كانت تبيع الورد في محل خاص لبيع الورد .....
عندما كنت أدخل المحل كنت لا أستطيع التمييز بين
الورود المختلفة والمنتشرة في المحل وبينها ...!!!!
أيهما أجمل ....؟؟؟!!!!
هي أم تلك الباقات الزاهية ..؟؟
كانت تمتلك حسا عاليا في تنسيق الزهور ومعرفة أنواعها وأعمارها ومصدرها وموطنها
كانت لديها طقوس غريبة في قطف الورود ، وفي الأعتناء بها ومعاملتها كأطفال خدج....!!!
حتى الورد الذي يذبل ويموت كانت تقوم بلفه في ورق ملون مصقول ثم تقوم بتجميعه
وفي آخر كل أسبوع كانت تذهب الى البحر وترمي الورود فيه
وكانت تقول إن البحر هو مقبرة الورود
وعندما كنت أسألها لمـــــاذا ...؟؟؟
كانت تجيبني :-
وهل تقبل أنت أن تدفن في مكب النفايات ...!!!!!!!
الورود مثل البشر ، فيها روح وهي تولد وتعيش وتعشق وتموت ........
فلماذا نظلم هذا المخلوق الجميل برميه في مزبلة ...!!!!!
ولماذا نستكثر على الوردة أن يكون لديها مكان لائق تدفن فيه ..؟؟؟؟
هكذا كانت بائعة الورد ..... وكنت أشعر وأنا أدخل بإن الورود أيضا تبادلها نفس الحب ،
وكنت أحس بغناء ورقص وبهمس الورود داخل المحل .....
وعندما كانت تبيع الورد لأحد الزبائن كانت تبكي وتقول لي :-
أتمنى لو أنني لم أعمل في هذه المهنة ....
فكل مرة أبيع فيها ( بوكيه) ورد أحس بأنني
أبيع جسم أمرأة لطالب لحم ...!!!!!!!
مرت الأيام وأتيت أسأل عنها .... فهالني ما رأيت .....
الورود ذابلة صفراء وحزينة ...!!!!
أين رائحة الورد التي كانت تملأ المكان ...؟؟؟
اين الفرحة والرقص اللذان كنت أشعر بهما وأنا أدخل المحل ..؟؟؟!!!!
أيضا أختفيا ...!!!!!!
شعرت بإن ورورد المحل في حالة عصيان ....
والسيدة البديلة الموجودة في المحل كانت كجزء غريب عن باقي المكان ....
وعندما سألت هذه المرأة البديلة عن البنت التي كانت هنا وأختفت ...!!!
فجأة ....
أبتسمت أبتسامة لم أفهمها
ثم قالت :-
لقد كانت ذاهبة لدفن الورود كما كانت تفعل دائما
ولا أدري كيف جرفها التيار وغرقت مع ورودها .....!!!!!
حزنت عليها حزنا شديدا .... لدرجة أنني لم أعد أميز بين ألوان الورود .....
فهل لأنني كنت على شفا حفرة من الوقوع في حب (( بائعة الورد )) ...؟؟!!! لا أدري ....
وهكذا تشكلت عندي عقدة عدم حب الورود ....
ولا أقول كره بل هو الأبتعاد عن الورود ما أستطعت ...!!!!!
وأيقنت أخيرا أن الورود دائما أعمارها قصيرة ....!!!!
المفضلات