قالت صحيفة أميركية إن عملية ملاحقة المشتبه في أنهم اغتالوا أحد قياديي حركة حماس الفلسطينية في دبي في يناير/كانون الثاني الماضي، تراجعت قوتها بنفس السرعة التي تمكنت بها شرطة الإمارة العربية من الكشف عن بعض الغموض الذي اكتنف الحادثة.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في عددها اليوم أن شرطة دبي ربطت بين رجل أشيب الشعر يرتدي نظارات والعديد من الأشخاص المشتبه فيهم ممن اصطادتهم الكاميرات الأمنية وهم يهمون بارتكاب جريمة اغتيال محمود المبحوح.
وكان معظم المشتبه في تورطهم في القضية يحملون جوازات سفر مزورة، ما عدا ذلك الرجل الذي كان بحوزته جواز سفر بريطاني حقيقي، واسمه كريستوفر لوكوود ويبلغ من العمر 62 عاما طبقا للشرطة.
واكتشفت الشرطة أن الرجل غيَّر اسمه عام 1994 إلى يهودا لاستيغ، وهو لشخص وُلِد في أسكتلندا لأبوين يهوديين قادمين "مما كان يُعرف آنذاك بفلسطين تحت الإدارة البريطانية" بحسب الصحيفة.
وقد عززت تلك النتائج الآمال بالقبض على أحد مهندسي عملية الاغتيال، مما قد يُعد دليلا على اتهام شرطة دبي لـجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) بأنه وراء الحادث.
لكن عملية الملاحقة –كما تكشف التحقيقات التي أجرتها الصحيفة الأميركية- ما لبثت أن أصابها الفتور بذات السرعة التي انطلقت بها.
وقد أشاع التعامل السريع لشرطة دبي مع الحادثة وكذا غضب الدوائر الدبلوماسية من استخدام عشرات جوازات السفر المزورة في العملية، تفاؤلا مبكرا بأن بعض الأعضاء على الأقل في فرقة الاغتيال -التي زاد عدد أفرادها عن 30 شخصا- سيتم العثور عليهم.
غير أن انتهاء تلك المحاولات المتعاقبة إلى طريق مسدود أصاب المحققين الدوليين بالإحباط، مما يعزز الاحتمالات بعدم اعتقال أي من المشتبه فيهم أو ظهور أدلة أكيدة على تورط الموساد في العملية.
وعلى الرغم من نبرة التصريحات الحادة التي أطلقتها حكومات عدة في بادئ الأمر، فإن بعض المحققين الدوليين يساورهم القلق من أن يكون للسياسة دور في الحيلولة دون تعاون بعض الحكومات الداعمة لإسرائيل معهم.
ورأت الصحيفة أن الوقت ليس في صالح دبي، ذلك أنه "إذا كانت إسرائيل وراء الجريمة فإن المشتبه في ضلوعهم فيها ربما يكونون قد عادوا أدراجهم إلى إسرائيل، حيث سيكونون في مأمن من الإبعاد".
ونقلت الصحيفة عن عميل سابق في جهاز الأمن الداخلي البريطاني القول إنه كلما طال أمد التحقيقات كلما فتر الحماس للقضية وتراجع مما سيتيح لجهاز الأمن المعني التستر على خيوطها وطمس معالمها.
المصدر: وول ستريت جورنال
المفضلات