تظاهر المئات من طلاب الجامعات المصرية أمام مقر وزارة التعليم بوسط القاهرة الاثنين للمطالبة بإلغاء الحرس الجامعي وسط تصاعد المواجهات بين الأجهزة الأمنية ونشطاء الحركة الطلابية على خلفية ما جرى في انتخابات الاتحادات الطلابية والاعتداء على طالبة بجامعة الأزهر لرفضها التفتيش ذاتيا.
وطالب المتظاهرون -وهم محاصرون بأعداد كبيرة من سيارات الشرطة- بطرد الحرس الجامعي خارج أسوار الجامعة، وفتح باب التحقيق مع الضباط المتورطين في جرائم الاعتداء على الطلاب، وإطلاق حرية الطلاب بما يكفل حقهم في التعبير عن الرأي وممارسة كافة أنشطتهم السلمية دون قيود.
وشارك في المظاهرة طلاب جماعة الإخوان المسلمين وحركة شباب 6 أبريل واتحاد شباب أحزاب الغد والجبهة الديمقراطية، والعمل (المجمد)، وحركة حشد، والجبهة الشعبية الحرة واللجنة القومية للدفاع عن سجناء الرأي، وممثلون عن الجمعية الوطنية للتغيير التي أسسها البرادعي وحركة 9 مارس لاستقلال الجامعات وعدد من أساتذة الجامعات.
وشكل الطلاب المتظاهرون الذين مثلوا سبع جامعات مصرية هي: القاهرة، وعين شمس، وحلوان، والفيوم، والزقازيق، وأزهر الزقازيق وأزهر القاهرة، وفدا لمقابلة وزير التعليم العالي هاني هلال وتسليمه عريضة مطالب، لكن الوزير رفض مقابلة الوفد وكلف بعض الموظفين بمكتبه بتلقي الشكوى مما أغضب الطلاب ودفعهم للهتاف ضد الوزير بعد خروج وفد الطلاب من الوزارة.
وردد النشطاء العديد من الهتافات المنددة بما وصفوه "بلطجة" الحرس الجامعي ضد الطلاب والاعتداء المتكرر عليهم، ورفعوا لافتات كتب عليها "أول مطلب للطلاب أمن الدولة برة الباب"، "هاني بيه (وزير التعليم العالي) يا هاني بيه قول سمية أتضربت ليه"، في إشارة إلى واقعة اعتداء حرس جامعة الأزهر بالزقازيق على الطالبة سمية أشرف، مما أدى إلى إصابتها بارتجاج في المخ، وهي الواقعة التي أثارت جدلا على الساحتين الإعلامية والسياسية خلال الأسبوع الماضي.
الوزير رفض مقابلة الوفد وكلف بعض الموظفين بتلقي الشكوى (الجزيرة)
عقلية بوليسية
وقال أحد طلاب حزب العمل المشارك بالمظاهرة للجزيرة نت إن الطلاب والأساتذة يبعثون برسالة مفادها أن التضييق الأمني المتزايد على الطلاب، وإدارة الجامعات بعقلية بوليسية، يغلق آخر أبواب الأمل وقنوات الممارسة السلمية للنشاط العام.
وحذر من أن البديل سيكون "اتجاه الطلاب للانحراف الأخلاقي والسلوكي أو التطرف السياسي"، وأكد الطالب -الذي طلب عدم ذكر اسمه- أن إدارات الجامعات حرمت جميع الطلاب ذوي الأنشطة الجامعية الحقيقية أو الميول السياسية المعارضة من الترشح لانتخابات اتحادات الطلاب التي أجريت الاثنين.
وعلق المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير الدكتور عبد الجليل مصطفي للجزيرة نت بالقول إن رفض وزير التعليم مقابلة وفد الطلاب الذي سعى بشكل حضاري لإدارة حوار مع المؤسسة الرسمية المسؤولة عن التعليم "يؤكد أن النظام (الحاكم) بأكمله لا يؤمن بثقافة الحوار، ولا يجيد التعامل إلا بالطرق الأمنية حتى في المشكلات التي تتعلق بأبنائنا الطلاب".
وتعليقا على انتخابات اتحاد الطلاب التي أجريت مرحلتها الأولى بالجامعات المصرية الاثنين، ندد مصطفى -وهو أيضا عضو حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات- بشطب أسماء مرشحي الإخوان المسلمين وحركة 6 أبريل، وقال إن الأمن الذي يدير هذه الانتخابات، منع أيضا مشاركة الطلاب غير المنتمين لتيارات سياسية والذين كان لهم نشاط فعال العام الماضي في مطالبة الجامعات بتطوير خدماتها الطلابية والوفاء بالتزاماتها فيما يتعلق بتطوير الجامعات تعليميا ونشاطيا.
وتعهد المتحدث الرسمي لطلاب جماعة الإخوان المسلمين في جامعة حلوان حسن عبد الستار باستمرار المظاهرات والاحتجاجات في الجامعات المصرية ضد التعسف والتحقيقات التي يتم إجراؤها لمنع الطلاب من ممارسة حقوقهم داخل الحرم الجامعي.
المصدر: الجزيرة
المفضلات