نقيب الصحفيين الأسبق: من يتنطح للإصلاح هم بعض المسؤولين عن تلويث الحياة العامة
راكان المجالي: عائلتنا عروبية والزعامة فيها ليست لعبد الهادي وبإمكان أي شخص إقامة مأدبة طعام يستطيع حشد خمسة آلاف شخص حولها
اعتبر الصحافي الاردني المخضرم راكان المجالي ان تحشيد مئات الاشخاص حول اي سياسي او شخص بصرف النظر عن هويته لا يعني وجود اي توافق حقيقي على هذا الشخص حتى لو كانت هوية التحشد عائلية وعشائرية، مشيرا الى ان مستوى التعاطي العام مع القضايا والملفات الوطنية والمرحلة انحدر بصفة عامة ووصل الى مستويات هابطة.
ودافع راكان المجالي وهو نقيب سابق للصحافيين واحد اركان ومؤسسي الصحافة الاردنية عن الهوية السياسية والتاريخية لعائلته العريقة التي قدمت مئات الشهداء في طريق بناء الاردن الحديث والحفاظ على مكتسبات الوطن والدفاع عن فلسطين ومصالح الامة، معتبرا ان العائلة كوحدة اجتماعية وجزء حيوي من النسيج الوطني الاردني ليست مسؤولة دوما ولا بأي حال عن اجتهادات واستعراضات بعض ابنائها وابتعادهم عن مواقع الفعل الحريصة والحقيقية والتي لا تقبل القسمة على اثنين عندما يتعلق الامر بصالح الناس والوطن والامة. لكن بعض مظاهر الخلل في العائلة - حسب المجالي - هي نفسها تلك التي تعاني منها غالبية الوحدات الفاعلة اجتماعيا وسياسيا في البلاد بسبب تدني مستوى الرؤيا عموما وضبابية المرحلة وتنطح غير المؤهلين للريادة والقيادة واحيانا اللجوء اليهم من قبل بعض نخب الادارة والقرار.
وقال : للاسف بامكان اي شخص في الاردن الان اقامة مأدبة طعام يستطيع حشد خمسة الاف شخص حولها وبامكانك للاسف الاشد ان ترى حول مائدة من يفعل ذلك نخب وقادة واصحاب وظائف سابقة عليا يمارسون ادعاء تمثيل الناس وقيادة الاصلاح والديمقراطية.
واضاف: لقد انحدر مستوى النقاش العام وضاق صدر الحكومات وتنطحت للقيادة شخصيات مسؤولة كغيرها عن تلويث الحياة السياسية والبرلمانية والعامة في الاردن. وشدد المجالي تعليقا على ما ورد في تقرير 'القدس العربي' حول 'زعامة' النائب السابق عبد الهادي المجالي للعائلة سياسيا ووطنيا على ان عائلته عريقة وقدمت عشرات الشهداء وفيها مئات من الشخصيات الوطنية.
وقال: الاخ عبد الهادي يعمل مع السلطة منذ ستين عاما وذلك بطبيعة الحال اتاح له الجلوس في مساحات محددة لا تتاح لاخرين.
رغم ذلك يرى راكان ان عبد الهادي استفاد من السلطة والسلطة استفادت منه لكن كل ذلك لا يرشحه ليكون زعيما لعائلة المجالي التي تنظر نخبها الحقيقية لما هو ابعد من الاردن والكرك.
وقال: هناك فرق بين ان تكون عربيا وتعمل من اجل صالح الامة العربية وبين ان تركز على قضايا صغيرة ومحلية، وبهذا المعنى فالاخ عبد الهادي مع الاحترام له ولغيره فرد من هذه العائلة ليس اكثر وهو بأحسن الاحوال ليس رفيفان او قدر او هزاع المجالي، فعناوين الزعامة في عائلة المجالي معروفة ولا علاقة لها بمدارس بعض النخب الانتهازية سياسيا ووظيفيا. وكان المجالي عبد الهادي والملقب في عمان بالباشا قد اثار الكثير من الجدل عندما استقبل في دارته بضاحية دابوق الراقية في عمان السبت الماضي عشرات الحافلات القادمة من مدينته الكرك لمطالبته بالتراجع عن عدم ترشيح نفسه للانتخابات.
واستفز استعراض دابوق كما سمته الصحافة المحلية قيادات اخرى في عائلة المجالي التي تعتبر من اهم العائلات السياسية في البلاد وتحديدا من الطرف الذي لا يدور في فلك عبد الهادي.
وقال راكان المجالي: الزعامة ليست وظيفة بل شرعية تاريخية لها علاقة بخدمة الناس والوطن والامة، مشيرا الى ان الانحدار في الخطاب السياسي العام طال الكثير من المساحات في الاردن اما بسبب ضيق سعة الصدر احيانا او بسبب خمول قنوات التواصل بين الناس والنخب وبين طاقم الادارة وندرة التفاعل عموما، مما دفع الكثير من الرموز والشخصيات الفاعلة لتفضيل الصمت والابتعاد عن الضوضاء التي يحاول البعض تسويقها على اساس انها منتج سياسي وهي ليست كذلك بكل الاحوال.
المفضلات