يقام في بغداد المعرض الأول للرسوم الكاريكاتيرية منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003، ويشارك في المعرض عشرون رساما من داخل وخارج العراق. وتقام هذه الفعالية في مقر الفنانين التشكيليين بمناسبة مرور 79 عاما على نشر أول رسم كاريكاتير عراقي في جريدة "حبزبوز" الفكاهية عام 1931. وضم المعرض أكثر من مائة رسم كاريكاتيري.
وقال الرسام خضير الحميري إن هناك نية لترسيخ هذا الموعد ليكون سنويا يعرض فيه كل ما هو جديد من الأعمال، وأوضح أن المعرض الحالي ضم صورا منشورة في الصحف العراقية وأخرى جديدة تعرض لأول مرة، تعالج الهم العراقي في مختلف أشكاله بما فيها تعثر العملية السياسية وانعكاساتها على الواقع اليومي في العراق.
ولفت الحميري في حديث للجزيرة نت إلى أن المعرض فرصة لفتح قنوات حوار وتواصل مع رسامي الكاريكاتير العرب والأجانب، ولا سيما أن المعرض ضم رسامين من داخل العراق وخارجه.
وأعلن الحميري عن إطلاق تجمع للكاريكاتير العراقي أسوة بالتجمعات الكاريكاتيرية الموجودة في دول العالم.
الحميري: المعرض فرصة للحوار والتواصل
(الجزيرة نت)
انطلاقة كبيرة
ويشارك الرسامون العراقيون: خضير الحميري، عبد الرحيم ياسر، علي المندلاوي، بسام فرج، فيصل لعيبي، عادل صبري، أحمد الربيعي، به رور كركوكي، كفاح محمود، رائد نوري، رضا حسن، سالم الدوسكي، سردار كستيي، سلمان عبد، عاصم جهاد، عبد الكريم سعدون، علي درويش، أمير عجام، محمد العدواني، منصور البكري، بالإضافة إلى مجموعة من رسوم الفنان الراحل مؤيد نعمة.
من جهته اعتبر رسام الكاريكاتير والصحفي العراقي عاصم جهاد أن المعرض يعد انطلاقة كبيرة للرسامين العراقيين في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد. وقال في حديث للجزيرة نت إن فن الكاريكاتير صديق غير مرغوب فيه من قبل الحكومات لأنه يشخص الحالات السلبية في المجتمع.
وأضاف أن حجم المشاركة كبير ومفرح وأن أغلب اللوحات تعبر عن نفسها وهي قريبة من هموم المواطنين، وعبر عن أمله أن يتم نقل هذا المعرض إلى دول عربية وأجنبية.
أما الفنانة التشكيلية أنغام محمد جواد أموري فقالت للجزيرة نت، إن المعرض يمثل خطوة شجاعة وجريئة ويأتي في ظروف صعبة. وأضافت "شعرت أن المعرض حاول أن يلامس هم المواطن والمشاكل الحقيقية التي يعانيها، واستطاع أن يختزل مقالات كبيرة وحديثا طويلا عنه".
مقر جمعية الفنانين التشكيليين
حيث أقيم المعرض (الجزيرة نت)
تعبير سياسي
وترى أموري أن لوحات المعرض عبرت عن ما لا يستطيع السياسيون التعبير عنه, وقالت "هذه الخطوة سوف تتبعها خطوات أخرى وستكون دافعا أكبر لإعادة هذه التجربة".
يذكر أن الصحف العراقية التي صدرت بعد الغزو الأميركي للعراق، تنشر باستمرار رسوما كاريكاتيرية، توزعت بين مهاجمة حقبة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين والترويج للتجربة الجديدة بعد عام 2003.
إلا أن السنوات القليلة الماضية بدأت الرسومات تصور الأوضاع اليومية وتحاول ملامسة معاناة العراقيين، فتنقد غياب الخدمات والفوضى الأمنية واستشراء الفساد. وتعاني رسوم الكاريكاتير من صعوبة الوصول إلى الجمهور بسبب سوء توزيع الصحف العراقية.
المصدر: الجزيرة
المفضلات