قال الرئيس السوري بشار الأسد إن الجهود التي يبذلها الغرب لإحياء محادثات السلام بين سوريا وإسرائيل تتركز على إيجاد أرضية مشتركة، ولكن لم يتحقق شيء بعد، وأوضح أن احتمالات النجاح غير معروفة. ووصف الحكومة الإسرائيلية الحالية بأنها متطرفة. وأبدى قلقه بشأن الأوضاع في لبنان.
وقال الأسد- في حديث مع محطة "تي آر تي" التركية الناطقة باللغة العربية بثته مساء الأربعاء- إن مبعوثين من الولايات المتحدة وفرنسا يحاولون التوفيق بين مطالب سوريا بإعادة مرتفعات الجولان والأهداف الأمنية لإسرائيل.
وأوضح أن ما يحدث الآن هو البحث عن أرضية مشتركة لإطلاق المحادثات، لافتا إلى أن الأساس في نظر دمشق هو إعادة الأرض كاملة، وأما إسرائيل فإنها تتحدث عن ترتيبات أمنية. لكنه أكد أنه رغم التحركات الغربية والبحث عن أفكار فإنه لم يتجسد شيء بعد "ولا يمكن أن نعرف ماذا سيحدث".
وقال الأسد إن الحديث عن وساطة بين سوريا وإسرائيل سابق لأوانه، وإن ما يجري الآن هو البحث عن أرضية مشتركة. مشيرا إلى أنه لو قدر للمحادثات أن تستأنف فإنها ستكون في بادئ الأمر غير مباشرة، على غرار الجولات الأربع السابقة التي توسطت فيها تركيا وانهارت في عام 2008 دون التوصل إلى اتفاق.
وعن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المجمدة حاليا بسبب استئناف الاستيطان في الضفة الغربية، قال الأسد "لا نتوقع أي شيء، فالحكومة الإسرائيلية الحالية كغيرها من الحكومات السابقة تعبر عن تطرف متزايد، وكل الممارسات الإسرائيلية لا توحي -بشكل من الأشكال- بالرغبة في تحقيق السلام، إلا إذا كنا ساذجين أو عميانا بالمعنى العقلي وليس البصري".
"
الحكومة الإسرائيلية الحالية كغيرها من الحكومات السابقة تعبر عن تطرف متزايد، وكل الممارسات الإسرائيلية لا توحي -بشكل من الأشكال- بالرغبة في تحقيق السلام
"
بشار الأسد
تصعيد وتوتر
وفيما يتعلق بالوضع اللبناني، قال الرئيس الأسد إن الوضع "غير مطمئن، خاصة في ظل التصعيد الأخير، وفي ظل محاولات التدخل التي حصلت خلال السنوات الماضية من قبل الدول الخارجية، ولكن بالمحصلة نراهن على وعي اللبنانيين".
ويشهد الوضع في لبنان توترا على خلفية ما يتردد عن احتمال صدور قرار ظني من المحكمة المخصصة لمحاكمة قتلة رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، يتهم عناصر من حزب الله بالتورط في اغتياله في فبراير/شباط 2005.
وفي الشأن العراقي، أوضح الأسد أن سوريا وإيران وتركيا على تواصل مستمر مع الموضوع العراقي، "لأن تطورات الوضع في العراق ستؤثر علينا كدول جوار"، لافتا إلى أن العلاقة بين سوريا وكل القوى العراقية أصبحت طبيعية.
ولفت إلى أن التأخير في تشكيل حكومة عراقية ليس في مصلحة العراق، وأكد أن سوريا قلقة من التأخير.
وجدد الأسد موقف بلاده من دعم المقاومة بقوله "إذا كان المنطق السائد هو منطق القوي فقط وليس منطق العاقل الذي يقود ويسود العالم، فلا يبقى خيار سوى المقاومة".
المصدر: وكالات
المفضلات