بغداد –وكالات:
يمثل امتلاك الأطفال في العراق لعبا على شكل أسلحة وبنادق ومسدسات ومفرقعات أمراً مألوفاً ، لكنه يأخذ نطاقا أوسع خلال أيام الاعياد ومنها عيد الفطر المبارك رغم التحذيرات المتكررة من المؤسسات الصحية ومنظمات المجتمع المدني التي تدعو إلى أبعاد الأطفال عن اجواء العنف ومخاطر هذه الالعاب. ويتزامن انتشار هذه الانواع من اللعب في بلد يشهد أوسع موجة عنف في تاريخه الحديث حيث يسقط العشرات يوميا بين قتبل وجريح منذ بداية الاحتلال الامريكي للبلاد عام 2003 بسبب الانفجارات بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والاغتيالات والاختطافات.
وتشير تقديرات حكومية الى انه هناك نحو 25 مليون لغم ارضي مازالت مزروعة في ارجاء البلاد ، وخاصة على الشريط الحدودي مع ايران والمناطق الجبلية والمحيطة بالحقول النفطية والحقول الزراعية والمراعي وهي جزء من مخلفات الحروب التي خاضها العراق خلال حقبة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين فضلا عن الغام غير متفجرة استخدمتها القوات الامريكية في هجماتها المتكررة على العراق منذ عام 1991 وحتى الان. وقال الطفل سامر حسن 10 سنوات "أحب شراء البندقية لانها لعبة جميلة ومسلية وتجمعني بأكبر قدر من الاصدقاء وخاصة خلال العطلة الدراسية الصيفية وأيام الاعياد". وأضاف "لايوجد رفض من قبل الاهل على شراء لعب الاسلحة وغالبا ما يساعدني والدي في انتقاء اللعبة". ويسعى الاطفال في العراق وخاصة في الاحياء الشعبية الى شراء لعب على شكل بنادق ومسدسات مشابهة لتلك التي يحملها الجنود الامريكيون او العراقيون وهي مصنعة بشكل يشابه الاسلحة الحقيقية وغالبيتها مستوردة من الخارج ، خاصة من الصين.
ويعمل مستوردون عراقيون على استيراد هذه الانواع من لعب الأطفال كونها تشهد إقبالا كبيرا وتحقق ايرادات مضمونة مما يجعل المحال التجارية وباعة الارصفة في حركة بيع واسعة خلال ايام العيد مقارنة بالشهور الاخرى. ولا يقتصر بيع هذه الانواع من اللعب في المحال الصغيرة بل يتعداه في المحال الفاخرة والاسواق الكبرى ما يجعل من تجارة هذا النوع من اللعب امرا مربحا مقارنة بأنواع اللعب الاخرى التي تعج بها الاسواق العراقية . وسعت منظمات المجتمع المدني في العراق التي تعنى بالطفولة بعد الغزو الامريكي للعراق عام 2003 إلى إقامة فعاليات ومسيرات وندوات للحد من ظاهرة امتلاك الاطفال لعب الاسلحة. كما حاول البرلمان العراقي منع تفشي هذه الظاهرة لكنه فشل ، فيما اتسعت مجالات الاستيراد من قبل التجار لتشمل استيراد مواد مفرقعة وأخرى على شكل متفجرات تصدر أصواتا مرعبة ولعب اخرى تستخدم في تقييد الايدي فتحت الشهية امام الاطفال لامتلاكها الى جانب البنادق.
ويشاهد الاطفال على شكل افراد او مجاميع وهم يقومون بتقليد رجال الجيش والشرطة في تنفيذ عمليات قتالية ومطاردات واعتقالات في الأزقة والشوارع يصاحبها اطلاق اصوات من هذه الاسلحة يمتد من الصباح وحتى ساعات المساء. وقال حيدر الجوراني 42عاماً صاحب محل تجاري ببغداد إن "لعب الاسلحة تشهد رواجا كبيرا وتكاد تكون اللعبة الاولى الاكثر مبيعا مقارنة باللعب الاخرى خلال ايام العيد وغالبيتها تباع باسعار رخيصة تتراوح بين ألف وخمسة آلاف دينار عراقي" واضاف ان "ظاهرة انتشار لعب الاسلحة كانت موجودة في حقبة صدام لكنها اتسعت بشكل لافت بعد الغزو الامريكي". وبحسب مصادر طبية عراقية فإن هذه اللعب تتسبب في وقوع حوادث خطيرة كان ضحيتها الاطفال ، خاصة تلك التي تحتوي على مواد متفجرة حيث غالبا ما يصاب الاطفال بجروح خطرة في منطقة الوجه والعيون من جراء استخدامهم لهذا النوع من اللعب.
المفضلات