طيور تسمى بطيور الفردوس، يبلغ عدد أنواعها حوالي (42) نوعاً، وصفها العالم الانكليزي المشهور تشارلس دارون في كتابه (أصل الإنسان والانتخاب الطبيعي) الصادر في عام 1871م بأنها أجمل أنواع الطيور في العالم، ومن هنا استمدت اسمها بطيور دارون الجميلة.
تتميز هذه الطيور بمتانة القوائم لجميع أنواعها، لكنها تتباين في الشكل ولون الريش. ويتمتع الذكر من أنواعها بألوان زاهية وريش فخم يدعى الريش الزواجي. اما الأنثى فيبقى لونها كامداً وتفتقر للريش المذكور.
التشابه بين الذكر والأنثى وسلوك التزاوج:
في تسعة أنواع فقط من مجموعة هذه الطيور يتشابه الذكر والأنثى في الشكل، وغالباً ما يكون ارتباطهما أحادياً. أي يبقى الذكر والأنثى مرتبطين بعلاقة ثابتة طويلة الأمد، ويشتركان خلالها بالاعتناء بالصغار وتربيتهم. وعلى العكس من ذلك فان أنواع أخرى من هذه المجموعة التي يختلف فيها شكل الذكر عن الأنثى كما هو الحال في نوع Paradlsaea ragglana فإنها تمتاز بكونها تعددية الزوجات، حيث يقوم الذكر بتلقيح أعداد من الإناث دون ان يضطلع بمهمة تربية الصغار وبناء الأعشاش. وهناك سؤال يطرح نفسه لماذا تتباين التصرفات بين الذكور في قلب عائلة واحدة؟ وما سبب نزوع بعضهم نحو تعدد الزوجات وبقاء القسم الآخر أحادي الزوجة؟ الجواب على ذلك يتضمن شقين. فتعدد الزوجات يرتبط بطريقة البحث عن الطعام، وطبيعة النظام الغذائي، فهذان العاملان هما اللذان يحددان السلوك التناسلي والتزاوج. وقد لاحظ العديد من علماء سلوك الحيوانات ان طريقة جذب ذكور طيور دارون للإناث لاتخلو من الطرافة، إذ تجتمع أعداد من الذكور فوق جذوع إحدى الأشجار منذ الفجر ثم تشرع بإطلاق أصوات حادة وسريعة معلنة للإناث عن تواجدها، وما ان تقترب الأنثى منهم حتى يسارع الذكور بالرقص ورفع ريشهم الملون، وخفق الأجنحة مع القفز يميناً وشمالاً وإطلاق الأصوات الجميلة المفعمة بالفرح. وما هي إلا لحظات حتى يخيم الصمت على أرجاء المكان ويستسلم الذكور للهدوء، ويدلون برؤوسهم نحو الأسفل وأجنحتهم إلى الأمام وريشهم المنبسط نحو الأعلى كينبوع من الألوان الرائعة بانتظار الأنثى التي قد تختار احدهم فيبتسم له الحظ ويقضي معها سويعات جميلة تثير غيرة وحسد رفاقه الآخرين.

هل للغذاء تأثير على سلوك طيور دارون؟
قام العالمان الانكليزيان ديفيد وبرباراسنو سنة 1970م من متحف التاريخ الطبيعي البريطاني بدراسة مستفيضة أكدا فيها وجود علاقة مهمة بين تعدد الزوجات ونظام الغذاء لدى نوعين من الطيور وهما (Contlngldes) و (Plprldes) فأنواع الذكور الميالة نحو تغيير الإناث تفضل تناول الثمار في حين تقتصر الأنواع القانعة على أنثى واحدة في طعامها على الحشرات.
وكشفت هذه الدراسة أيضاً من ان التخصص الغذائي هو الذي حدد تطور الأنواع واسهم في ظهور السلوك المائل نحو تعدد الزوجات. والفاكهة التي تتغذى بها هذه الطيور نوعان وهما: الفواكه البسيطة مثل تين البنغال المتوفر في الغابات والغني بالماء والغلوسيدات، والفواكه المركبة مثل جوزة الطيب كبيرة الحجم، والمغطاة بقشرة صلبة، وبعض الفواكه القشرية الأخرى الغنية بالدهون والبروتينات مما يشكل مواد غذائية دسمة للطيور.
وأشار باحثون آخرون ضمن فريق علمي أمريكي – استرالــي ان غـــذاء طيــــور دارون مــــــن نـــــــــــوع Manucodla keraudrehll أحادية الزوجة يكاد يقتصر على التين فيما تميل أنواع الذكور التي تفضل تغيير الإناث إلى الفاكهة المركبة المغلفة بالقشور كما ان بعض أنواع الطيور القادرة على استهلاك الفواكه القشرية التي يصعب عليها فتحها هي التي تتغذى على الحشرات، الأمر الذي يمدها بالمزيد من الطاقة ويساعد الإناث على احتضان الصغار دون الحاجة لمعونة الذكور.
التوزيع الجغرافي للطيور:
تنتشر أنواع طيور دارون في مناطق مختلفة من جزر الهند الشرقية واستراليا. ففي غينيا الجديدة والجزر المجاورة لها يعيش (36) نوعاً في حين تتمركز (4) أنواع منها في استراليا، ويتجه نوعان نحو الغرب حتى يصل إلى شمال مولوك في اندونيسيا.
ويعتقد ان أنواعاً من هذه المجموعة ربما تعيش في غابات ماليزيا وسنغافورة.
المفضلات