استهدف سوقاً بمدينة تشهد تمرداً إسلامياً
عشرات القتلى والجرحى في هجوم انتحاري بالقوقاز
فلاديكافكاز - (روسيا) - أ.ف. ب: قتل 16 شخصا على الأقل وأصيب نحو مئة بجروح أمس في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف سوقا في فلاديكافكاز المدينة الواقعة في القوقاز الروسي المضطرب الذي يشهد تمردا إسلامياً. وتوعد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف بملاحقة "الاوغاد والوحوش" الذين "ارتكبوا هذا العمل الإرهابي الوحشي ضد مدنيين". ونقلت وكالة انترفاكس عن رئيس جمهورية اوسيتيا الشمالية تيموراز مامصوروف قوله إن الانفجار سببه «انتحاري دخل الى السوق المركزي بسيارة». وتم إخلاء جرحى وجثث بعربات الباعة وسط الركام، على ما أفادت مراسلة وكالة فرانس برس. كما شوهدت برك دم وجثث ممزقة في موقع الانفجار. وتحولت سيارات كانت متوقفة على جانبي الطريق إلى حطام كما تطاير زجاج واجهات المباني القريبة من السوق. وقالت لجنة التحقيق التابعة للنيابة الروسية التي بدأت تحقيقا في «عمل إرهابي» إن قوة الانفجار تساوي ما بين 30 و40 كلغ من مادة التي ان تي، وان المتفجرة كانت تحتوي على مسامير. وقالت يانا مرغيفا وهي تبكي "رايت رجلا بلا رأس داخل سيارة، وخيل إلي إنه إرهابي". واضافت "انا خائفة. ما حصل يمكن ان يحصل لأي منا". وارتفعت حصيلة القتلى إلى 16 بعد وفاة طفل عمره سنة ونصف سنة متأثرا بجروحه. من جهته، قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين إن الهجوم يهدف «إلى زرع الكراهية بين مواطنينا»، على ما أوردت وكالة انترفاكس. وأضاف بوتين أن "من قاموا بهذا العمل هم بالتأكيد أناس بلا ضمير ولا قلب. مهمتنا المشتركة هي التصدي لهؤلاء المجرمين". وأمر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف بعيد الاعتداء ممثله الخاص للقوقاز الشمالي الكسندر خلوبونين بزيارة فلاديكافكاز بشكل عاجل. وأعلنت السلطات المحلية يوم حداد الجمعة في كل جمهورية اوسيتيا الشمالية على ضحايا الاعتداء الأكثر دموية في روسيا منذ مقتل 40 شخصا في الهجوم المزدوج على مترو انفاق موسكو في مارس. ومدينة فلاديكافكاز هي عاصمة اوسيتيا الشمالية الجمهورية الوحيدة في القوقاز الروسي ذات الغالبية المسيحية والتي شهدت عملية خطف رهائن مدرسة بيسلان في سبتمبر 2004 حيث قتل اكثر من 330 شخصا بينهم 186 طفلا. ويشهد القوقاز الروسي تمردا إسلاميا داميا يعود إلى حربين شهدتهما الشيشان منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. والهجمات يومية في هذه المنطقة وتستهدف عادة ممثلي السلطات والشرطة. من جهة أخرى اكتشفت الثلاثاء في جمهورية داغستان بالقوقاز الروسي متفجرات تم وضعها في محطة كهرو-مائية بغاية التسبب بانفجار، وتم ابطال مفعولها في الوقت المناسب. وبسبب الاضطرابات المستمرة في القوقاز الشمالي، أعلن الجيش الروسي الاثنين تعزيز أمن قواته في هذه المنطقة غداة هجوم انتحاري قتل فيه اربعة جنود في داغستان. ولا يزال عشرات آلاف الجنود الروس متمركزين في جمهوريات القوقاز وذلك بعد أن أنهت رسميا في ربيع 2009 العملية "المضادة للارهاب" في الشيشان، الاسم الذي أطلق على الحرب الثانية التي شنتها روسيا منذ 1999 في الشيشان. وتسعى روسيا إلى دفع التنمية الاقتصادية في المنطقة غير أنها لا تزال تواجه تمردا تتزايد هجماته خصوصا في داغستان وانغوشيا الجمهوريتين المجاورتين للشيشان. وكان هجوم استهدف في مارس الماضي مترو العاصمة الروسية بهجوم انتحاري مزدوج اوقع 40 قتيلا.
المفضلات