عين الجمل للحماية من الحسد ومشط من العاج لتيسير الولادة
الحُجب مريدوها يساورهم الشك بقدرتها على العلاج ويلجأون اليها!!
في الطفيلة، كما في مناطق الأردن ، وربما في سائر أنحاء الوطن العربي ، ظل الحجاب وسيلة لإبعاد الشر وجلب المنفعة.
فالطفل لا ينام ، والأرق لا يفارق الفتاة ، والمرض لا ينفك يوجع رب الأسرة ، والصداع النصفي هم لا يبارح الزوجة ، إلا بهذه التعويذة "الحجاب".. هكذا يروج له.
يقول مهتم بالحجب، كان من نشاطه واهتمامه بالحجب أن جمع منها مجموعة كبيرة ومتنوعة وثرية، تصل الى أكثر من ألف قطعة، - رفض الافصاح عن اسمه- أن الحجب أنواع مختلفة من حيث الشكل ومادة الصناعة ، وحتى محتوى الحجاب، ولكل منها هدف.
للحجب أشكال متنوعة تحكمها الغاية المصنوعة لأجلها، فمثلا الحجاب المخصص للحماية ضد القرينة، لها اشكال متعددة بعضها ذهبي وفضي وأحيانا رصاصي، وقد تتكون من أشياء غريبة مثل عظمة مفصل حيوان، أو أفعى صغيرة مع الرأس، ومنقار شنار، وفروة قنفذ وقشرة حامض مجففة تعلق على سرير طفل.
ومن الحجب ما هو للحماية العامة، تضم قطعا عديدة مثل سوار فضي عليه نقوش ودناديش وعلب مربعة مستطيلة وسلاسل وبعضها لحماية الأطفال، وتضم بيت سلحفاة، يعلق فوق المهد ضد الجن، ونابي ذئب مجموعين باسطوانة من الفضة، ونابي ذئب على شكل هلال، وحجر اسود له 12 زاوية.
ومن هذه الحجب ما هو لتسهيل الولادة العسيرة، ويضم صحنا ابيض، فيه كتابة عبارة عن مربع سحري، وهناك صحن ابيض حوافه حمراء، وفيها مربع سحري أيضا، ومشط من العاج بحافتين.
أما حجب النذور، ففيها قطعة فضة مطروقة على شكل قدم، وقطعة أخرى مطروقة على شكل عين، وثالثة مطروقة على شكل قلب، وحبيبات على الأطراف وفي الوسط شكل صليب.
وللحماية من عين الحسود، ففي ذلك حجب كثيرة مثل زوج من الخرزات الزجاجية الذي يسمى (عين الجمل)، وخرزات أخرى تسمى عين الديك، وأوعية مختلفة للتعاويذ، وفرعا من شجرة الميس، وما الى ذلك.
أما للحماية من الروح الشريرة، فقد خصص لذلك قطعة فضية عليها نقش غير مفهوم، وزوج من الأقراط، ودناديش، وسلاسل، وقطع من الخرز الأزرق، وأختام ، وخرزة النفس الحجرية البيضاوية المثقوبة، وأخرى عبارة عن حجر عقيق.
وهنالك حلي لها خواص الحجب، وتضم سلاسل للعنق، وخرزات متنوعة ومختلفة الأشكال، وأقراصا فضية، وأقراطا ذهبية، وأختاما متنوعة.
و للشفاء من الأمراض أنواع مختلفة منها طاسة الرجفة، إحداها عبارة عن نحاس فيها نتوء في القعر، منقوشة من الداخل بتقاطعات هندسية وآيات من القرآن، وعلى الحافة أسماء الأئمة الاثني عشر، إضافة الى صحون منقوش عليها آيات قرآنية.
تنتشر الحجب في مناطق معظمها عربية مثل سورية و مصر، و عمان ومكة واليمن والمدينة المنورة وبخارى والمغرب والعراق والنمسا والحبشة وإيران والهند واسطنبول واليونان.
ولم تترك التعويذات التي استخدمها الناس هنا مرضا نفسيا او عضويا الا ادعي بقدرة الحجب على ايجاد حل له سواء كانت خرزة او كتابات توضع في قلادة او في أسفل الوسادة او قطعة معدنية من الذهب او الفضة او النحاس اتخذت في كثير من الأحيان شكل الجزء المصاب سواء القدم او العين.
ولم تقتصر التعويذات على معالجة البشر بل شملت أيضا الحيوانات على هيئة قلائد في رقاب البقر والخيول لوقايتها من شر الحسد.
تعويذات كثيرة تثير أفكارا بأنها شكلت جزءا مهما من المعتقدات في نهايات القرن التاسع عشر ولم تنته من حياة الناس ، فلا زال هناك من يؤمن بها لحل المشاكل أو درء الحسد ولمعالجة العقم عند الرجال والنساء.
لا تخفي ثمانينية في الطفيلة - رفضت الاشارة لاسمها-استخدامها هذه الأشياء (التعويذات) في الماضي قبل (50) سنة لولدها الذي يحلم كثيرا في الليل ويصرخ ، حيث تم وصف تعويذة وضعتها تحت الوسادة".
ولا تنفي الآن شكها في ذلك وتقول ربما كان وهما انه شفي بسبب الحجاب الذي لازال نفر قليل من الناس يستخدمونه.
وقالت :" ظهرت في احد الأيام حساسية على جلد احد أبنائي فوصفوا لها ثوبا احمر يلبسه حتى يشفى."
وأضافت:"لقد كانت التعويذات منتشرة بكثرة وكانت من أناس لا يأخذون المال مقابلها ويعتبرون أنفسهم من الصالحين."
حكايات كثيرة يرويها الناس عن دور التعويذة في حل المشاكل منهم ما يقال على سبيل المزاح ومنهم من يرويها وهو مؤمن بأثرها.
وحول الطرق الشرعية الصحيحة للمعالجة من السحر أو الحسد يقول سماحة المفتي العام للمملكة الشيخ عبد الكريم الخصاونة في فتوى تحمل الرقم 536 : أن " المسلم محفوظ بأمر الله، والله عز وجل يقول: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ) الرعد/11. " .
وأضاف الشيخ الخصاونة أن : " علاج السحر والحسد يكون بالرقية الشرعية، التي تعتمد على القرآن الكريم، كقراءة آية الكرسي، وسورة الفاتحة، وخواتيم سورة البقرة، والمعوذات، وكذلك تعتمد على الأذكار والأدعية النبوية، ومنها ما ورد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري رضي الله عنه أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (يَا مُحَمَّدُ! اشْتَكَيْتَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. قَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ اللَّهُ يَشْفِيكَ، بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ) رواه مسلم (رقم/2186) " .
المفضلات