أخطرت السلطات الإسرائيلية المواطن نعيم الرويضي من بلدة سلوان، بهدم خيمة الاعتصام المقامة على سطح منزله منذ نحو عامين، احتجاجًا على نية الاحتلال هدم 88 منزلا في البلدة.
وجاء ذلك عقب زيارة وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يتسحاق أهرونوفيتش إلى سلوان والبؤر الاستيطانية بالقدس المحتلة، حيث وجه رسالة تهديد للسكان العرب، مطالبا باستخدام القبضة الحديدية ضد من يرمي اليهود بالحجارة.
وأخضع الرويضي للتحقيق على أيدي الشرطة، وطلب منه هدم خيمة الاعتصام بسلوان تحت وطأة التهديد بطرده وأفراد عائلته الستة من القدس، وسحب إقامتهم، وتجريدهم من مختلف الخدمات الاجتماعية والصحية، وهدم منزلهم إذا لم يقم بإزالة الخيمة.
وتبرع الرويضي بسطح منزله -الصادر بحقه أمر هدم فوري- لإقامة خيمة الاعتصام للتصدي لأوامر الهدم الجماعية لبيوت الفلسطينيين والمخططات الاستيطانية التي تشرف عليها جمعية "ألعاد" التي تستولي على عقارات اللاجئين وتوطن اليهود مكانهم.
وحذرت اللجنة الشعبية والهيئات الوطنية بسلوان من مغبة اندلاع مواجهات دموية في حال حاولت سلطات الاحتلال هدم الخيمة، وأكدت استعدادها للتصدي لمحاولات استهداف الخيمة التي تجسد صمودهم ورمز مقاومتهم الشعبية.
وقال نعيم الرويضي "هددوني بالطرد أنا وأفراد عائلتي وهدم منزلنا إذا لم نزل الخيمة، لكنني رفضت رغم سعي الاحتلال بكافة وسائل التهديد والإرهاب لإزالة الخيمة".
وتابع في تصريح للجزيرة نت "يرون في الخيمة تهديدا للوجود الاستيطاني داخل الأحياء العربية. وبالنسبة لنا الخيمة معركة وجود.. نتحدث عن قضية جماعية، فالخيمة تصدت ومنعت الجرافات الإسرائيلية من هدم 88 منزلا".
ويرى أن إزالة الخيمة تعد مقدمة لإخلاء حي البستان، وخطوة إضافية لتشريد سكان سلوان وفق المخططات الإسرائيلية.
وأشار إلى أنه لا يوجد ما يخسره لأن "الصدام والمواجهات مع جنود الاحتلال مشهد اعتيادي"، وعليه فكل شيء متوقع، فهو لا يسكن في بيته المغلق بأمر من المحكمة التي غرمته بمبلغ 20 ألف دولار، بل لدى والدته في غرفة.
وتعد الخيمة التي أقيمت في مارس/آذار عام 2008، من أهم رموز المقاومة الفلسطينية السلمية التي تفضح ممارسات الاحتلال الذي يستهدف الوجود الفلسطيني في القدس، حيث تحولت إلى مزار تؤمه الوفود العربية والدولية والأجنبية، وصارت الخيمة خلية نحل بالنشاطات والتوعية ونشر الحقيقة والرواية الفلسطينية.
منازل حي البستان في سلوان الصادر بحقها أوامر هدم (الجزيرة)
وتشهد سلوان -خاصة حييْ البستان ووادي حلوة- مواجهات يومية واشتباكات مع قوات الاحتلال التي كثفت وجودها لتوفير الحماية للمستوطنين، وتم الزج بوحدات المستعربين لتنفيذ الاعتداءات والاعتقالات في صفوف المواطنين، خاصة الأطفال.
وقال عضو اللجنة الشعبية للدفاع عن سلوان جواد صيام إن "ممارسات الاحتلال تهدف إلى إرهابنا وبث الخوف في قلوبنا، لكن لن ينالوا من إرادتنا، ويرون في الخيمة هاجسا يشكل خطرا عليهم، وهذا التهديد الاحتلالي لن ينال من عزيمتنا، فنحن أمام مرحلة مفصلية في الصراع".
وأكد للجزيرة نت أنهم "يرون في الخيمة رمزا من رموز المقاومة، وعليه فاستهدافهم ليس لمجرد خيمة، بل لوجودنا ونشاطاتنا، فالخيمة خلقت نوعا من الحراك الجماهيري، وتحولت إلى نموذج مصغر للقضية الفلسطينية.. وهذا ما يخيفهم".
وأوضح أن إسرائيل ليست معنية بأي حملة -حتى ولو كانت سلمية- تهدف إلى توعية الفلسطينيين، خصوصا الأجيال الناشئة، وأضاف أنه ليس صدفة اعتقال 600 طفل من سلوان منذ مطلع العام، وكذلك فإنهم يستهدفون النشطاء وقيادات الأحياء، ويخضعونهم للتحقيق، ومنهم من تعرض لمحاولات اغتيال فاشلة.
وخلص صيام إلى أن "سلوان حالة خاصة بالمشهد الفلسطيني، وحتى في اتفاقيات السلام شهدت البلدة مواجهات لكنها لم تخرج للإعلام، واليوم سلوان تجسد الصراع، والمواجهات انتقلت من أزقتها وأحيائها للبلدة القديمة، والانتفاضة الثالثة اندلعت شراراتها من سلوان".
المصدر: الجزيرة
المفضلات