أعرب رئيس المحكمة الجنائية الدولية عن أمله في أن تنضم الولايات المتحدة في نهاية الأمر إلى أول محكمة دائمة لجرائم الحرب في العالم، لكنه استدرك بقوله إن الأمر قد يستغرق سنوات.
وقال رئيس المحكمة القاضي الكوري الجنوبي سانغ هيون سونغ عندما سئل عن احتمالات انضمام الولايات المتحدة إلى عضوية المحكمة التي يقع مقرها في لاهاي "إنني متفائل للغاية ومفعم بالأمل".
وقال سونغ "عندما عقدت سلسلة من الاجتماعات مع مسؤولين كبار في حكومة (الرئيس الأميركي باراك) أوباما وبعض زعماء الكونغرس الأميركي تغير موقفهم العدائي 180 درجة".
لكنه أضاف "غير أنه من حيث الواقع السياسي هناك، يجب أن يكون لديك تأييد ثلثي أعضاء الكونغرس الأميركي لتقر معاهدة روما (المنشئة للمحكمة)، ولذلك فإنه من الناحية العملية سيستغرق الأمر بعض الوقت".
وتابع سونغ "أعتقد أنه في نهاية الأمر سينضمون إلينا، ربما ليس خلال الولاية الأولى للرئيس الحالي وإنما آمل في وقت لاحق بعد سنوات".
وكانت الولايات المتحدة قد رفضت الانضمام إلى المحكمة منذ إنشائها عام 2002 لخوفها من تعرض جنودها للمحاكمة في الحروب التي لا تحظى بشعبية، لكن في عهد الرئيس باراك أوباما الذي تنتهي ولايته بداية العام 2013 بدأت واشنطن التعامل مع المحكمة.
"
رفضت الولايات المتحدة الانضمام إلى المحكمة منذ إنشائها عام 2002 لخوفها من تعرض جنودها للمحاكمة، لكن في عهد أوباما بدأت واشنطن التعامل مع المحكمة
"
اعتقال البشير
من جهة أخرى، قال سونغ إنه متفائل بأنه سيتم في يوم من الأيام اعتقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي تتهمه المحكمة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية في إقليم دارفور بالسودان.
وقال رئيس المحكمة الجنائية بعدما تحدث في اجتماع بالعاصمة البريطانية لندن لتشجيع أعضاء الكومنولث الذين لم ينضموا إلى المحكمة على أن يفعلوا ذلك "أعتقد أنه آجلا أو عاجلا سيقدم (البشير) إلى العدالة".
وانضمت حتى الآن 33 دولة من بين 54 دولة أعضاء في الكومنولث -معظمها كانت مستعمرات بريطانية- إلى المحكمة، وإجمالا صدقت 113 دولة على معاهدة روما الخاصة بإنشائها.
ويقول بعض الزعماء الأفارقة إن المحكمة الدولية تسيطر عليها مسألة محاكمة أفارقة وتتجاهل مجرمي حرب في قارات أخرى، لكن سونغ نفى أن المحكمة تستهدف أفريقيا بطريقة غير عادلة، وقال "نعم سمعت هذا النوع من الانتقاد أكثر من مرة.. هذا الانتقاد ليس حقيقيا في واقع الأمر".
ويسود توتر في العلاقات بين الاتحاد الأفريقي والمحكمة الجنائية بسبب الاتهامات الموجهة إلى البشير والتي ينفيها الرئيس السوداني. وبدأت المحكمة تحقيقات تركزت على دارفور وشمال أوغندا وجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية وكينيا.
المصدر: رويترز
المفضلات