مضت خمسة عشر عاماً على رحيل الامينة زاد من قصر اهلها ...وبقيت زوجة ابيها الاسترالية
تشرف على القصر بمن فيه وتلبي طلبات من يحتاج وتأوي من لا مأوى له وتنفق مالديها في مساعدة
الامهات الارامل والمطلقات وأنشأت دور للايتام وتبنت احدى الفتيات واسمتها " فيروز " واصبحت
شغلها الشاغل ...أي اهتمت كثيرا بها واعطتها الحنان وكستها بعاطفة الامومة التي حرمت منها
حتى صار عمرها 20 عاماً..وقامت بتعليمها وارسلتها الى استراليا ...وهناك ألتقت بالصادق الامين ...وتعرفت عليه وعشقته ...ولم تصارحه بأهلها بالبداية لانها خشيت على نفسها ...
واستمرت علاقتهم بضعة اشهر ...حتى قرر الارتباط بها ...حينها اخبرته عن عائلتها
وفوجىء بذلك .. ومن ثم قال لها : اذا نحن أقرباء ولكن لم يخبرني احد بأن زوجة جدي لديها ابنة جميلة مثلكِ ...
ابتسمت قائلة : انا لست ابنتها الحقيقية بل اشرفت على تربيتي ...حيث اني من اسرة يتيمة وفقيرة الحال ...
فقال لها : حسناً ...لابأس ،، ستذهبين معي لاعرفك بوالدتي وبأبي وبأشقائي الاخرين ...فأنت ضيفتنا الان !
فرحت كثيرا بطلبه ورافقته لمنزله ..وكانت الصاعقة حينما فتح والد الصادق الامين الباب
ورأى جمال الفتاة فلم يتمالك نفسه ...أغرم بها فجأة ...ولكن الفتاة لم تعره اهتمامها ...
واستمرت بمقابلة العائلة ومصافحتهم ...الى ان وصلت الى الامينة زاد ..
.فقامت بالسؤال عن زوجة ابيها وعن احوالها فقالت لها بأنها بخير ،، فسعدت بذلك ،،
ومرت اياما وشهوراً ...وفرحت الاسترالية حينما علمت ان ابنتها " فيروز " ..وسط عائلتها ...وأكملت دراستها بتفوق ومن ثم عادت الى ديارها لرؤية والدتها الاسترالية ...مصطحبة معها " جنات " والفردوس " و " الصادق الامين "
فاستقبلتهم الاسترالية زوجة جدهم بكل رحابة صدر ولم تصدق مارأت عيناها كيف كبرو بهذه السرعة
وسألتهم عن والدتهم الامينة زاد ،،هل لازالت على مايرام ؟؟ ...اجابوها بــ نعم ...
وبعد مضي ايام معها ...اقترحو عليها ان تسافر معهم فوافقت على ذلك ...فذهبت معهم الى بلدها ...وهناك
وافتها المنية ودفنت في مقبرة اهلها الشهيرة بأستراليه ،، وحزنت الامينة زاد كثيراً ...وفيروز ...وكل من
عرف تلك المرأة ....
وبقيت " فيروز " مع عائلة الامينة زاد ...وحرصت كثيرا على معاملتها كأبناءها ولكن شاء القدر ان تكون
مصدر بؤس لها ،، حيث زوجها خانها معها ...واستسلمت فيروز له بعدما اغراها بماله وبجماله ...فقام
بتطليق الامينة زاد وهجرانها مع اولادها والذهاب مع فيروز الى بلاد اخرى بعد ان تزوجها ....
لم تتحمل الامينة زاد هول الصدمة ...فقررت الرجوع الى ديارها اخيرا لتكمل بقية حياتها ...مصطحبة
ابناءها معها ...
ولكن الامير الطاهر فضل البقاء في استراليا حيث ارتبط بأمرأة " استرالية " وانجب طفل منها ..
على ان يزورهم وقت العطل ومتى ماسمحت له الظروف ....
