فوضى التعليم في الاردنالموضوع التالي منقول من موقع الحقيقة الدولية نصا وحرفا
د. بسام العموش
8/25/2007
بالرغم من أننا في الأردن نملك وزارتين للتعليم (التربية) و (التعليم العالي) وتردفهما وزارة ثالثة هي وزارة (الثقافة) إلا أننا نعاني من حالة فوضى في التعليم. فقد صار على أرضنا أكثر من ثلاثين جامعة في بلد صغير المساحة، وعدد سكاني قليل نسبيا. ولم يخطر ببالنا أن نفتح فروعا للجامعة الأردنية مع أننا ذهبنا إلى دولة خليجية لفتح فرع للجامعة الأردنية. نعم أنشأنا جامعات وصار لكل جامعة رئيس ونواب الرئيس وسياراتهم الفخمة وأطقم إدارية كبيرة فوق الحاجة. وصار كل أهل خربة في الأردن يريدون جامعة على أبواب بيوتهم، مع أن الارتحال داخل الوطن يساهم في حبه والتعرف عليه والتعلق به. وأخذت هذه الجامعات الثلاثون تخرج جيوش البطالة بسبب تكرار التخصصات فكلها تدرس اللغة العربية والتربية والتاريخ والشريعة والعلوم.. الخ. وتتسابق الجامعات لفتح كليات طب مع أن هذا النوع من الكليات يحتاج إلى كوادر، وصار أساتذة الطب مثل تاجر الشنطة يذهب من عمان إلى اربد ومن ثم إلى الهاشمية فمؤتة. ولم تقدم لنا وزارة التخطيط أرقاما تتعلق بالمستقبل كأن تقول: إن الأردن يحتاج في السنوات العشر القادمة إلى كذا وكذا من هذا التخصص أو ذاك.
وبالرغم من إشغال وزير واحد لوزارتي التعليم إلا أننا لم نر انعكاسا للعلاقة بين التعليم المدرسي والتعليم العالي.
ولو فتحنا صفحة التعليم العالي لوجدنا قرارات تصدر كل يوم وكأنها لم تأخذ حظها من الدراسة ومن الممكن أن يتم تغييرها في سنوات قادمة.
ولو انتقلت إلى التعليم المدرسي فإن الصفحة سوداء إذ أن حال مدارس الحكومة في وضع مزر ٍ، وقد يستطيع مدير تربية أن يجد مدرسة ينصح بها أولياء الأمور ولكنه لا يستطيع أن يتحدث عن عشرات المدارس التي في عهدته إن كان الأمر يتعلق بالمبنى أو الإدارة أو الهيئة التدريسية لأن مشكلة المشاكل هي تواضع رواتب المعلمين وبالتالي صار المعلم يهرب من هذا العمل، وصار أبناؤنا في رحلة الجهل والسذاجة، مما دفع الآباء الغيورين إلى الهروب بأبنائهم إلى المدارس الخاصة التي صارت بيد مستثمرين حسابهم الربح وليس التعليم ومن هو القادر على تلبية رغبات مستثمري المدارس؟ بل صار بعض المسؤولين (!) أصحاب مدارس وخطفوا امتيازات لهم استغلالا للألقاب والمناصب.
وإنني أتمنى على المسؤول الذي لا يعجبه هذا الكلام أن يذكر لنا أين يدرس أبناؤه؟! يا أصحاب القرار نرجوكم أن ترحموا الضعفاء الذين يريدون تعليم أبنائهم في المدارس الحكومية ولا يستطيعون تلبية رغبة الحيتان.
المفضلات