رسالة المسجد
بقلم : الداعي بالخير صالح صلاح شبانة
بحكم النص القرآني لفرضية صلاة الجمعة ، نحن كمسلمين ملتزمون بصلاة الجمعة ، كفرض عين ، وخطبة الجمعة تساوي ركعتين من صلاة الظهر المكتوبة وبحسبة بسيطة لو كانت ركعتي سنة الفجر افضل مما اشرقت عليه الشمس لادركنا كم هي عظيمة هذه اللحظات التي نمضيها بصمت وحواسنا مع الخطيب لان خطبته عبادة ، وخصوصية العبادة في الاسلام التعلق الشديد والفهم والوعي ...!!!!
ولكن ما نرى؟ ومن هؤلاء الاشخاص الذين يعتلون المنابر، او اكثرها، وماذا يقولون؟ واي رسالة يبثون؟ واين روح الاسلام؟ واين عقله وذهنه؟ واين فكره؟ وكيف نفهمه؟ اسئلة كثيرة كانت آخر خطبة استمعت اليها من خطيب ، حدثنا عن البكائين ، ورغم ان العين التي تبكي من خشية الله لا تمسها النار ، الا اني احسست لغرابة الحديث ، فقد صور لنا الواعظ رحمه الله وغفر له ان الاسلام هوالبكاء ....!!!!
ولو سألنا: اي عين هي العين الباكية؟ ولكانت الاجابة: عين الانسان الواعي الذي فهم ووعى وادرك عظمة الله عز وجل ، وتصاغرت نفسه ذلا وتواضعا لله عزوجل ، فتجري الدمعة لوحدها كلما ذكر الانسان الله خاليا.....!!!!
وحسب رأيي المتواضع ان الدمعة الصادقة ذات المكانة العظيمة التي تظل صاحبها بظل الله يوم لا ظل الا ظله هي (من ذكر الله خاليا فنزلت دموعه) اما الذين يبكون ويتباكون ، لا نزكيهم على الله ، هواعلم بهم ، سبحانه وتعالى ...!!!!
وبالتالي فان عظمة الاسلام هي من عظمة فكره ، وما تصدر الاسلام الارض الا بفكره العظيم ، وبعلمائه المستنيرين الذين وعوا هذا الدين ، وخدموه باخلاص واجرهم عند الله عز وجل ...!!!
وخطبة الجمعة ليست قصصا وروايات واحاديث عن شخصيات لم تترك اي بصمة على تاريخ وحضارة الاسلام ، والدليل اننا نسمع بهذه الاسماء لاول مرة ، انما هي لنشر الفكر الاسلامي ، فالدنيا وعمارتها من الاخرة وعمارتها ، ولا يجوز لاحدنا ان يعمر واحدة على حساب الاخرى ، انما يعيش حياته كانه يعيش ابدا ، ويعمل لاخرته كانه يموت غدا ، واي حديث اعظم من هذا المعنى ...؟؟؟!!!
والذين فهموا هذا المعنى هم الذين نشروا هذا الدين بالعلم والفكر ، حملوه بأمانة حتى ادركناه ...!!!!
لو كانت الامية تنشر ظلالها البغيضة، ولا يوجد اصحاب فكر واهل علم يقفوا على المنابر ، لقلنا لاولئك العذر ، ولكن ما العذر عندما يصعد خطيبا شبه امي فوق منبر ويخطب الجمعة؟ وهكذا صارت خطبة الجمعة عبارة عن وقت ثقيل نزيح ثقله عن صدورنا ، ونحن لا نفهم ولا نعي ما يدور، وقد يأخذ احدنا سنة من النوم ، وقد يفقد وضوءه ويصلي بلا وضوء ...!!! ان هذا البلد عامر باهل العلم والفكر والتقوى والايمان والمقدرة على تفعيل رسالة المسجد وابلاغها بامانة واقتدار ، فاين هم...؟؟!! ولماذا لا يأخذون مكانهم ويرد اليهم اعتبارهم...؟؟!! ماذا يهمني ان احد الزاهدين قد بكى ..؟؟!! وماذا فعل الزاهد للمجتمع الاسلامي الا انه انزوى في صومعة وامضى حياته معتزلا ....؟؟؟!! وماذا لو ان المجتمع الاسلامي بكامله انزوى في الصوامع...؟؟؟!!!! ان العمل عبادة ، والفكر عبادة ، والدعوة الى الله عبادة ، والجهاد على أي ساحة معركة وبأي ادوات عبادة ، واظن انها اعظم من عبادة المعتزلين....!!!! والذين يحملون الرسالة بجدارة وقوة ويبلغون الناس كلام الله ورسالة الاسلام العظيمة عن فهم ومقدرة احق بالمنابر، والله ولي الصابرين ..!!!
يمنع وضع اى روابط لاى منتدى اخر
المفضلات