توقعات في ارتفاع اسعار اللحوم والدجاج والحليب والاجبان والالبان بعد رفع اسعار الاعلاف
سرايا - عصام مبيضين - حذر مختصون من ارتفاعات في الأسعار ستطرأ على أغلب المنتجات الغذائية من لحوم البلدية وحليب واجبان وألبان وبيض المائدة والدواجن خلال الفترة المقبلة، في اعقاب قرار رفع الدعم عن الاعلاف. وقال مدير عام اتحاد المزارعين محمود العوران من عمليات بيع جماعية للمواشي والأغنام، ابتدأت منذ يوم أمس خوفا من ارتفاعات أخرى قادمة في أسعار الأعلاف. وبين العوران أن مربي الماشية بدأوا التخلص من مواشيهم. موضحاً أن من الآثار السلبية التي ستنعكس على مربي المواشي جراء هذا القرار لجوء بعضهم للتخلص من معظم القطعان أو بيعها، للتمكن من الصرف على باقي القطيع موضحا أنه “ليس لمربي المواشي أي خيار آخر”. العوران بين أن مكاتب توزيع الأعلاف تشهد إقبالا منقطع النظير للشراء خوفا من ارتفاعات قادمة.
وفي ردود الفعل التي حول قرار الحكومة رفع أسعار الأعلاف على مربى الماشية من 150 دينارا إلى 180 دينارا للمزارعين المربين وبيعه لمربي الأبقار وتجار المواشي بـ211 دينارا؛ أكد عضو جمعية مربى الأبقار علي القضاة أن هناك اجتماعات لتنفيذ اعتصام جماعي لمربى الأبقار، سيصار فيه الى الاتفاق على تحميل الأبقار في حافلات وإنزالها أمام وزارة الزراعة او الصناعة لنقول لمسؤوليها خذوا.. أطعموها، لان إبقاءها في مزارعنا سيحمل تكاليف إضافية ويلحق خسائر بالمربين. واعتبر القضاة ان قرار رفع الدعم سيقضي على الثروة الحيوانية في الأردن، مبينا ان انعكاسات القرار ستكون على المواطن؛ إذ ستقفز بعض أسعار الحليب والاجبان والألبان، وسيكون هناك تراجع عن قرار منع شراء مصانع الالبان شراء الحليب المجفف. بدورهم اشتكى أصحاب مزارع الدجاج أيضا من وصول أسعار علف (الذرة) إلى 260 دينارا، وسط شح الموجود من هذه المادة في الأسواق من قبل الموردين، قائلين ان ذلك سيؤدي بشكل آلي إلى رفع أسعار الدجاج اللاحم والبيض في الأسواق للمستهلكين، خاصة أن هناك مخاوف من حصول خسائر جماعية لأصحاب المزارع. وقالوا إن مربي الدواجن منوا بالنصيب الأكبر من الخسائر والمعوقات التي بدأت بتضييق الخناق عليهم، جراء قرار رفع اسعار الاعلاف.
وقال أحد اصحاب مزارع الدجاج: "إن رفع أسعار الأعلاف شكل ضربة قاصمة لعماد إنتاجنا الحيواني، فهذه المهنة بالأساس تتعرض لخسائر كبيرة بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، كون كلفة إنتاج البيضة الواحدة تساوي أكثر من السعر الذي يفرض علينا، واذا استمرت الخسائر على هذا النحو فإن ذلك يعني بيع مزارع الدجاج اللاحم والبياض".
على نفس الصعيد، تواصلت احتجاجات المربين واستهجانهم لقرار الحكومة رفع أسعار الأعلاف وحشر معظمهم، خاصة أصحاب القطعان متوسطة العدد في زاوية ضيقة, ما حدا بهم للتفكير بالتخلص من قطعانهم وببيعها بأسعار منخفضة وبالتالي تكبدهم خسائر كبيرة, وخروجهم من دورة الإنتاج, أو ترك القطعان لقدرها, وإبقائها في مواجهة الجوع من دون دعم حكومي, وبالتالي نفوقها. ورأوا ان من شأن القرار إضعاف قطاع مربي الماشية عبر إخراج المربين الصغار ومتوسطي الحال من أصحاب الحيازات من الميدان, وترك كبار المربين ومستوردي اللحوم الحية والمذبوحة يتحكمون في السوق. وتوقع المربون ارتفاع اسعار اللحوم البلدية والمستوردة إلى مستويات عالية بعد عدة شهور, تتناسب مع أسعار الأعلاف منزوعة الدعم إلى مستويات تتناسب مع آليات السوق. وقالوا إن ثمن اثنين من رؤوس غنم يساوي سعر "طن شعير".
