ساعة معايدة في ضيافة الرئيس
صحيح أن قبيل منتصف نهار الأمس في بيت الضيافة سمي بوقت "المعايدة على الرئيس" وصحيح أن الغرض الأول لأي زائر كان مصافحة الرئيس والمعايدة عليه.. إلا أن المشير عمر البشير كان مناسبة لجمع أناس كانت الابتسامة سمتهم، وفرحة العيد تطل على وجوههم، على الرغم من عدم صغر سنهم.. فقد كانت تلك سانحة لمعظمهم للإلتقاء والمعايدة على بعضهم..
في شارع القيادة، تحديدا أمام بيت الضيافة.. ومنذ الساعة ( 11- 12:30) ظهرا تراصت سيارات فارهة تسير ببطء بانتظار أن يؤذن لها بالدخول.. لم تكن إجراءات البوابة مشددة او متعسفة كما كانت في أحيان كثيرة، وهكذا دخل الجميع دون أن تلحظ (الأخبار) أي محاولة صد من قبل مسئولي الأمن تجاه زائر.
احتشد بعض الناس في البدء في استراحة ضيقة داخل بيت الضيافة.. هنأوا بعضهم ثم انتقلوا سيرا على الأقدام إلى صالة كبيرة تبعد بضعة امتار.. ومن أمام تلك الصالة خرج عدد من الدبلوماسيين، حيوا الواقفين وهنأوهم بالعيد دون أن تكون هناك سابق معرفة بهم.. كان من بينهم، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، السفير الروسي، القائم بالأعمال الكندي، السفيرة البريطانية، الناطق باسم بعثة اليوناميد، وعدد من ممثلي البعثات الأجنبية .. بعضهم لم يلتقي بالآخر لمدة طويلة، بدا ذلك من طريقة سلامهم وحديثهم.. انتظر الدبلوماسيون بعضهم ليركبوا ( ميكروبص ) يقلهم إلى البوابة.
بعض مسئولي الأمن الذين تواجدوا أمام تلك الصالة.. حاولوا في البدء فصل الإعلام بعيدا عن تلك الأجواء الاحتفالية.. فما أن يشاهدوا محررة الأخبار تقف مع أي مسئول حتى جاءوا وسألوا " إعلام؟" وما أن تجيب المحررة "بنعم" حتى يقولوا "بعيد من هنا لو سمحت".. تكرر السؤال والإجابة ثلاث مرات.. إلا أن تلك المعاملة "غير اللطيفة" وجدت لها مبرر.. ذلك لأنها المرة الأولى التي يسمح فيها بدخول محرري صحف إلى بيت الضيافة للمعايدة، فعادة ما تكون أجهزة الدولة الرسمية هي التي تنقل الحدث.. فبدا التوتر على بعض المنظمين خشية أن يحاول الصحفيين استغلال المناسبة بممارسة بعض العمل الصحفي الذي قد يبدوا مزعجا لهم.. أولائك المنظمين تراجعوا عن موقفهم المتصلب وسمحوا لنا بالدخول إلى حيث يجلس الرئيس!.
مع الرئيس
في تلك الصالة المكيفة.. كان هناك حشد من الناس.. ترى الأعين في البدء شيوخ الطرق الصوفية، رجال الدين المسيحي، بزيهم المميز.. بعدها تتنقل العين لرؤية الوجوه.. لأن الجميع يرتدون جلاليب بيضاء.. مساعد رئيس الجمهورية، قيادات المؤتمر الوطني، أعضاء مجلس شؤون الأحزاب السياسية، بعض قادة العمل الصحفي، والي الخرطوم، رئيس المجلس الوطني، عدد من المستشارين والوزراء، أعضاء مجلس تشريعي الخرطوم، قضاة المحكمة العليا، ذهبوا إلى مكان الرئيس هنأوه بالعيد، ثم اختلطوا مع بعضهم وكان الضحك السمة المشتركة بينهم.. كان صعبا اختراق ذلك الجو بتوجيه أي سؤال لا علاقة له بالمناسبة (فأكتفينا مثلهم بالمعايدة فقط) .. أما مولانا محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي، و الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة، ومرافقيهما.. لم يكتفيا بالتهنئة إنما جلسوا بجانب الرئيس وتجاذبوا معه أطراف الحديث، غادر الميرغني أولا وإلى الباب مباشرة، تبعه المهدي بعد دقائق، إلا أن الأخير أوقفته إحدى القنوات وطلبت منه كلمة،لكنه اكتفى بكلمات لم تتجاوز ثواني معدودات.
ذلك الحشد الكثيف بدأ يقل.. وبدت الصالة مكشوفة.. الجميع بإمكانهم رؤية بعضهم.. قال أحدهم ويبدوا أنه لاحظ طول مكوثنا " شنوا يا جماعة ما عايزين تعيدوا".. اتجه المصورين وبعض الإعلاميين وقلة من الصحفيين إلى حيث يجلس أو بالأصح إلى حيث يقف الرئيس.. دهشت وانا لاأرى أي من المنظمين أو مسئولي الأمن في تلك المنطقة.. خيل لنا أنه يجب الاستئذان من أحد ما.. ذهبنا وصافحنا الرئيس ببساطة إلا أنه سبقنا هو بالقول " كل عام وأنتم بخير" لنرد له "وأنت بألف خير" ومن ثم اتجهنا يسارا لنصافح نائب الرئيس علي عثمان محمد طه، ويسارا أكثر حيث يقف مساعد رئيس الجمهورية موسى محمد أحمد، وليس آخرا إمتدت أيدينا إلى من سمح لنا بدخول بيت الرئيس وقضاء ساعة فيه.. مصافحين ومودعين المستشار الصحفى للسيد الرئيس عماد سيد أحمد
اخبار السودان
المفضلات