مغاربة يطالبون الملك بالاستغناء عن الحكومة والبرلمان!
الرباط - خاص
Friday, July 31, 2009
عشر سنوات مرت منذ تولى محمد السادس حكم المملكة المغربية خلفا لوالده الراحل الحسن الثاني، كان حينها يبلغ من العمر 35 سنة، كتوم، خجول، ليست له خبرة والده ولا دهاؤه في الإمساك بزمام الأمور، وتسيير مملكة تعج بالتناقضات، ويعيش أهلها فوق صفيح ساخن....
هكذا حكم الخبراء الدوليون والمحليون على الملك الجديد، وإن كان عامة الشعب لهم رأي آخر، فهو "ملك الفقراء"، وراعي المحتاجين، والسيد المتواضع الذي لا يتردد في الانحناء لتقبيل جبين المرضى، أو مد سيدة بوشاحها الذي سقط منها وهي في غمرة فرحتها بلقائه، أو التوقف لمصافحة الأيدي الممتدة له.
يجوب المملكة في رحلات مكوكية، ويطأ أماكن جد نائية لم تصلها قدم مسؤول من قبل فما بالك بالملك نفسه، يدشن مشروعا هنا، يفتح ورشا هناك، حتى بات المغرب يوصف بأنه بلد الأوراش المفتوحة، ويشرف على عدد من الإصلاحات حتى استطاع المغرب الحصول على ميزة الوضع المتقدم في علاقته مع الاتحاد الأوروبي.
ما فعله العاهل المغربي في ظرف عشر سنوات جعل عددا من المغاربة يطالبون بإعفاء الحكومة من مهامها، وحل البرلمان، ووضع الثقة في الشباب فقط، هذا ما أسفر عنه استطلاع لآراء عدد من المغاربة حول حصيلة عشر سنوات من حكم محمد السادس، وماذا ينتظرون منه، ومبررهم في هذا الموقف هو أن الحكومة والبرلمان تكلف الدولة أموالا طائلة وامتيازات هامة مقابل لا شيء، وأن عددا كبيرا من أدعياء الديمقراطية وتداول السلطة يتمسكون أكثر من غيرهم بالكرسي رافضين تسليمه للشباب في مجتمع تغلب عليه الفئة الشابة، وهي الفئة الأكثر تهميشا.
محمد الأرسلي محلل سياسي علق قائلا "مثل هذه المطالب تبدو منطقية حين نضعها في سياقها المضبوط، وقد أصبحت متداولة بشكل كبير، فالملك محمد السادس أشرف شخصيا على عدد من الإصلاحات واتخذ عددا كبيرا من الإجراءات وأحرز كثيرا من النتائج التي تخدم المغرب، وهو يبدو للشعب ملكا نشيطا وذكيا، يبذل الجهد لخدمة مصالحهم، في حين تبدو الحكومة عاجزة عن تقديم خطوة أو تأخيرها، ولا يشغلها سوى مصلحة الأحزاب التي ينتمي إليها أعضاؤها، ومصلحتهم الخاصة فقط، وما يزيد من تعزيز موقف المغاربة المضاد للحكومة والمساند للملك هو موقفهم من عباس الفاسي، ومن حكومته التي تمتلئ بأصهاره وأقاربه، ورغم أن الملك هو من يقوم بتعيينهم باقتراح من رئيس الحكومة، إلا أن غرضه من كل هذا هو إضعاف صورة الحكومة ومن خلالها صورة الأحزاب سواء الموالية أو المعارضة، وفي نفس الوقت يقوم بتعزيز صورته باعتباره الملك الشاب المقدام، وهذا ما أثمرت نتائجه في انتخابات سبتمر 2007 التشريعية والتي سجلت إقبالا ضعيف على صناديق الاقتراع لأن الشعب بات متأكدا من أن الملك هو الوحيد الذي يمكنهم الثقة به خاصة بعد فقدان ثقتهم في حزب الاتحاد الاشتراكي الذي سرعان ما أصبح قادته يتهافتون على المناصب متناسين عقودا من النضال من أجل الشعب".
عشر سنوات، تراجع فيها الاتحاد الاشتراكي، ظل حزب الاستقلال بعيدا عن اهتمامات الشعب، واكتسح حزب الأصالة والمعاصرة أو حزب صديق الملك المشهد السياسي، معلنا أنه سينتقل في سنة 2012 من المعارضة إلى الحكومة، فهل سيرفع الشعب المغربي طائعا شعار "نريدها ملكية مطلقة ولا نريدها ملكية برلمانية"؟.
المفضلات