
تشهد فرنسا اليوم الأحد مزيدا من الاحتجاجات الرامية إلى حمل الحكومة على التراجع عن رفع سن التقاعد. لكن الحكومة التي احتوت حتى الآن احتجاجات واسعة بما فيها مظاهرات أمس "غير المسبوقة" -حسب وصف النقابات- لا تزال مستمرة في تصلبها، ليتواصل ليّ الذراع بينها وبين المحتجين, ويتجه الوضع نحو التصعيد وفقا لمراسل الجزيرة.
وكانت النقابات قالت إن ما لا يقل عن ثلاثة ملايين شخص شاركوا في المظاهرات التي عمت فرنسا في إطار سلسلة من الإضرابات العامة. لكن وزارة الداخلية قدرت عدد المحتجين بنحو 825 ألفا فقط.
وتحدث وزير العمل والتضامن والوظيفة العمومية إريك وورث عن تراجع ملموس لأعداد المحتجين مقارنة باحتجاجات الثلاثاء الماضي.
وأوقفت أحدث الاحتجاجات إمدادات الوقود إلى مطار مدينة نانت غرب فرنسا, وكادت تشل الإمدادات إلى مطاري شارل ديغول وأورلي في باريس بسبب إضراب عمال المصافي, كما اضطربت حركة القطارات ومرافق أخرى عامة.
وفي وقت لاحق أمس, أعلن رئيس إدارة الطيران المدني باتريك غنديل استئناف إمدادات الوقود إلى مطاري العاصمة.
وكان وزير الداخلية الفرنسي قد دعا قوات الأمن في وقت سابق إلى التعامل بهدوء مع الاحتجاجات تحسبا لإثارة المحتجين. لكن ذلك لم يمنع من اندلاع صدامات خلفت بعض الجرحى والمعتقلين في مظاهرات أمس بما في ذلك في قلب العاصمة باريس.
وأبدت أوساط سياسية ونقابية مؤخرا خشيتها من أن يشعل تصلب مواقف الحكومة والنقابات أعمال عنف في الشارع.
وأعلنت الداخلية أنها اعتقلت 150 ممن وصفتهم بالمخربين على هامش المظاهرات الطلابية التي نظمت أمس في إطار يوم تعبئة جديد ضد إصلاح نظام المعاشات الذي يشمل رفع سن التقاعد من 60 إلى 62 عاما.
الشرطة تعتقل محتجين شاركوا
في مواجهات بباريس (الفرنسية)
ليّ ذراع
وقال مراسل الجزيرة في باريس نور الدين بوزيان إن المظاهرات التي نظمت أمس وصفتها النقابات المدعومة من أحزاب اليسار بأنها غير المسبوقة، أظهرت أن موجة الاحتجاجات لا تتراجع بخلاف ما يراهن عليه الرئيس نيكولا ساركوزي وحكومته.
وأوضح أن النقابات تطالب الآن بوضوح بالتخلي عن مشروع القانون الذي يفترض عرضه للتصويت الشهر المقبل, وبحوار مسؤول بشأن هذه القضية التي تهم ملايين الفرنسيين.
وأشار إلى أن النقابات مستمرة في تصعيد ضغوطها على الحكومة, وقال إنها دعت إلى مظاهرات أخرى كبيرة بعد غد الثلاثاء.
وتابع مراسل الجزيرة أن الوضع يتجه إلى التصعيد في الأيام المقبلة مع إبداء النقابات تشددا أكبر, واستمرار الحكومة في تصلبها.
ولاحظ أن ساركوزي وحكومته يراهنان على انفضاض الاحتجاجات شيئا فشيئا خاصة مع استئناف الدراسة في المعاهد والجامعات, وعلى نفاد صبر العمال حيث إن المضربين منهم لا يحصلون على أجور أيام الإضرابات.
بيد أن قادة نقابيين أعلنوا أن الاحتجاجات لن تفتر, وأنها ستستمر إلى أن تتراجع الحكومة عن إصلاح نظام المعاشات. ونُقل عن محتجين قولهم إنهم مستعدون للتظاهر في الشارع تحت الثلوج حتى تذعن الحكومة لمطلبهم.
وقبل هذا, كانت نقابات فرنسية رئيسية قد لوحت بإضرابات مفتوحة من شأنها شل قطاعات حيوية.
المصدر: الجزيرة+وكالات
المفضلات