وقالوا إن رفع أسعار الأعلاف يشكل خطورة حقيقية على واقع الثروة الحيوانية الذي هو بحاجة الى الدعم، ودعوا الى إيجاد خطة عمل لتوفير المراعي الطبيعية وتخفيف الأعباء على أصحاب المواشي وتوفير مستلزمات الانتاج لقطاع الثروة الحيوانية. بدوره قال خالد الشوبكى إن هناك تحركات واجتماعات متواصلة لاتخاذ اجراءات احتجاجية على قرار رفع أسعار الاعلاف. وقال إن القرار سيؤدى بحسبة بسيطة الى تدمير ثروتنا الحيوانية والقضاء على قطعاننا التي ترفد السوق بالغذاء الضروري للمواطنين، علما بأن مئات العاملين في هذا القطاع ليس لهم مصدر دخل سواه. وقال رئيس جمعية مربي الأغنام زعل الكواليت: "إن انخفاض عدد الثروة الحيوانية سيترك آثارا كارثية على الأردن اقتصاديا واجتماعيا، وسيكون المواطن الضحية الأولى في المعادلة، مؤكدا وجود أكثر من 100 ألف عائلة تعمل في قطاع الثروة الحيوانية سواء في التربية أو التصنيع أو التسويق، الأمر الذي سيزيد من نسب الفقر والبطالة ولجوء الناس إلى صندوق المعونة الوطنية. وقال ان جيوب الفقر تنتشر بسرعة وتجبر سكان البادية على الهجرة الى المدن".
من جهة اخرى، قال مربون للماشية إنه في حال إصرار الحكومة على هذا القرار: “سنقوم مقاطعة الانتخابات النيابية القادمة، وتنفيذ سلسلة من الاعتصام، مشيرين إلى أن مربي الماشية يشكلون أغلبية في محافظتي الطفيلة والكرك". وطالبوا الحكومة بتأمين مبلغ الـ20 مليون دينار من الشركات التى جرت خصخصتها في الجنوب، بدلا من الالتفات إلى مربي الماشية. مسؤول زراعة سابق حذر من ان ارتفاعات قادمة على اسعار الاعلاف، وبين ان هناك التفافا من وزارة الصناعة لتحميل مسؤولية القرار "اللاشعبي" لوزارة الزراعة جيث عقدالموتمر الصحفى هناك وكان تصريح رفع الاسعار من الوزارة وهذا يفترض ان لايحصل فالزراعة التى من المفروض ان ترعى هذا القطاع، وحذر من ن أسعار الشعير تواصل ارتفاعها في الأسواق العالمية لدرجة ان سعر الطن الواحد بلغ حاليا 330 دولارا واصلا العقبة، مرتفعا 86 في المئة مقارنة بمستواه قبل شهرين، البالغ حينها 177 دولارا للطن، بسبب زيادة الطلب العالمي على الشعير مقابل قلة إنتاج الموسم نتيجة التاثر بالأحوال الطبيعية وارتفاع درجات الحرارة في البلاد المنتجة.
وأضاف أن الرفع سيؤدي وبالضرورة إلى رفع أسعار مشتقات الألبان التي تباع للمواطنين, وتاليا سيحدث ارتفاع كبير في أسعار اللحوم، والدواجن والبيض معتبرا أن لهذا الوضع تأثيره السلبي على شرائح واسعة من المجتمع كانت تعاني أصلا من أوضاع معاشية عسرة جراء ارتفاع الأسعار، وارتفاع مستوى تكاليف المعيشة. يشار أن قرار رفع اسعار الاعلاف عام 2007 في حكومة معروف البخيت أدى إلى حدوث اعتصامات واغلاق طريق المطار حتى تم التراجع عنه.
المفضلات