فلسطينيون ينتقدون استمرار المفاوضات ويدعون عباس للعودة إلى الشعب

الحقيقة الدولية – غزة - علي البطة
انتقدت العديد من القوى السياسية الفلسطينية استمرار المفاوض الفلسطيني في سلوك المفاوضات مع الاحتلال في اليوم الذي انتهت فيه الفترة التي قررها رئيس الحكومة الصهيونية لانتهاء تجميد البناء في المستوطنات لإفساح المجال أمام استئناف المفاوضات.
وأقدمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على تعليق مشاركتها في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، لذهاب الرئاسة الفلسطينية للمفاوضات دون الأخذ بموقف المرجعيات السياسية الرافضة لاستئناف المفاوضات.
وحذرت الشعبية من "التداعيات والنتائج الخطيرة لسياسة التنازلات والعودة للمفاوضات في ظل الشروط الأمريكية - الصهيونية، بما يغيِّب رعاية هيئة الأمم ومرجعية قراراتها، وفرض الرعاية الأمريكية وطاولة المفاوضات بديلاً لها.
وعزت تعليق مشاركتها في اجتماعات تنفيذية المنظمة إلى المحاولات الصهيونية لفَرْضَ مطلب الاعتراف بكيان العدو الصهيوني "دولة للشعب اليهودي" على جدول أعمال المفاوضات كقضية قابلة للتفاوض، وفي ظل استمرار "الاستيطان" والتهويد والحصار، وفي ظل التمادي في نهج التفرد والاستهتار في صيغ العمل الفلسطيني المشترك، والاستخفاف برفض سياسي فصائلي ومجتمعي وشعبي طاغٍ لقرار اتخذ بثلث عضوية اللجنة التنفيذية".
واعتبرت أن قرار العودة للمفاوضات المباشرة يمثل تراجعًا خطيرًا عن قرارات المجلس المركزي، ويشكل بطريقة اتخاذه إساءة لمنظمة التحرير وما مثلته من هوية وطنية فلسطينية كفاحية وصيغة للعمل الفلسطيني المشترك.
ودعت "الجبهة الشعبية" جماهير الشعب الفلسطيني وفصائله وقواه السياسية وفعالياته المجتمعية وشخصياته المستقلة، للقيام بأوسع تحركات شعبية لوقف المفاوضات والخروج من مجرى أوسلو، واستبداله بالدعوة إلى عقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات، تحضره كافة الأطراف المعنية في إطار هيئة الأمم ومرجعية قراراتها، بهدف إلزام الكيان الصهيوني بتنفيذ هذه القرارات، وفي مقدمتها القرار 194 القاضي بعودة اللاجئين إلى ديارهم التي شردوا منها وتفكيك "الاستيطان" وترحيل "المستوطنين".
من جهتها، دعت حركة حماس الرئيس الفلسطيني محمود عباس للرد على تعنت رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو بالانسحاب فورًا من المفاوضات وإعلان انتهائها، والإسراع في انجاز مشروع المصالحة.
وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم: إن "إصرار نتنياهو على استمرار الاستيطان في ظل المفاوضات تأكيد على أنه كان يريد من المفاوضات غطاء لاستمرار التهويد والاستيطان واستكمال مشروعه القائم على أساس قيام دولة يهودية وتقويض حقوق الشعب الفلسطيني".
وقال برهوم أن "هذا نتيجة حالة الاستفراد الإسرائيلية والأمريكية بالطرف الفلسطيني المفاوض، الذي لم يحظً بأي غطاءٍ ولا يستند إلى أي أوراق ضغط على هذا الكيان".
وجدد تأكيد حماس على أن "استمرار المفاوضات هي جريمة بحق الشعب الفلسطيني ومنزلق خطير سيدفع ثمنه كل أبناء شعبنا، وسيكون على حساب التوافق الوطني الرافض بمجمله هذه المفاوضات العبثية".
وأضاف أن "المطلوب من الرئيس عباس في ضوء ما يجري من غطرسة وصلف صهيوني الانسحاب الفوري من هذه المفاوضات وإعلانه انتهائها والتوجه مباشرةً لدعم وانجاز مشروع المصالحة".
بدوره، استبعد الدكتور يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية إقدام عباس على اتخاذ قرار بفشل المفاوضات أو أن يعلن ذلك للشعب الفلسطيني.
وقال رزقة: "الرئيس لا يملك إرادة للتخلص من خيار المفاوضات ويخشى من نهاية دوره السياسي، وفي الوقت ذاته لا تتوفر لديه الإرادة ولا يستطيع تحمل تبعات هذا القرار".
وأكد أن ما سيقوم به الرئيس هو ممارسة لبعض الضغوط مع أصدقائه من الأمريكان أو العرب للحصول على أفضل حال ممكن، بمعني ليس وقفًا تامًا الاستيطان، ويدعي بعدها بأنه أحرز تقدمًا وأن مصلحة الفلسطينيين تبقى مع مائدة المفاوضات".
واستبعد رزقة أن يقدم نتنياهو على اتخاذ قرار بوقف الاستيطان عقب انتهاء قرار التجميد.
وأوضح أن المشروع الاستيطاني بالنسبة لليمين الصهيوني بمثابة اعتقاد ديني وليس مسألة سياسية، فالتفريط فيه كأنه تفريط بالعقيدة التوراتية وأرض (إسرائيل).
من جهته، دعا طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، السلطة الفلسطينية إلى التمسك بموقف الإجماع الوطني الرافض لاستئناف المفاوضات المباشرة مع حكومة الاحتلال دون الوقف التام للاستيطان في الضفة الفلسطينية بما فيها القدس المحتلة.
ونوه إلى أن مصداقية الموقفين الأمريكي والأوروبي تتضح اليوم في انتهاء فترة تجميد الاستيطان، من خلال الضغط على حكومة نتنياهو لوقف كافة أشكال الاستيطان في الضفة الفلسطينية بما فيها القدس المحتلة.
واعتبر أن وضع المستوطنين حجر الأساس لبناء مدرسة دينية في الخليل، اليوم، تحدٍ واضح للمجتمع الدولي الرافض لاستمرار الاستيطان في الضفة والقدس، وعقبة رئيسية في وجه استمرار المفاوضات.
المصدر : الحقيقة الدولية – غزة - علي البطة 26-9-2010
[IMG]http://dc03.***********/i/01751/u674s73prh3c.gif[/IMG]
المفضلات