مظهر المرأة لا يعبر عن حقيقتها بصفتها انساناً ، أما مظهرها النقي الصافي فهو الذي يعبر عن ذلك بكل وضوح وجلاء، حيث إذا صلح الجوهر صلح المظهر تبعا له بشكل تلقائي والعكس بالعكس صحيح.
والمظهر يتهالك مع مرور السنين ثم يفني وينتهي، وينتهي الحديث عنه ولكن الجوهر يزدهر مع مرور السنين ثم يبقي ذكري، ويستمر الحديث الحسن عنه حتي بعد ممات صاحبته وقد يرثه أهلوها بالثناء وحسن المعاملة من الآخرين ممن أحسنت لهم هذه المرأة بجوهرها وحسن معاملتها وطيب كلامها.
فمن المؤسف جدا، بأن بعض النسوة يظهرن بملابس براقة فيجعلن للنهار لباساً ولليل آخر ويبدو جسدها مصقولا بكل أدوات التبرج والزينة ويزدن علي ذلك، فيجعلن للنهار عطرا ولليل آخر، في حين أن الجوهر يفيض بالأنانية والحقد والحسد تجاه الأخريات ويتفاقم جوهرها بعدم القناعة في أي شيء مهما كان متوفرا لديها أو في متناول يدها.
فهذا البعض من النسوة يمكن ان تقرأه كما تقرأ كتابا مفتوحا أمامك، فتعرف منه ان هؤلاء النسوة يحببن الحديث عن أنفسهن مديحا وثناء وتمييزا علي غيرهن، فإذا عملن عملا ما، فإنهن يبدين نجاحا واحدا يتيما، فيخيل إليهن أنهن أصبن النجاح كله، ثم يجعلن الحياة راقصة لهن رضي الجميع أو أبوا، ويخفين فشلهن المتكرر، ويحرصن علي ان لا يبدين ذلك الفشل ويحرصن علي عدم إثارته متحاشيات أسباب الاثارة بل ويدافعن بحمقهن مدعيات أنهن لم يفعلن شيئا جلب عليهن الفشل، مع أن الفشل والنجاح اقدار مقدرة للانسان ذكرا كان أو أنثي، هذا الإنسان الذي يحاول جهد قدرته ووسع حيله ان لا يفشل ابدا، ولكنه مع ذلك معرض للفشل وقد يفشل فشلا ذريعا علي الرغم من حرصه.
وكذلكم، فإن هذا البعض من النسوة إذا تحدثت إحداهن عن ما لديها من ملابس، وما اشترت من حلي ذهبية وما تملك في جيبها من مال، خيل إليها أنها قادرة علي ان تشتري عطف وعواطف الأخريات بذلك واحترامهن، وإذا ما جلست في مجلس ما، حاولت ان يكون الحديث لها ومعها هي وحدها، وترجو ان يكون كل المديح موجها اليها هي أيضا، ملغية وجود الأخريات اللاتي بجنبها جالسات، يتحدثن كما تتحدث، ويستمعن كما تستمع، في حين ان موضوعاتها لا تصل الي مستوي الرقي والثقافة العامة او العلمية المفيدة بل تنحصر ضمن شخصيتها فقط، وتعيب علي الأخريات سلوكيات وتصرفات ربما كانت بذلك مفترية عليهن السوء بما لم يصنعنه وهن الغافلات.
ولا ننس ايضا ان الاغلبية النسائية من هذا النوع يتأصل في سلوكهن وأقوالهن المكر والكيد والنفاق حيث يجاملن هذه مرة ويجاملن تلك أخري، وينقلن الحديث السييء من هذه الي تلك ليوقعن بين اثنتين غافلتين ربما كانتا صديقتين ويا ويل التي تغيب عن مجلسهن يصببن كل العيوب في شخصيتها قبلا ودبرا.
هذا مجرد رأي فقط في بعض النسوة وليس حكما معمما علي كل النسوة مع ان ذلك قد يكون بين الرجال أيضا، لكنه في الرجال قليل، وفي معشر النسوة أوضح وأكثر تجليا.
fgh:52111::0273::0203::
المفضلات