
الاشتباكات اندلعت إثر كمين نصبه المقاتلون لقوة موريتانية وطائرات تقصف مواقع التنظيم
نواكشوط - محمد عبد الرحمن ووكالات:
تتضارب الأنباء حول حصيلة المعارك الدامية المستمرة بين الجيش الموريتاني ومجموعة مسلحة محسوبة على تنظيم القاعدة قرب حدود موريتانيا مع مالي، وبحسب مصادر موريتانية فإن المعارك التي تدور بين قوات موريتانية ومسلحين من "القاعدة" أسفرت حتى صباح السبت عن مقتل 12 من المسلحين وجرح عدد آخرين فيما قتل جنديان موريتانيان وجرح أربعة، ووصفت المصادر أمس هذه الحصيلة بـ"الأولية" بعد ليلة من الاشتباكات الدامية بين الجيش والمسلحين داخل التراب المالي، وتحاصر القوات الموريتانية ما يناهز عشرين سيارة للمسلحين المتشددين، فيما تحدثت مصادر محلية لوكالة الصحافة الفرنسية عن حصول "معارك عنيفة" بين الطرفين.
واستخدم الجيش الموريتاني طائرات حربية في المعارك التي يخوضها منذ الجمعة في شمال مالي ضد وحدات من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، كما أفاد مصدر أمني جزائري وشهود عيان في المنطقة.
وأدار الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز نفسه العملية من داخل قيادة أركان الجيش بنواكشوط حيث يوجد منذ مساء الخميس حسبما ذكرت مصادر صحفية موريتانية.
وجرت المعارك في بلدة "عرش هندي" قرب منطقة "حاسي سيدي" غرب دولة مالي المجاورة لموريتانيا. وتواصلت المواجهات الدامية أمس في شمال مالي بين الجيش الموريتاني وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.
وأفاد مصدر عسكري موريتاني ان المواجهات التي بدأت مساء الجمعة توقفت ليلا قبل أن تتجدد صباح أمس في راس الماء على بعد 235 كلم غرب تومبوكتو.
ونفت باريس مشاركتها في هذه المعارك، واكد مسؤول عسكري موريتاني لوكالة فرانس برس مقتل خمسة جنود موريتانيين واصابة تسعة اخرين، وقال "قتل جيشنا 12 إرهابياً مسلحاً وأصاب عشرات منهم".
وقال مصدر عسكري جزائري في المنطقة ان الجنود الموريتانيين تكبدوا خسائر "كبيرة"، مضيفا "سقطت خمس آليات للجيش الموريتاني على الاقل في ايدي الاسلاميين وعدد (الجنود الموريتانيين) القتلى ارتفع الى 15 على الاقل".
وقال نائب عن شمال مالي "علمنا من البدو الرحل العائدين من منطقة قريبة من المواجهات التي اندلعت الجمعة ان عددا كبيرا من الجنود الموريتانيين قتلوا"، مبديا اقتناعه بان "تنظيم القاعدة جر الموريتانيين الى الصحراء لنصب كمين لهم".
ويأتي هجوم الجيش الموريتاني بعد نحو شهرين من عملية عسكرية فرنسية موريتانية ضد موقع للمتطرفين الاسلاميين المسلحين في صحراء شمال مالي قتل فيه سبعة عناصر من القاعدة.
وبحسب باريس، فإن هجوم 22 يوليو هدف الى تحرير ميشال جيرمانو (78 عاما) الذي كان خطف قبل اشهر في شمال النيجر. غير ان القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي اعلنت في 25 يوليو انها أعدمت الرهينة انتقاما لمقتل عناصرها في الهجوم.
وتحدث سكان في منطقة كيدال (1600 كلم شمال شرق باماكو) عن امكان مشاركة فرنسا في هذه المعارك، لافتين الجمعة الى انهم شاهدوا طائرة استطلاع فرنسية تحلق في المنطقة على علو منخفض.
لكن متحدثا باسم الخارجية الفرنسية اكد في باريس ان "لا قوات فرنسية على الارض" وان هذه المعارك "لا صلة لها بخطف موظفين من مجموعة اريفا الفرنسية" في شمال النيجر ليل 15-16 سبتمبر.
ويشتبه بان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي خطط لعملية الخطف الجديدة التي طاولت خمسة فرنسيين وتوغوليا وملغاشيا. وقالت مصادر نيجيرية وجزائرية ان الرهائن السبعة موجودون في شمال مالي.
وتحوم الشبهات حول وحدة لتنظيم القاعدة يقودها الجزائري عبد الحميد ابو زيد الذي كان قتل في مايو 2009 الرهينة البريطاني ادوين داير ويعتقد انه قتل جيرمانو في يوليو.
ولم تشارك مالي في العملية ضد القاعدة داخل اراضيها. وقال الرئيس أمادو توماني توري في مقابلة اجريت معه الجمعة وبثتها اذاعة فرنسا الدولية وقناة "تي في 5 موند" الأحد "لقد سمحنا لكل الدول المحاذية لحدودنا بان تقوم بعمليات ملاحقة هنا".
وفي أرليت (الف كلم شمال شرق نيامي) التي تشكل موقعا لاستخراج اليورانيوم وشهدت اخر عملية خطف، قررت مجموعتا أريفا وفينسي الفرنسيتان منذ الجمعة اجراء كل العاملين فيهما. وقد عاد 21 فرنسيا يعملون في أريفا الجمعة والسبت الى باريس.
المفضلات