سياسي اختلفت معه أحزاب وقوى سياسية واجتماعية ونيابية وأيدته أحزاب وقوى أخرى
المجالي الوزير والعسكري والدبلوماسي والحزبي.. من مجلس النواب إلى قبة الأعيان
عبد الهادي المجالي
الحقيقة الدولية – محرر الشؤون البرلمانية
بإعلان عدم نيته خوض الانتخابات النيابية المقررة في 9 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، يكون العين عبد الهادي المجالي، اختار البقاء تحت قبة مجلس الاعيان، وحمل فيه الرقم التراتبي التاسع، مؤثرا عدم الذهاب الى مجلس النواب والمنافسة على الرقم واحد، الذي طالما حمله سابقا.
"الباشا" يرد اسمه في الخانة التاسعة ضمن الارادة الملكية التي صدرت بتشكيل مجلس الاعيان، بعد حل مجلس النواب الخامس عشر الذي كان يرأسه هو، وقد سبق له ان تسلم سدة رئاسة مجلس النواب 9 مرات من بينها 6 مرات متتالية.
موقف الباشا بعدم الترشح بدا دون رجعة، ولعل كلامه الى وفد العائلة الذي زاره في قصره بمنطقة دابوق في ضواحي عمان، خير دليل على ذلك.
لعل حادي المجالي في موقفه بعدم الترشح، شعوره بأن كلتا القبتين تؤديان الغرض التشريعي نفسه، وأن لا فرق بينهما سوى في مناقشة الحكومة ببيانها الوزاري، وفي هذا فقط يتميز النواب عن الاعيان.
لا يمكن القول ان الباشا يبحث عن فترة استراحة وتأمل، فالمجالي ناشط سياسي ونيابي، الى جانب كونه ناشطا حزبيا بامتياز، فبالأمس أعلن حزب التيار الوطني الذي يرأسه عن خوض الانتخابات النيابية المقبلة بقائمة هي الأكبر حتى الآن قوامها 38 مرشحا، كان هو نفسه من أعلنها.
تحت قبة الاعيان يجلس مع المجالي أمين عام حزبه الوزير الأسبق صالح ارشيدات، وربما يجلس في الجانب التشريعي الآخر، نواب يمثلون الحزب عينه.
إذن هي سنوات تسع، تسيد فيها الباشا سدة الرئاسة، ودخل خلالها في مشاحنات مع تكتلات نياببة، وخلق تكتلات أخرى، أغضب البعض كما نجح في استمالة البعض الآخر، نُقد وأُنتقد، هي فترات استطاع خلالها الحصول على كرسي الرئاسة بسهولة حينا، وبصعوبة أحيانا اخرى، دخل فيها بمنافسة شديدة لجهات كثيرة، حكومية حينا وغير ذلك أحيانا اخرى.
عقد المجالي خلال تلك الفترة صفقات غير متوقعة لتأمين فوزه برئاسة مجلس النواب، ونجح في استمالة تكتلات كانت تناصبه النقد الشديد، وليس أدل على ذلك من نجاحه في استمالة حزب جبهة العمل الإسلامي لصالحه في مجلس النواب الرابع عشر، واستمالة مناوئين آخرين في فترات سابقة، كالنائبين السابقين: عبد الرؤوف الروابدة وممدوح العبادي.
نجح الباشا بحكمته وهدوء أعصابه في خلق "كاريزما" خاصة به، وخلال فترات متلاحقة خلال أكثر من 15 عاما، نجح في تشكيل تكتلات كبرى، كانت بيضة القبان بالنسبة لمجلس النواب، وانسحب نجاحه أيضا، على قدرته في الحفاظ على تكتله صامدا قويا يلين أحيانا ولكنه لا يقع، إذ لم يسبق ان شكل الباشا طوال سنين نيابته تكتلا انفرط عقده أو لم يكن مؤثرا.
أجاد الباشا المجالي، وهو العسكري والحزبي والسياسي والوزير والمشرع والنائب، فن السياسة، فخبر دهاليزها وصالوناتها، وكان يعرف جيدا متى يجب إطلاق التصريحات والتعبير عن الآراء، ومتى يحين أوان الصمت، باعتبار ان في الصمت حكمة.
لأبي سهل مريدون كثر، كما أن له مناوئين وخصوما سياسيسن أشداء، كانوا يعدون عليه أنفاسه، ويتصيدون عثراته، ويمنون النفس بالجلوس مكانه.
نجح الباشا وهو الاقتصادي والمالي في تشكيل نفوذ سياسي واقتصادي خلال فترات ترؤسه لمجلس النواب، وأجاد فن عقد التحالفات والصفقات، وكانت له أيضا أيادٍ في تمرير قرارات مصيرية.
هو حازم عندما كان يتطلب الأمر حزما، ولين عندما يتطلب الموقف ذلك، ودبلوماسي مع الحكومة في فترات، ومحنك يستطيع ان يصل الى ما يريد في فترات اخرى، فقد كان يعرف متى وكيف يمكن إرسال الرسائل للحكومة، أو الى أي طرف مناوئ له.
المجالي وهو يترك قبة النواب مؤثرا قبة الاعيان، ستبقى عينه مفتوحة على ما يدور هناك، عبر حزب التيار الوطني الذي يرأسه، وهو كذلك سيبقى جاهزا في حال اختلفت أساليب اللعبة للجلوس على مقاعد جديدة، يمكن ان تصنعها الظروف المستقبلية.
ولد عبد الهادي المجالي في الكرك العام 1934، ونال بكالوريوس الهندسة المدنية في جامعة بغداد، وحاز عدة أوسمة، من بينها: نوتة الشرف من درجة قائد /أميركا، الصليب الأكبر للكفاءة العسكرية/فرنسا، الراية المشرقة مع النجمة/الصين، بالإضافة كذلك الى العديد من الأوسمة الأردنية والعربية الرفيعة.
تقلد أبو سهل مناصب عدة منذ العام 1974 وحتى العام الحالي، بحيث عمل مساعدا لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، كما تسلم مناصب اخرى في سلاح الهندسة الملكي، وعين سفيرا للأردن في الولايات المتحدة الأميركية.
كما عين في العام 1985 مديرا لجهاز الأمن العام، واختير في العام 1992 أمينا عاما لحزب العهد الاردني، ونائبا عن محافظة الكرك في الدورة الانتخابية الاولى للبرلمان العام 1989، وحمل حقيبة وزارة الأشغال العامة والإسكان في العام 1996، وأمينا عاما للحزب الوطني الدستوري، ورئيسا للاتحاد البرلماني العربي لدورة 2006-2008. ورأس مكتب الجمعية البرلمانية الاورومتوسطية، الى جانب رئاسته لمجلس النواب تسع مرات، وعضوية مجلس الاعيان الحالي، ورئاسته لحزب التيار الوطني.
والمجالي أيضا والد وزير الاشغال السابق سهل المجالي وأخ رئيس الوزراء عبد السلام المجالي، وأخ لنائب رئيس الوزراء الأسبق المرحوم عبد الوهاب المجالي.
هي سيرة رجل سياسي اختلفت معه أحزاب وقوى سياسية واجتماعية ونيابية، وأيدته أحزاب وقوى اخرى، لكنه استطاع ان يكون حجر الرحى في المعادلة النيابية، بحيث بات من الصعب تجاوزه، فصنع بصمة فارقة.
المصدر : الحقيقة الدولية – محرر الشؤون البرلمانية 29.9.2010
[IMG]http://dc03.***********/i/01751/u674s73prh3c.gif[/IMG]
المفضلات