كويتا (باكستان) - ا ف ب :
قتل 53شخصا على الأقل أمس في هجومين انتحاريين استهدفا الاقليتين الدينيتين الشيعية والأحمدية، وهما هدفان دائمان لحركة طالبان المتحالفة مع تنظيم القاعدة ومتشددين آخرين في حملة رعب تدمي باكستان منذ ثلاثة أعوام.
وكان يمكن أن تكون الحصيلة أكبر بكثير لولا وجود الشرطة التي تحمي مكان العبادة الأحمدية في مردان، المدينة الصغيرة في شمال غرب البلاد على مقربة من معاقل طالبان: فقد فتح عناصر الشرطة النار على مشبوه كان يحاول الدخول عنوة إلى المبنى الذي يصلي فيه نحو30 شخصا.
وفجّر الرجل قنبلته على الرصيف فقتل أحد المارة وجرح أربعة آخرين، كما أعلن قائد الشرطة المحلية وقف خان.
وبعد قليل، فجّر انتحاري في كويتا، كبرى مدن مقاطعة بالوشستان في جنوب غرب البلاد، سترته المفخخة وسط تجمع من الشيعة بمناسبة تظاهرة مناهضة للاسرائيليين ودعما للفلسطينيين، بحسب محمد شابان قائد الشرطة الجنائية في المدينة.
وقال غلام شابير قائد شرطة كويتا عاصمة مقاطعة بلوشستان لوكالة فرانس برس "قضى 52 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من سبعين آخرين بجروح".
وقتل أكثر من 3600 شخص في غضون ثلاثة أعوام في نحو 400 هجوم تقريبا، أغلبها هجمات انتحارية، نفذها عناصر حركة طالبان المتحالفة مع تنظيم القاعدة او مجموعات مرتبطة به والتي أعلنت "الجهاد" على اسلام اباد بسبب دعمها لواشنطن. واستهدفت الهجمات بانتظام قوات الأمن والمباني الرسمية وكذلك المدنيين.
والشيعة الذين يشكلون قرابة 20% من عدد السكان، هم من الاهداف المفضلة لعناصر حركة طالبان السنية المتطرفة وحلفائها من السنة. ويشكل السنة نحو 80% من أصل 170 مليون نسمة تقريبا في باكستان. ويعيش أتباع الأقلية الأحمدية متسترين على انتمائهم. ومن الصعب بالتالي تقدير عددهم. وهم يدعون إلى اسلام عصري ويؤدون دوراً رئيسياً في التنمية ومساعدة المعوزين.
وينظر السنة وايضا الشيعة إلى الأحمديين على أنهم غير مسلمين بل يتهمونهم بالكفر. واتباع هذه الطائفة ليس لهم رسميا الحق في ممارسة شعائرهم علنا في باكستان وكذلك في دول اسلامية اخرى. وقد أعلنت منظمة المؤتمر الإسلامي هذه الطائفة غير مسلمة العام 1973 ومنعت أتباعها من أداء فريضة الحج إلى مكة المكرمة.
ومساء الاربعاء، أسفر هجوم ثلاثي استهدف تجمعا شيعيا للصلاة في لاهور، كبرى مدن الشرق، عن مقتل 31 شخصا وجرح نحو 200 آخرين في صفوف حشد كان يستعد للإفطار. وفي الاول من يوليو وفي لاهور ايضا، استهدف هجوم مزدوج ضريح أحد وجهاء الصوفيين أسفر عن مقتل 43 شخصا بين الزوار. وفي 28 مايو، فجر انتحاريون في المدينة نفسها قنابلهم في مسجدين للاحمديين، فقتلوا 82 شخصا.
وموجة الاعتداءات التي تشهدها باكستان منذ صيف 2007 تقف وراءها خصوصا طالبان الباكستانية التي أعلنت ولاءها للقاعدة العام 2007 وأعلنت "الجهاد" على السلطات الباكستانية. لكن حركة طالبان الباكستانية تهيء أيضا بعض الاعتداءات لمجموعات سنية متشددة، وخصوصا تلك التي تستهدف الأقليات الدينية، كما يؤكد المسؤولون الباكستانيون في مكافحة الارهاب.
وتشكل المناطق القبلية في شمال غرب البلاد الحدودية مع افغانستان معاقل حركة طالبان الباكستانية وأبرز معقل في العالم لكوادر تنظيم القاعدة.
في غضون ذلك أعلن مسؤولون أمنيون أن ستة متمردين قتلوا في غارة نفذتها طائرة اميركية من دون طيار في المنطقة القبلية شمال غرب باكستان بالقرب من الحدود الافغانية.
واستهدفت الغارة موقعا للمتمردين في ضواحي ميرانشاه، المدينة الرئيسية في اقليم وزيرستان الشمالية الذي يعتبر موئلا لطالبان والمقاتلين المنتمين إلى تنظيم القاعدة والذين ينطلقون من هذه المنطقة لشن هجمات على القوات الدولية في افغانستان.. وقال مسؤول أمني في بيشاور لفرانس برس "اطلقت طائرة اميركية من دون طيار صاروخين على منزل يستخدمه المتمردون كمجمع، ما أدى إلى مقتل ستة متمردين وإصابة ثلاثة في الغارة".
وأكد مسؤولان في الاستخبارات في ميرانشاه الغارة والحصيلة موضحين أن القتلى متمردون محليون. وقال مسؤول في الاستخبارات إن المنزل دمر تماما. وأضاف "ليست لدينا معلومات حول وجود مسؤولين على مستوى عال بين القتلى".
المفضلات