وشاءت الاقدار ان تستقبلها حين وصولها " زوجة ابيها السابقة نسرين " وعبرت عن حزنها ،،
وطلبت منها ان تعتبرها كأخت ....ولكن الامينة زاد بقيت في عزلتها لفترة من الزمن ...الى
ان طلبت منها ابنتها الفردوس الخروج من القصر وان تشرف على اعمالها بنفسها وتحكم الارض
كما كان اجدادها السابقون يحكمون ...ووقف ابناءها معها ... حتى تمكنت اخيرا من السيطرة على
الظروف والعودة من جديد الى حياتها ...تضحك وتأكل وتخرج وتلبس كما كانت بالسابق ...
اما بالنسبة لمصير ابناءها :
فقد تزوجت جنات بشاب صديق اخيها الامير الطاهر ورحلت الى استراليا واستقرت مع زوجها
اما الفردوس فقد تزوجت برجل اعمال شهير بالبلد ولكن شاءت الاقدار ان يكون عقيماً
فبقيت معه رغم ذلك ....
الصادق الامين ...بقي عازباً حتى اصبح عمره 37 عاماً ....وكرس حياته في مساعدة والدته وعمله
واشرف على القصر بمن فية كـــ جده ....الى ان سقطت الامطار ذات ليلة وفسد الزرع بأكمله
فأصيبت الاسرة بانتكاسه مالية وضعف اقتصادها .....وفي اثناء ذلك عرض عليه شخص ان
يشاركه بالمحصول شريطة ان يمده بالاموال لفترة ...فوافق على العرض ولكن الامينة زاد
رفضت ذلك بحجة انها لاتحتاج الى ذلك ولكن بعد اصرار ابنها وافقت على ذلك
وشاءت الاقدار ان تكون له ابنة شقراء ...فحاول استمالتها واستلطافها حتى تمكن منها ...
وقرر الزواج منها ...ولكن قامت برفضة ...فغضب الصادق الامين كثيرا ً ...وشعر بأنها اهانة له
ولاسرته ...فقرر الزواج من صديقتها ...ولم تصدق الخبر حيث ان صديقتها نقلت لها الخبر
فقالت لها : لايحق لكِ ان تتزوجي به فهو ملكي انا ،، فقالت له : اذا لماذا رفضتيه ؟؟
قالت لها : انا لم ارفضه كرفض ولكن اردت تأديبة وحتى اختبره ولكنه خائن ...انه لايستحق
ان يكون زوجاً لي ...ولكن لايمكنك انتي خيانتي والزواج منه ...
فابتسمت قائلة : انها اكذوبة ...فلن يتزوج مني ولكن وافقت لاني علمت بأنك ترغبين بالزواج منه
ولكنك تراوغين ...
فذهبت صديقتها لتخبر الصادق الامين بكل شيء ...وفعلا تم الزواج منها وهكذا عاشت الاسرة
في ايام هانئة طوال ...ورزق منها ب ولدين وفتاة .اسماها الامينة زاد ...وتربعت زوجته على العرش
واصبحت سيدة القصر الجميل بقيادة زوجها بعدما رحلت الجدة الامينة زاد عن الدنيا ...ولكن بسبب
سوء ادارتها تحطم القصر وانهارت كل ثروت العائلة وخسرت كل ما تمتلكه
وامتلكها شخص اخر ،، بسبب الانانية والطمع والجشع
وبقيت سيدة نفسها دون زوج واولاد بعدما طلبت الطلاق من الصادق الامين ..ورجعت الى منزل اهلها .
وبعد مرور سنوات طوال ...استرجعت الامينة زاد " الابنة الصغرى " القصر بسبب حكمتها ..وذكائها
بعدما اشترطت على المالك بعد زواجها من ابنة التي اوقعته بغرامها ...
ان يكتب القصر بأسمها وترجع كل املاك اهلها
كــ مهراً لها ...ووافق الابن على ان الاب ارغم على ذلك ..حتى لايخسر حياة ابنه الوحيد...
ولم تكتفي بذلك بل امتلكت ثروات والد زوجها بأكملها ...
لتعطيه درساً مفهومه ( حينما يفكر الانسان ان يحصل على كل غالي سيخسر مايملكه
ولن يحصل على شيء )
المفضلات