمنية- لم تكن سوى اتفاقية وحدة رغم أنها تنص على تقرير المصير، واقترح لأول مرة مقاربة جديدة تنموية وسياسية لموضوع الحكم والثروة بالنسبة لأقاليم البلاد المختلفة والجنوب على وجه الخصوص.
وأشار البشير إلى أن لجنة ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب أنجزت 80% من عملها والباقي في طريقه للحل، لافتا إلى أن توجيهات رئاسية صدرت بتسهيل عملها، وأن مرحلة ما بعد الاستفتاء على الجنوب تستدعي القيام بجهد دستوري كبير.
وأكد أنه ما زال يمد يديه لدعاة الوحدة، لكنه توعد في الوقت نفسه بالتصدي لمن تسول نفسه العبث بمقدرات الوطن والانتقاص من سيادته لاسيما الذين يعدون المسرح الدولي لذبح وحدة السودان.
وقال مراسل الجزيرة بالخرطوم إن الرئيس البشير ربما قدم مبادرة لحوار جديد مع الشعبية من خلال طرح وحدة جاذبة يتم فيها تقاسم الثروة والسلطة، ومن خلال إعادة النظر بالحكم المركزي.
بيد أن الشعبية ترى أن البشير تحدث بعموميات الأزمة دون أن يأتي بأي توجه جديد للتغلب على عقبات رئيسية ما زالت تواجه الطرفين مثل الخلافات بشأن منطقة أبيي وموضوع مشاركة قبائل المسيرية بالاستفتاء، كما ترى أن موضوع التنمية سابق لأوانه.
وأشار المراسل إلى أن هناك معارضين للحكومة بالسودان يرون أن تنظيم مؤتمر جامع يضم كل أطراف الأزمة يمكن أن يقود البلاد إلى بر الأمان.
فشل المحادثات
وفي الشأن السوداني نفسه قال الأمين العام للشعبية إن المحادثات التي أجرتها الحركة مع حزب المؤتمر الوطني بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا فشلت في التوصل إلى اتفاق بشأن منطقة أبيي.
"
اقرأ أيضا:
جنوب السودان قصة الحرب والسلام
"
كما حذر باقان أموم -في تصريحات للصحفيين- من أن فشل الجانبين في تسوية هذه القضية قد يتسبب في انهيار عملية السلام برمتها لاسيما مع بقاء تسعين يوما على إجراء استفتاء الجنوب.
وقال مندوبون لرويترز إن أحد الحلول المحتملة للخروج من الطريق المسدود هو التخلي عن الاستفتاء وتقسيم منطقة أبيي بين الشمال والجنوب، لكنهم أكدوا أن وفدي الجانبين فشلا في الاتفاق على ترسيم الحدود وعلى من له حق المواطنة في أبيي.
وتتهم الشعبية حكومة الخرطوم بتوطين آلاف من قبيلة المسيرية في أبيي للتأثير على نتائج التصويت.
المصدر: الجزيرة + رويترز
المفضلات