يحذر عدد متزايد من المثقفين والسياسيين والمراقبين في إسرائيل من تسارعها نحو التحول لدولة فاشية نتيجة تشريعات الولاء والهوية، واتساع الخطاب العنصري في أوساط اليمين الإسرائيلي.
وتزايدت أصوات التحذير والاحتجاج عقب مصادقة الحكومة على تعديل ما يعرف بقانون المواطنة الذي يلزم طالب التجنس بالقسم بالولاء لإسرائيل دولة يهودية.
وكشفت القناة العاشرة للتلفزة أن الدورة الشتوية للكنيست التي افتتحت الاثنين ستشهد مشاريع قوانين جديدة تضيق الخناق على الحريات وعلى فلسطينيي الداخل, أخطرها مشروع قانون لزعيم حزب "شاس" إيلي يشاي القاضي بسحب المواطنة ممن يدان بعدم الولاء لإسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية.
وفي بيان مشترك أكدت مجموعة من المثقفين والمحاضرين والفنانين الإسرائيليين رفضها العيش في دولة تنتحل هوية إسرائيل, في إشارة لسنها "سلسلة تشريعات عنصرية".
وأضاف البيان الذي حمل عنوان "من وثيقة الاستقلال إلى الفاشية" أن "دولة تغزو عنوة ضمير الفرد وتعاقبه على عدم تبنيه أفكارا ومعتقدات النظام الحاكم تتحول من ديمقراطية إلى فاشية".
"
بيان المثقفين قال إن دولة تغزو عنوة ضمير الفرد وتعاقبه على عدم تبنيه أفكارا ومعتقدات النظام الحاكم تتحول من ديمقراطية إلى فاشية
"
نحو الفاشية
وقال المحاضر في العلوم السياسية بالجامعة العبرية يارون إزراحي للجزيرة نت إنه لا يوجد "قسم ولاء" في دولة ديمقراطية بالعالم, وإن الولاء للدولة كدولة هو "مطلب فاشي".
وكانت رئيسة حزب كاديما المعارض تسيبي ليفني قد حملت على قرار الحكومة بالمصادقة على تعديل قانون المواطنة, وقالت إن "الموضوع الحساس والمركزي" المتمثل بتعريف إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية تحول لـ" مسخرة" سياسية.
وقالت ليفني إن التعديل يؤجج خلافات داخلية, ويمس بنظرة العالم لإسرائيل, ورغم كونه تعديلا "فارغا" فهو لا يحافظ على إسرائيل كبيت قومي يهودي بل يسيئ إليه" على حد قولها.
من جانبه قال رئيس حزب ميرتس اليساري النائب حاييم أورون إن قانون المواطنة "يحمل منها اسمها عبثا وهو بعيد كل البعد عن المفاهيم المدنية والديمقراطية".
كما قالت الوزيرة ورئيسة ميرتس سابقا شولميت ألوني إن إسرائيل تخطو بخطى واثقة ومتسارعة نحو الانتقال من الإثنوقراطية إلى الفاشية.
وقد حملت صحيفة هآرتس بافتتاحيتها على قانون الهوية، وقالت إنه من غير الممكن تعريف ماهية "دولة يهودية" مشيرة إلى أن التعديل المذكور يمس بالمواطنين العرب الذين يمثلون 20% من السكان, ووصفته بأنه "استفزازي ومثير للفتن وعنصري".
وقال المعلق البارز بصحيفة يديعوت أحرونوت، يارون لندن، إنه بات يسمع "صدى جزم الجنود الفاشيين في ظل استعداد الكنيست لمواصلة تشريع قوانين ذات صبغة فاشية, وتنامي الخطاب الشوفيني العنصري لدى اليمين".
المصدر: الجزيرة
المفضلات