قندز -أفغانستان - ا ف ب :
قتل أربعة شرطيين أفغان وثلاثة مدنيين أمس في انفجار قنبلة موضوعة على دراجة نارية في قندز شمال أفغانستان، كما أعلنت السلطات المحلية. وانفجرت القنبلة عند الساعة 51،21 (54،70 ت غ) في حي بندر إمام في قندز، كما اعلن حاكم الولاية التي تحمل الاسم نفسه محمد عمر لوكالة فرانس برس. وأوضح عمر "ان القنبلة المثبتة على دراجة نارية انفجرت لدى مرور آلية للشرطة في سوق المدينة الرئيسي فقتل أربعة شرطيين وثلاثة مدنيين وأصيب ثلاثة مدنيين آخرين بجروح في الانفجار". وكثف المتمردون في حركة طالبان هذا النوع من الهجمات منذ بداية تدخل القوات الدولية في البلاد. وكانت ولايات شمال البلاد لا تزال حتى وقت قصير تعتبر اكثر هدوءا، لكن عناصر طالبان كثفوا أنشطتهم في المنطقة خلال العام الماضي.
وقندز، عاصمة الولاية، هي مكان استراتيجي لعمليات النقل الرئيسية بالنسبة إلى إمدادات قوات التحالف الدولي. ويهاجم المتمردون باستمرار الطريق الرئيسية ويكثفون العمليات ضد قوات الشرطة والمدنيين في المنطقة. وينتشر حوالي 51 ألف جندي امريكي ومن دول الحلف الأطلسي في افغانستان لمحاربة المتمردين المتمركزين خصوصا في جنوب البلاد. من جانبه اعلن الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أمس تشكيل مجلس أعلى للسلام هدفه إجراء محادثات سلام مع حركة طالبان التي تشن تمردا مسلحا منذ تسع سنوات. وقالت الرئاسة الأفغانية في بيان إن إنشاء هذا المجلس الأعلى يمثل "خطوة مهمة على طريق محادثات السلام". وتعتبر هذه المبادرة إحدى اهم الخطوات التي اتخذها الرئيس كرزاي بهدف فتح حوار مع قيادة طالبان.
وكان "جيرغا السلام" وهو مجلس قبلي انعقد في كابول في يونيو وافق يومها على إنشاء هذا المجلس الأعلى. وسيكون المجلس الأعلى للسلام ميدانا للتفاوض ومن المفترض أن يمثل المجتمع الافغاني بكل أطيافه في محادثات سلام مع طالبان التي تخوض تمردا داميا منذ الإطاحة بنظامها قبل تسعة أعوام. واجتمع مسؤولون في القصر الرئاسي في كابول السبت لتحديد لائحة المشاركين في المجلس والتي ستضم "قادة في الجهاد وأشخاصاً نافذين ونساء"، وفق البيان. واوضحت الرئاسة أن هذه الأسماء ستعلن الأسبوع المقبل مع بداية عطلة عيد الفطر.
وكان متوقعا أن يعلن كرزاي تشكيل مجلس السلام قبل أيام عدة اثر لقائه زعيمي المجاهدين السابقين برهان الدين رباني وعبد الرسول سياف، إضافة الى وزراء وحلفاء آخرين لبحث تشكيل المجلس. وكان المتحدث باسم الرئيس الافغاني سيماك هيراوي اعلن الثلاثاء الفائت أن المجلس سيضم "بعض العناصر (السابقين) في طالبان والحزب الإسلامي"، في إشارة إلى مجموعة من المتمردين يقودهم رئيس الوزراء السابق وزعيم المجاهدين قلب الدين حكمتيار. واضاف هيراوي أن "هذا المجلس سيكون فاعلا طبعا لجهة تراجع وتيرة العنف في افغانستان".
ورغم التحالف بين الحزب الإسلامي بزعامة حكمتيار وطالبان، فان حكمتيار خسر كثيرا من نفوذه في الأعوام الأخيرة ولا تزال حركته ناشطة في ولايات شمال وشرق أفغانستان. ورفضت طالبان مرارا الدعوات إلى الحوار واصفة كرزاي بانه دمية في يد الولايات المتحدة. واكد المتمردون انهم لن يكونوا مستعدين للتفاوض إلا بعد انسحاب القوات الأجنبية من افغانستان. ويأتي إعلان كرزاي في وقت يتصاعد فيه التمرد وتزداد حصيلة الضحايا في صفوف الجنود الأجانب والتي بلغت 485 قتيلا منذ بداية العام، ما يوازي تقريبا الحصيلة على امتداد العام 2009.
وتنشر الولايات المتحدة وقوات الحلف الأطلسي نحو 150 ألف عنصر في افغانستان بهدف التصدي لمتمردي طالبان. على صعيد متصل قال نائب قائد القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي أمس إن القوات الدولية في افغانستان بالغت في بعض الأوقات في التقدم الذي يجري تحقيقه هذا العام فيما كان التقدم أبطأ مما كان متوقعا في الأصل. وقال اللفتنانت جنرال البريطاني السير نيك باركر الرجل الثاني في قيادة قوة المعاونة الأمنية الدولية "ايساف" بعد الجنرال الامريكي ديفيد بتريوس إن التقدم كان أبطأ نتيجة لتعقيد المهمة.
وقال بتريوس في عدد من المقابلات في الأسابيع الأخيرة انه يجري تحقيق تقدم وإن قوة الدفع لدى طالبان توقفت وان كان العنف في انحاء البلاد بلغ أسوأ مراحله منذ الإطاحة بالحركة الإسلامية في أواخر عام 2001 . والتقدم الذي تحقق أصبح محور تركيز فيما سيجري الرئيس الأمريكي باراك أوباما مراجعة للاستراتيجية في ديسمبر كانون الأول ويتراجع التأييد العام للحرب وسط سقوط عدد قياسي من القتلى والجرحى.
وخلال العام المنصرم كانت القوات الأمريكية والبريطانية بصفة أساسية تشن هجمات على معاقل طالبان في اقليمي هلمند وقندهار الجنوبيين وتحقق تقدما صعبا عبر شبكة من الوديان والجبال وتسعى للتصدي لتمرد متنامي تتزعمه طالبان من جميع الاتجاهات. وواجهت قوات ايساف مقاومة شديدة منذ بدء عملية "مشترك" في أواخر فبراير شباط وخاصة في أنحاء مرجة معقل طالبان في وادي نهر هلمند. وقال باركر لمجموعة صغيرة من الصحفيين في كابول "إذا عدتم واستمعتم للأشياء التي قلناها في يناير وفبراير قبل بدء عملية مشترك فإنني أعتقد أننا ربما كنا مبالغين في الحماس بعض الشيء" . وقال "لقد كنت في بعض الأشياء التي قلتها إيجابيا على نحو مفرط بعض الشيء في بعض النواحي" . وزادت أعداد القتلى والجرحى في صفوف الجيش مع تزايد عدد العمليات حيث قتل أكثر من 490 حتى الآن هذا العام مقابل 521 في عام 2009 بالكامل.
المفضلات