كنت اتمنى ان انشرها في وقتها وهو ليلة العيد لكن لظروف لم استطع ذلك .......
لا ادر كيف أبكيك أو أرثيك , لا اعلم من أين ابدأ من مماتك أم من تلك الومضات في حياتك , من مماتك التي انطفأت معه الابتسامة في وجوه الكثيرين ممن كانوا حولك , أقرباء ,أصدقاء , حتى الأطفال في الشارع ينتظرون قطع الحلوى التي كانت توزع لهم ويفرحون كما كانوا يستمتعون بأخذ الكرسي الخشبي وشطاطة البطانية التي كنت تتوسدهما أمام بوابة الحارة لتبادل الحديث الرائع عن حاضركم وماضيكم مع من يماثلونك في السن وصدق المشاعر.
أبتاه كم اشتـــاق لتلك النداءات بعد عودتك من أدى صلاة الفجر " ولــيد " حان وقت صلاة الفجر فلتقم للصلاة , أو تلك اللحظات التي كنت اصح عند دقات الساعة السابعة صباحا على صوت التلفاز وأنت تتابع ما يدور من حولنا سواء المحلي أو الإقليمي أو حتى الدولي في قناة الجزيرة وغيرها من القنوات الإخبارية , إلى أن يحين وقت الإفطار فأراك بعض الأوقات قاد ماً من الخارج محمل ببعض المأكولات الشعبية من حولنا " البر عي , اليرت , أو الكباب ولا انس قرص الزلابيا .
أما أصدقاءك فيبلغونك السلام ويدعون لك بالرحمة فمفاتيح المسجد عند الظهيرة تنتظر بنانك تحملها إلى حين العصر لتسليمها إمام المسجد ليقوم بباقي واجبه الروحي في إقامة الصلاة.
ما أقول وما اروي وما عسى قلبي وعقلي أن يقولان هاهو أول رمضان نصومه من غيرك كانت لياليه المظلمة فعلا بسبب الكهرباء ازدادت ظلمة بعيدة عن جو التمام العائلة حول مائدة السحور التي كنت تشجينا بقصص رمضانية كانت في الماضي ونستعيدها في الحاضر " العاب , حكايات , مواعظ , سير لناس عاشرتهم آو سمعت عنهم من الآباء والأجداد , والكثير الكثير .
ابي العزيز كل ذلك لم يُنسَ او حتى يتناسى فما بالك وأنا أحدثك عن تلك الذكريات الرمضانية التي كانت تجمعنا قبل تقاعدك من العمل عندما كنت احمل" الطفرطاس 1 " واتجه به إلى عملك وما أن أصل حتى نبدأ بتجهيز المائدة وتعلونا ابتسامتان رسمتهما محادثة من خلال سماعة الهاتف الخارجية والتي نتهم من خلالها أمي بالتقصيــر في إعداد وجبة العشاء خصوصا فيمَ يتعلق بالحلويات وإنها تريد بذلك المحافظة على رشاقة والدي وألا يزيد في ذلك بدانتي .
آه والدي العزيز رحمة من الله تغشاك ونور من ربي يتلألأ بين يديك , فلا دم القلوب ولا حبر المداد تستطيع البوح عن مكنوناتي وعن مشاعري التي تأن في ذكراك ممزوجة حمدٌ للرحمن ودموع تسكبها مقلة عيني دامعة خاشعة داعية لا مودعة وهاهي ليال هذا الشهر الكريم انقضت وبات الناس يستعدون للعيـــد بالفرحة والتهليل ولبس الجديد ولكن كل ذلك لم ينسيني أن اكتب إليك وأحدثك بما أجده يدور في بنات أفكاري ولولا أنني أخاف أن يقال عني أني اكتب من اجل الريا أو التصنع لكتبت وكتبت وما وقفت ولكن ثمة أشياء تمنعني من الحديث معك عبر أقلامي وأوراقي ولكنها بالفعل لم ولن توقف القلب والعين والفؤاد أن تحدثك في ليلي ونهاري , فرحي وحزني , وحدتي واختلاطي , ذهابي وإيابي, وفي صحوي وحتى في منامي ولا اليوم في عيدي.
الطفرطاس" وعاء يوضع فيه الأكل ليؤخذ لأي شخص خارج المنزل كالمستشفى وغيره ولا ادر مايسمى في بعض الأماكن.
وليد حيدر
المفضلات