هذه الزرقاء التي طالما حركت عندي كل الاحاسيس والمشاعر نحوها ولانني بطبيعة المحبين اعشق النقاء والبساطة وجمال الطبيعة والألفة الصادقه..
ولأنني أحب الحياة البعيدة عن التكلف والتعقيد... ارتبطت بحالة من العشق الجامح مع الزرقاء التي توسدت أرضها وتلحفت سماءها واستنشقت هواءها ..ولأنني تعلمت أول الحروف والأعداد والقراءة واللغة الانجليزية على مقاعد فصول مدارسها المتواضعه..ولعبت في شوارعها وأزقتها..
ولأنني تعلمت السباحة في سيلها وعاشرت الكثيرين من أبنائها الطيبين.. ولأني فيها شعرت بالاعتزاز والكبرياء وأنا أرى منتسبي الجيش العربي كل يوم في الصباح والمساء بلباسهم المتميز وشموخهم وجباههم السمر المستعدة دوما للذود عن هذا الحمى الغالي ... ولأانني عايشت فيها كيف تقاسم الناس في الزرقاء رغيف الخبز وتقاسموا أيضا الأفراح والأتراح وحتى يوم صبة العماره زغرد المجاورون فرحا لمن تمكن من تشييد منزلا على تواضعه...
لكل هذا وغيره كثير لا أستطيع التخيل أنني أغادرها يوما من الأيام راحلا عنها طواعية أو قصرا.. ان عشقي للزرقاء ولد عندي الوعي بمفهوم الانتماء والحاجة له فغدت هذه الزرقاء عندي مصدرا لكل المعاني الوطنيه واستحقاقاتها في واجب ترجمة هذا الانتماء بعطاء وتفاني من أجل المساهمة ولو بالقليل من أجل تقدمها ونهوضها. أتعجب ممن تنكروا لها وهجروها...اتعجب ممن استاطاعوا أن يخذلوا أهلها الطيبون من نواب وأطباء ومحامون وغيرهم بعد أن قطفوا زهرة شبابها؟؟ أعشق الزرقاء رغم قلة حظها..
لأن لهذه المدينة عندي نكهة خاصه غريبه تجعلك ملتصقا بترابها وحتى بكل سلبياتها تتفاعل مع تفاصيل تفاصيلها وهمومها ..فعشق الزرقاء هو عشق لكل ارجاء هذا الوطن الأردني الأبي. فالزرقاء مدينة المدن الأردنيه لأنها جمعت كل أبناء المجتمع الواحد والأسرة الواحده على أرضها حبا وولاء وانتماءفلم يعرف الزرقاويون الا التالف والمحبه بين بعضهم البعض فالجار لم يخذل جاره حتى تسامت العلاقات بين .ناسها لتكون اسره كبيره تمسكت بكل ما هو ذات قيمه من عادات وتقاليد أبيه تمت ترجمتها ببراءه ودون تكلف.
هذه هي معالم الزرقاء الحقيقيه وهذا هو وجهها الأردني الأصيل المرصع بتيجان الشموخ والكبرياء هي الزرقاء التي يعشقها الألوف مثلي أو أكثر.. هذه الزرقاء التي يتفاعل أهلها مع كل قضايا الوطن بكل النقاء والمصداقيه فتمتليء الدنيا بحناجر ابنائها هتافا نابع من الوعي والضميرأننا هاشميو الولاء أردنيو الأنتماء والى الأبد.......... نعم....ألزرقاء معشوقتي
الكاتب: محمد هشام البوريني
المفضلات