أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن اجتماع حكومته الأمنية لم يبحث مسألة تمديد تجميد الاستيطان، خلافا لما تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية. في المقابل دعا ملك الأردن في اتصال هاتفي مع نتنياهو إلى تجميد الاستيطان، في حين حض الرئيس المصري كلا من الإسرائيليين والفلسطينيين على مواصلة المفاوضات المباشرة "لئلا تضيع فرصة سلام" جديدة.
وكان مصدر رسمي إسرائيلي أكد أن أبرز سبعة وزراء في الحكومة عقدوا اجتماعا بعد ظهر الثلاثاء، لكنهم لم يبحثوا إمكان إعلان تجميد جديد للاستيطان مقابل ضمانات أميركية، نافيا بذلك معلومات أوردتها وسائل إعلام إسرائيلية.
وقال مكتب نتنياهو في بيان إن المناقشات تناولت "حملة نزع الصفة الشرعية التي تحرم إسرائيل حقها في الدفاع عن نفسها"، في إشارة إلى تقرير لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة خلص إلى وجود "أدلة تدعم القيام بملاحقات" بعد الهجوم الإسرائيلي الدامي على أسطول الحرية الذي كان ينقل مساعدات إلى قطاع غزة يوم 31 مايو/أيار الماضي.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي ذكرت في وقت سابق أن الوزراء السبعة سيناقشون بشكل خاص "التعويضات" التي قالت الإذاعة إن الولايات المتحدة عرضتها على رئيس الوزراء الإسرائيلي مقابل تجميد جديد مدته 60 يوما للبناء في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة.
الملك الأردني طالب نتنياهو بتجميد الاستيطان (الفرنسية-أرشيف)
مخرج ومواجهة
وحسب المعلقة السياسية في إذاعة الجيش الإسرائيلي إيليت شرار فإن "نتنياهو يبحث عن مخرج، حيث إنه يعارض الاستمرار في تجميد الاستيطان كي لا يرضخ لمطالب الفلسطينيين، لكنه يريد أيضا تفادي مواجهة مباشرة مع الإدارة الأميركية".
وأوردت وسائل إعلام إسرائيلية أن الولايات المتحدة وعدت مقابل تجميد الاستيطان بإمداد إسرائيل بأسلحة متطورة والتصدي لأي مسعى لمناقشة مسألة إعلان دولة فلسطينية في الأمم المتحدة، وتأييد وجود عسكري إسرائيلي في غور الأردن لفترة محدودة بعد قيام دولة فلسطينية. لكن البيت الأبيض نفى الخميس أن يكون قدم وعودا كهذه لإسرائيل.
وفي سياق متصل، أكد الملك الأردني عبد الله الثاني الثلاثاء في اتصال هاتفي مع نتنياهو ضرورة وقف بناء المستوطنات لضمان استمرار المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، وفق ما أفاد به بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني.
وأشار البيان إلى أن نتنياهو كان قد بعث للملك الأردني برسالة شفوية نقلها وزير الشؤون الاجتماعية الإسرائيلي إيزاك هيرزوغ "تتعلق بآخر التحديات التي تواجه الجهود السلمية".
وكان العاهل الأردني قد التقى الأحد الرئيس الفلسطيني محمود عباس والمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل وبحث معهما -كل على حدة- الجهود المبذولة في العملية السلمية.
مبارك: نبذل قصارى الجهد كي لا تنهار المفاوضات المباشرة (رويترز-أرشيف)
ضياع الفرصة
من جهة أخرى حض الرئيس المصري حسني مبارك الثلاثاء الإسرائيليين والفلسطينيين على مواصلة المفاوضات المباشرة لئلا "تضيع فرصة سلام" جديدة.
وقال مبارك بكلمة متلفزة في الذكرى الـ37 لحرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 "إننا في مصر نبذل قصارى الجهد كي لا تنهار المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل على صخرة المستوطنات، وكي لا تضيع الفرصة الحالية السانحة للسلام كما ضاعت فرص كثيرة من قبل".
ودوليا، قال رئيس المجلس الممثل للمؤسسات اليهودية في فرنسا ريشار براسكييه الثلاثاء إن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يأمل أن يجمع في باريس يوم 21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الفلسطيني ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.
ورفضت الرئاسة الفرنسية التعليق على هذه التصريحات. لكن ساركوزي أعلن الأسبوع الماضي إثر غداء عمل مع الرئيس الفلسطيني أن عباس ونتنياهو والرئيس المصري سيأتون إلى باريس للتحضير لقمة الاتحاد من أجل المتوسط التي ستعقد نهاية نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في برشلونة.
وخلال مؤتمر صحفي، قال ساركوزي إن الطريقة التي تستخدمها الولايات المتحدة لإجراء المفاوضات منذ عشر سنوات فشلت، وطالب بدور أوروبي أكبر.
وكانت المفاوضات المباشرة قد بدأت يوم 2 سبتمبر/أيلول الماضي في واشنطن برعاية أميركية، لكنها تتعثر بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة كما يطالب الفلسطينيون.
وأعلن عباس أنه سيتخذ قراره النهائي بهذا الشأن بعد استشارة الدول العربية بمناسبة قمة عربية تعقد في ليبيا بعد أيام.
المصدر: وكالات
المفضلات