السلام عليكم
النقد في الأصل عند علماء اللغة يأتي على عدة معان أبرزها الإختيارو تمييز الجيد من الرديء ، والحسن من القبيح ، وفي الإصطلاح تبيين العيوب وتقويمها , وقد وسع الأدباء المعاصرين مفهوم النقد فأدخلوا فيه بيان المزايا ولم يحصروه في بيان الخطأ ويمكننا أن نطلق على الوصف الآنف ذكره , النقد البناء وهو الذي يتناول العمل لذاته فيحلله تحليلا فنيا بعيدا عن الاشخاص .
وبعكسه التجريح الذي يتناول الأشخاص إما بتحطيمهم أو التقليل من مجهوداتهم أو حسدهم و لو كان العمل مميزا, وهذا ليس بنقد والبعض يسميه النقد الغير بناء مع التحفظ على تسميته نقدا .
إذا فالنقد مطلوب مادام المقصد والطوية حسنين , فهو ينمي الملاحظة ويثري المعلومة لدى الناقد والمنقود على حد سواء, وليس من العيب أن تعرض أعمال الخطاط على النقد, ولا ينبغي أن يتهيبه , فالبعض منا يخاف من النقد ويقف منه موقف الحذر والدفاع فلا يسمح بانتقاد أعماله , ولا هو ينتقد غيره ولو رأى مايلزم توضيحه . أو يعترض على مبدأ النقد أساسا , وأحسب أن من كمال التواضع أن يستمع الخطاط لجميع الآراء وينتهز الأفضل منها فيكون بذلك جمع بين فضيلتين أولهما التواضع , والأخرى أنه يكمل عمله بتلافي الملاحظات .
إن هده المشاركة في هذا المنتدى المبارك دعوة لأن نفتح صدورنا للنقد البناء الذي فيه بيان للمزايا الطيبة في العمل وتقويم لبعض الأخطاء , وهي في نفس الوقت دعوة لأن نتمرن على النقد البناء المبني على المعلومة الصحيحة المستنده على الدليل, وفي مجالنا (الخط العربي ) نستدل بأعمال من سبقنا من الخطاطين رحمهم الله أو من سار على نهجهم من المعاصرين .
و أما التجريح فمن الأفضل أن لا نلتفت له ولا نرد عليه وهو أفضل علاج له .
ختاما , هده خاطرة انقدحت في الذهن فأبت إلا أن تخرج أحرفا على صفحات منتدانا المبارك ولكم مني أجمل تحية .
---------------------------------------------------ومن المعلوم أن ليس كل معنى فهو صحيح... ولا كل لفظ فهو فصيح .... بل المواضيع تختلف بحسب أقلامها ...
ومواضيعها ..
وقد يكون الكاتب مبدعاً في موضوع ... مخفقاً في موضوع آخر .... وقد يحسن لغة معينة ويعجز عن غيرها .... وهكذا
البشر لا يتم لهم كمال مهما حاولوا ذلك .
في اعتقادي أننا بحاجة ماسة إلى الارتقاء بردودنا .... لتنحو منحى التوجيه والإثراء ... دون أن تكون مقصورة على الثناء
ورفع المعنويات فحسب .. إذ الأول لا يتعارض مع الثاني .... فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( نعم العبد عبد الله لو كان يقوم من االليل )
إن النقد الهادف الهادئ .... سبيل أساسي وعنصر رئيسي في منظومة البناء الشامخ
ولكن أيضاً لا للافراط في المدحة والثناء وتسويد الصفحات بكلمات الإعجاب فقط .....
تحياتي
المفضلات