حذر الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف من انقلاب عسكري جديد في البلاد، وسط أنباء عن أزمة بين المؤسسة العسكرية والحكومة. وجاء حديث مشرف في وقت يستعد فيه للإعلان عن حزب جديد من لندن غدا الجمعة لخوض الانتخابات القادمة في باكستان والمقررة عام 2013.
وأمام "منتدى الحوار المفتوح للمعلومات" في لندن أمس، استدل الجنرال المتقاعد على مخاوفه من قيام الجيش بانقلاب في بلاده بالتقارير التي تحدثت عن انعقاد اجتماع أزمة الأسبوع الماضي بين قائد الجيش الجنرال أشفق برويز كياني والرئيس آصف علي زرداري ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني والصور التي نشرت عن الاجتماع.
وأشار مشرف (67 عاما) إلى أن الجنرال كياني قد يجبر على التدخل ضد حكومة زرداري التي قال إنها فشلت في معالجة ما أسماه تفشي "التشدد الإسلامي" وركود الاقتصاد.
ولدى سؤاله عن احتمال وقوع الانقلاب، قال مشرف متهكما "أؤكد لكم من رؤية صور الاجتماع مع الرئيس ورئيس الوزراء أنهم لم يكونوا يناقشون حالة الطقس.. لقد كانوا في نقاش جاد من نوع ما، وأنه في هذه اللحظة كل الضغوط منصبة على قائد الجيش".
وشبه الرئيس الباكستاني السابق ذلك بما واجهه من ضغوط مماثلة عندما كان قائدا للجيش بين عامي 1998 و1999، إذ دفعته في النهاية إلى الانقلاب على رئيس الوزراء حينها نواز شريف.
وفي روايته لما حدث حينها أوضح مشرف أنه في تلك السنة كانت باكستان تتجه نحو الانهيار، "وجاء عدد من الأشخاص -بينهم سياسيون من الرجال والنساء- يطلبون مني التحرك، ويتساءلون لماذا لا أتحرك لمصلحة باكستان"، مضيفا أنه أصبح في مأزق "وماذا يفعل قائد الجيش عندما لا يوجد نص دستوري" يعطيه دورا في الحياة السياسية؟ وذلك في تبريره للانقلاب.
"
اقرأ أيضا:
- مشرف في
مواجهة التحديات
- باكستان.. الأعراق والقوى السياسية
"
دور الجيش
ولتلافي سيناريو الانقلاب شدد مشرف على ضرورة منح الجيش دورا أكبر في الحياة السياسية بباكستان ودورا دستوريا بدلا من أن يكون موقعه غير رسمي في قيادة البلاد على حد قوله، مؤكدا أن الوضع في باكستان يمكن حله فقط عندما يمنح الجيش بعض الدور.
وأضاف "يجب أن يشارك قائد الجيش بشكل أو بآخر لضمان الضوابط والتوازنات ولضمان الحكم الرشيد (..) ينبغي أن يكون للعسكر مكان للإعراب عن مخاوفهم".
ويشير محللون إلى إشاعات عن أن الجيش يستعد لوضع بديل عن حكومة الرئيس زرداري المنتخبة، وأن مشرف يمكن أن يحدد مساحة لنفسه كمفاوض بين القيادتين العسكرية والمدنية.
عودة إلى البلاد
وفي سياق متصل أكد مشرف إعلانه غدا الجمعة عن تشكيل حزب باكستاني جديد في لندن لخوض الانتخابات المقبلة في باكستان عام 2013، لكنه رفض تحديد موعد عودته إلى البلاد حيث قد يواجه اتهامات بالخيانة.
وأعرب مشرف عن ثقته في استعادة شعبيته بعدما فقدها عام 2007 إثر إقالته رئيس المحكمة العليا، وتوالت الأحداث بعد ذلك حيث أعلن حالة الطوارئ ودخلت البلاد في أشهر من الاحتجاجات، لتسفر عن تنحيه عام 2008 بعد خسارة أنصاره في انتخابات ذلك العام.
تجدر الإشارة إلى أن مشرف أطاح بحكومة نواز شريف عام 1999 وظل في الحكم حتى عام 2008.
المصدر: وكالات
المفضلات