مفارقات الطعون: خارطة مربكة للمقترعين ومرشحون كبار لا يستطيعون التصويت لأنفسهم
الانتخابات الأردنية.. مناقلات عملاقة للأصوات بين الدوائر ورؤساء وأركان حكومات نقلت سجلاتهم بينهم البخيت والنابلسي والعبادي
يبدو ان رئيس الوزراء الاردني الاسبق معروف البخيت لن يتمكن من الادلاء بصوته الانتخابي في نوفمبر المقبل في نفس الدائرة الانتخابية التي زارها بمرافقة الكاميرات عام 2007 عندما كان رئيسا للحكومة وادلى بصوتها في احد صناديقها حيث اظهر جدل الطعون في سجلات الناخبين ان البخيت عاد الى دائرته الاصلية التي كان يقيم فيها قبل رئاسة الحكومة وهي الدائرة الاولى في العاصمة عمان.
وهذه المفارقة تعني بأن البخيت لا يستطيع بموجب قرار اللجان الادارية في حكومه سلفه سمير الرفاعي التصويت في اشهر دوائر الانتخاب في المملكة على الاطلاق وهي الداثرة الثالثة للعاصمة عمان والمصنفة باعتبارها دائرة "الحيتان" لانها تشهد اكثر الصراعات الانتخابية سخونة وتأثيرا للمال والفكر السياسي وعادة ما يترشح فيها الكبار.
وعليه قد ينطوي الامر على تشكيك "بشرعية" الصوت الشخصي لرئيس الوزراء الذي ادار انتخابات عام 2007 والمصنفة بانها الاسوا في تاريخ المملكة من حيث التلاعب والتزوير وهي انتخابات يعرف عدد محدود من اصحاب القرار انها انتهت باستقالة لم يكتب لها القبول للرئيس البخيت وقتها احتجاجا على التلاعب الذي جرى في غرف العمليات كما يفيد الرجل الذي شهد علنا بان الانتخابات في عهده لم يحصل فيها اي عبث بالمستوى الاجرائي.
ومساء الاربعاء فاجا النائب السابق والمرشح اللاحق الدكتور ممدوح العبادي الجميع بانه وبموجب قرارات لجان الطعون سيترشح في ثالثة عمان كالعادة دون ان يستطيع التصويت لنفسه فاللجان قررت نقل سجل وقيد العبادي شخصيا الى الدائرة الخامسة للعاصمة عمان مع نخبة كبيرة من اصدقائه ورموز حملته الانتخابية... يعني ذلك ان العبادي سيترشح في مكان وسيصوت في مكان اخر.
خلال حفل اشهار ترشيحه، قال العبادي: انا ابن الاردن عموما لكني ولدت في الدائرة الثالثة للعاصمة وعملت امينا للعاصمة ثم وزيرا فيها واضاف العبادي: صوتت اخر اربع مرات في الثالثة وترشحت ثلاث مرات عنها ومثلتها لمرتين في البرلمان وقضيت فيها عمري وعملت فيها والآن تقول لجنة ادارية اني لا انتمي لهذه الدائرة بل للخامسة.
مشكلة العبادي شخصيا انه لن يستطيع التصويت لنفسه في الانتخابات في واحدة من غرائب اجراءات الانتخابات التمهيدية.
وثمة مشاهير في عالم السياسة والاعلام لن يتاح لهم بموجب القرارات الادارية التصويت لمن يحبون وفي الدوائر التي اعتادوا على التصويت فيها.. بين هؤلاء كما علمت القدس العربي المحامي محمد فارس النابلسي النائب الاسبق لرئيس الوزراء والممثل البرلماني سابقا عن الدائرة الثالثة وقد توجه الرجل للمحكمة لكي يطعن بالقرار لاداري الخاص بنقل سجلاته الانتخابية الى مكان آخر.
كذلك الكاتب الصحافي الاسلامي زياد ابو غنيمه وحتى النائب الشهير لاربع دورات خليل عطيه لن يستطيع التصويت لنفسه في الدائرة الاولى لعمان العاصمة بعدما قررت اللجان نقله الى الدائرة الثالثة علما بانه يقيم منذ سنوات طويلة في الدائرة الخامسة وحتى افراد في عائلة عطية لن يتاح لهم التصويت للبرلماني العريق الذي يحصل بالعادة على اعلى الاصوات على مستوى المملكة.
ونفس المفارقة وجدها مرشحون اخرون كبار نقلت سجلات بعض افراد عائلاتهم او المؤثرين في حملاتهم الانتخابية والقائمة تشمل شخصيات من طراز سعد هايل السرور ومحمد ابو هديب وعبد الكريم الدغمي وغيرهم.
وتثبت اجراءات "تصويب" اوضاع القيود والسجلات وتنظيفها كما تصفها الحكومة ان عمليات نقل جماعية للاصوات حصلت بطريقة غير شرعية عام 2007 وتقول الحكومة ان عملية التصويب تكمل سلسلة وحلقة النزاهة والشفافية كما يشير الناطق باسم الانتخابات سميح المعايطة لكن المتضررون من الاجراءات يتحدثون عن "اخطاء فادحة" حصلت في سياق عملية التنظيف والتصويب من الطراز سالف الذكر.
ولا زالت مسألة الطعون في سجلات الناخبين تثير عاصفة من الجدل وسط تواتر الحديث عن اخطاء ارتكبتها وزارة الداخلية ومخالفات لبعض الانظمة والقوانين ومن المفارقات اللافتة التي تتحدث عنها الاوساط السياسية الطعن الهائل بعدد كبير من الاصوات الذي تقدم به النائب والوزير الاسبق غالب الزعبي قبل ايام فقط من تعيينه رئيسا لديوان التشريع في الحكومة.
معنى ذلك ان طاقم التشريع العامل في وزارة الرفاعي يترأسه الآن عمليا احد ابرز الطاعنين في سجلات الناخبين على مستوى محافظة البلقاء خصوصا وان سجلات الطعن انتهت بمناقلات عملاقة للاصوات بين الدوائر اركبت بوضوح جميع الاطراف وان كانت الحكومة مستعدة للامر بالتمسك بمبدأ التصويت القانوني والنزيه.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملاك الانس
المفضلات