(سحر) السيجارة القاتل
- وجود اكثر من نوع من السجائر، يقدم للضيوف حتى من غير ''المدخنين '' من المشاهد المألوفة في مناسبات مختلفة ايام زمان ، وكان من غير اللائق رفض سيجارة تقدم في عيد او عرس او عزاء.، ، مما ينفي ارتباط التدخين بحالات الغضب وحدها،، فاليد التي تسارع لاشعال سيجارة في ساعة انفعال هي ذاتها التي تبحث عنها في لحظات البهجة والسرور بشغف كبير، وهو يعزز ما يذهب اليه باحثون باعتبار الادمان على التدخين احد معالم الشخص، لا يستطيع الانفصال عنها..
متى ندخن ولماذا؟ سؤال يبدو ساذجا امام تزايد نسبة من ادمنت اصابعهم احتضان مايتلف الكثير مما نلهث وراءه .. الصحة والمال والحياة، ..وثمة مبررات غير مقنعة امام مخاطر تأتي بها السيجارة ...
''تقليد من الصعب التراجع عنه ، تخفيف الاعباء والهموم ، تعزز الثقة بالنفس وتوحي بالتحرر'' ،وهناك من يجزم بانه لايستطيع العيش بدونها .!
كاميرا متجولة لبرنامج صباحي باحدى الفضائيات ، استوقفت بعض المدخنين ،احدهم وراء مقود سيارته ، اخر يلهث باتجاه وسيلة نقل، وهناك من يقوم بفتح باب دكانه ، والسيجارة بين شفتيه ،وهناك من يركض باتجاه انجاز معاملات باحدى المؤسسات .
'' يقول موظف ''.. التعود هو ما يدفعني للتدخين .اعرف بانها عادة سيئة تتسبب في هدر المال و الصحة ، كثيرا ما حاولت ان اقلع عنها بلاجدوى ،وتزداد حاجتي للسيجارة ،عندما اكون متوترا او غارقا في العمل ، وكثيرا ما فاجأتني الاعقاب الكثيرة في المنفضة .
و من خلف مقود سيارته يضيف '' ابويوسف '': ، تعودت ان اشعل سيجارة قبل ركوب سيارتي ، اعرف انني اخالف اللوائح ، لكن اشعر بانها تخفف عني الضيق من الازمات الخانقة التي لاتعرف ساعة ذروة او مواعيد لعمل اوعودة مغتربين ، لقد اصبحت الازمة في كل الاوقات والايام والفصول .
وتعترف ''راما 25عاما'' بانها لاتدخن ، فالتدخين محظور في البيت ولدى الاسرة ، غير انها تتعمد اشعال سيجارة اذا كانت في مكان عام ، في اشارة الى مظهر عصري تمنحه السيجارة للفتاة.
وفي مفارقات اخرى .،. تقر ابحاث بان معدل تدخين الرجال يزيد عند الغضب ، فيما يزداد اقبال النساء على السيجارة في حالات السرور والابتهاج ، .لكن مشاعر الحزن تدفع كلا الطرفين لاستهلاك المزيد منها ، اضافة الى ذلك تدفع الرغبة في تقليد المقربين من المدخنين كالام والاب والاخ او احد الاصدقاء ،اوالشعور بالتحدي بعض المراهقين الى هذا السلوك الذي يصبح جزءا من حياة الانسان اليومية .
فالسيجارة اشبه بقصة عشق ، كما يقول .'' سليم 54عاما '':''..عدت للتدخين ،لانني لم امتنع عنه اصلا ،فقد كانت فترة نقاهة بعد اجراء عملية استبدال صمام.، ادخن في الخفاء بعيدا عن عيون زوجتي واولادي،لهذا فقد تناقص عدد السجائر التي ادخنها تلقائيا.! وبعد ان اقلع المهندس '' ابو محمد 63عاما ''عن سجائره، بعد متاعب في القلب ادت الى اجراء عملية قلب مفتوح ،عاد لصداقتها، كما يقول فما يشعر به من ملل بعد التقاعد، يدفعه للتنفيس عن الضغوطات من خلال السيجارة . ، وفي نتائج مشجعة ،فالمقلع عن التدخين يشعر بتحسن في صحته حيث تتراجع نسبة الكوليسترول الضار الى النصف بعد اسابيع من قراره الابتعاد عن التدخين فيما تتناقص نسبة غاز اول اكسيد الكربون والذي يمنع وجوده نقل الاكسجين لتتمكن اعضاء الجسم من اداء مهامها بشكل افضل ..
وتشير ارقام حديثة لمنظمة الصحة العالمية الى وجود حوالي 100 مليون مدخن عربي ، اضافة الى ارتفاع نسبة المدخنين الصغار باعمار تتراوح ما بين (13-15عاما ) في المناطق التي تشهد اضطرابات مختلفة مثل فلسطين والعراق بنسبة تصل الى '' 30% ،''
وبرغم التحذيرات من خطورة التدخين الذي يعتبر المسبب الرئيسي لامراض القلب والسرطان الذي يفتك سنويا بحياة الملايين في العالم ، الا ان الاقبال على التدخين في ازدياد بما يؤكد بان للسيجارة سحرا يصعب مقاومته لدى المدخنين.
--------------------------------------------------------------------------------
المفضلات