الإسلاميون .. برنامج إصلاحي ثقيل .. وبدائل شحيحة
عمان – السوسنة – " خاص "
بات في حكم المؤكد أن الحركة الإسلامية لن تعود عن قرار المقاطعة للانتخابات النيابية المقررة في التاسع من تشرين ثاني المقبل .
فالمؤشرات الراشحة من داخل الحركة تؤكد أن العودة باتت "بحكم المستحيل" في ظل ظروف سياسية واقتصادية تقود إلى التأزم وتقود إلى المجهول.
بل أن التوقيت في حال العدول عن القرار – وهو احتمال ضعيف - لا يساعد الحركة على ترتيب أمورها للحصول على قرار مؤسسي يؤمن لها غطاء سحب قرار المقاطعة إذ أن فتح أبواب الترشح للانتخابات مقررة في السابع من الشهر المقبل أي أنها أمام اقل من شهر لتصويب أوضاعها وهي التي بحاجة على اقل تقدير نحو شهر ونصف لإجراء استفتاء ينسخ استفتاء المقاطعة.
الحركة الاسلامية لا تراهن على المقاطعة كخيار استراتيجي لكنها وسيلة للتأكيد على حقيقة ضرورة التغيير الذي يقود الى الاصلاح السياسي والاقتصادي المنشود و" العودة إلى الأسس التي تجعل المشاركة من جميع الأطراف مكسبا للوطن وليست ستارا لاستئثار فئة معزولة بالقرار والسلطة " حسب القيادي في جماعة الاخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الاسلامي الدكتور رحيل غرايبة.
"لا صفقات ولا ابتزاز"
تعلم الحركة أنها بعدم المشاركة تخسر حضورها المؤثر في الشارع لكنها تصر على قرارها الذي تقول انه جاء " بطريقة مؤسسية مكتملة، و بعد دراسة تقويمية متأنية لمراحل المشاركة وقراءة شاملة للوضع السياسي الأردني والوضع الإقليمي بطريقة علمية سليمة".
وان المقاطعة"ليست حردا سياسيا (...) و ليس اعتزالا للعمل السياسي أو انكفاء على الذات، بل المقاطعة فعل سياسي حقيقي، وتفاعل مع الحدث بقرار سياسي مؤسسي هادئ ومتزن"بحسب غرايبة الذي استبسل في سوق المبررات في وجه الصحفيين الذين ما فتئوا يشككون في تمسك الحركة حتى اللحظة الاخيرة بقرار المقاطعة وان وراء الكواليس تدور الاتصالات بين الحكومة والحركة للوصول الى تسوية معينة.
ما نفاه غرايبة بالتأكيد أن الحركة الاسلامية "لا تبحث عن صفقات حزبية، وقرارها ليس من باب الابتزاز السياسي أو من باب استجداء الحوار من طرف".
ملامح البرنامج
لا تكتفي الحركة وهي صاحبة التجربة في مقاطعة الانتخابات –عام 1997- بالدعوة الى المقاطعة كهدف لذاته بل تتمسك ببرنامج وطني كشف عنه غرايبة في مقال نشر على موقع البوصلة المحسوب على الحركة الاسلامية واعلن عنه في جلسة حوارية ضمت صحفيين أكد فيه على ان البرنامج لا يمثل الحركة بمقدار تمثيله لهواجس تشغل كافة الاطياف الشعبية.
أبرز ما في البرنامج –حسب غرايبة – يتمثل بالدعوة الى " البدء بإصلاح سياسي شامل، يرتكز على تعديلات دستورية، تعيد التوازن بين السلطات وتنبثق من القاعدة الدستورية (الشعب مصدر السلطات)، والسير نحو تمكين الشعب الأردني من اختيار رئيس الحكومة وفريقه الوزاري بناء على التوجه العام الذي تفرزه صناديق الاقتراع."
و" تشكيل هيئة وطنية تتولى إدارة حوار وطني شامل يسفر عن رسم معادلة سياسية دستورية جديدة، تمكن الشعب الأردني من تقرير مصيره وتنقل البلاد من حالة التأزم والأفق السياسي المسدود إلى مرحلة المشاركة السياسية، والرخاء الاقتصادي والتحرر الوطني".
المقاطعة وبدائلها
اذا كانت الحركة وهي التي اختارت طريق المقاطعة أي الخروج من الحياة السياسية عبر اطرها القليدية –(مجلس نواب وبلديات)،ما هي بدائلها للتأثير في المزاج الشعبي العام وهي التي تملك برنامجا إصلاحيا وطنيا تحتاج فيه الى جبهة وطنية واسعة لانجازه ؟.
الحركة امام خيارين ام انها قد تلجأ للركوب على مسار ازمات الان على غرار ازمة المعلمين وهي التي نجحت في عزل نفسها عنها سابقا وذلك يبدو واضحا في قائمة ما تسميه باسس العودة الى المشاركة حيث اشارت صراحة الى ضرورة "إصلاح أوضاع المعلمين وبقية القطاعات العاملة في أجهزة الدولة المختلفة، وتمكينهم من إنشاء نقابات لهم تحفظ حقوقهم، وترفع من شأن مهنهم".
أو من خلال خيار آخر ضعيف يتمثل في العودة الى الاطر غير التقليدية البسيطة "كدور ايتام او المساجد" على حد وصف صحفيين شاركوا في اللقاء.
اذن البرنامج الوطني للحركة فكرة لا تتضمن اجراءات لتنفيذها وهو ما تبين من خلال هروب غرايبة ولدى الالحاح عليه في سؤال وسائل الحركة لتنفيذ هذا البرنامج، ما اكد انها ربما تنتظر ورود الجواب من جهة خارج الحركة او انها ما زالت في مرحلة الاستشعار لردود الفعل على هذا البرنامج.
المفضلات