تشكل مهنة الصيد مصدر رزق للعديد من الأسر في العاصمة الصومالية مقديشو ولا سيما في ظل معاناة أبنائها من البطالة جراء الأوضاع الأمنية والسياسية التي ما فتئت تدمر البلاد.
غير أن قوة السلام الأفريقية التي تمركزت في قواعد بمقديشو بدأت تضيق الخناق عليهم وتحرمهم من ممارسة مهنتهم بحرية كما تنص عليه المواثيق الدولية، وتعرضهم للخطر باعتداءات عشوائية.
فمسؤولية حماية المطار والميناء الدوليين في مقديشو تقع ضمن مهام قوة السلام الأفريقية، ولهذا اتخذت مواقع عسكرية هامة داخلهما وفي المناطق المحيطة بهما.
وفي إطار تشديد الإجراءات الأمنية خصوصا على الجانب المقابل للشاطئ تسير القوة الأفريقية بشكل روتيني دوريات بحرية بزوارق مسلحة، وتراقب تحركات مراكب الصيد تحسبا لهجمات محتملة تنفذها القوى الإسلامية المعارضة.
بري قال إن القوة لم تعوض الصيادين رغم اعترافها بالتسبب بخسائر لهم (الجزيرة نت)
تضييق واعتداءات
غير أن القوة الأفريقية لم تحدد نطاقا محددا للصيادين يحظر تجاوزه، كما أكد للجزيرة نت رئيس اتحاد صيادي مقديشو بشير يوسف بري، ما يجعل أي مركب معرضا لنيرانها في أي مكان من البحر.
وأضاف بري أن القوة تضيق الخناق على الصيادين عبر تقليص ساعات العمل المسموح بها حيث كانوا قبلا يصطادون ليلا ونهارا، لكن الآن أقل من عشر ساعات من النهار فقط وعليهم التوقف قبل غروب الشمس وإلا عرضوا حياتهم وقواربهم للخطر، لأن المنطقة تصبح منطقة أمنية بعد ذلك.
وقال إن جنود حفظ السلام الذين يحرسون المطار والميناء يطاردون قوارب الصيد بزوارق مسلحة وسريعة، ويطلقون النار عادة باتجاهها بمجرد اقترابها من المناطق القريبة من المطار أو الميناء، وذلك دون إنذار مسبق، ويوقفونها بالرصاص دون تحري هويتها رغم قدرتها على ذلك.
وتحدث مسؤول الصيادين عن اعتداءات تعرضوا لها، من بينها إطلاق نار مؤخرا بشكل مكثف على أحد قوارب الصيد قرب الميناء وتدميره بالكامل بما فيه من أدوات.
وذكر أن جنودا أفارقة أطلقوا النار في حادث مماثل على قارب صيد كان يمر بموازاة الميناء، ما أدى إلى غرقه ومقتل أحد الصيادين الذي عثر على جثته في اليوم التالي.
وأوضح أنه ردا على تكرار هذه الاعتداءات والممارسات التي تحرم الصيادين من ممارسة مهنتهم بحرية كما تنص عليه المواثيق الدولية، تقدم الصيادون بشكوى إلى القوة الأفريقية، لكنها ورغم اعترافها بأخطاء جنودها لم تقدم تعويضا عن الخسائر التي تسببت بها ولم تقدم ضمانات على عدم تكرار اعتداءاتها.
وتسببت هذه الاعتداءات والمضايقات -على حد قول بري- في عزوف نسبة كبيرة من الصيادين في مقديشو عن مهنتهم، مفضلين الانضمام إلى القرصنة أو الهجرة من اليمن ومنها إلى السعودية ما أدى بدوره إلى نقص كمية الأسماك المعروضة في السوق.
وختم رئيس اتحاد صيادي مقديشو بقوله إن هؤلاء رجال مسالمون يعيشون من عرق جبينهم، وليسوا خطرا على الأمن، وإن لم تتم معاملتهم على هذا الأساس فقد يلجؤون للقيام بأعمال "غير شريفة".
المصدر: الجزيرة
المفضلات