اذا ما دفعك الفضول مثلي وبحثت عن عبارة : «مشاجرة جماعية» من خلال محرك البحث «جوجل» فإنك ستكتشف ان وطنك الحبيب يحتل الصفحات الثلاث الاولى «بالمشاجرات» على مستوى العالم ...وقد تسأل نفسك نفس السؤال الذي خطر ببالي : اذا كنّا نحتل أول ثلاث صفحات على الجوجل «بطوشاتنا» فكم تحتل طوشاتنا من ورق المحاكم و توكيلات المحامين والكفالات والافادات والشهادات والتقارير الطبية والعطوات ..ناهيك عن حصص الإرث في حال وقوع وفيات لا سمح الله..
في رمضان استطعت ان ارصد أكثر من 6 طوشات مهمّة ذاع صيتها على مستوى البلد..كانت الفاتحة بطوشة «صويلح»، ثم انتقلت الى ضاحية الأمير حسن،الرمثا، فالأغوار الشمالية، مادبا..وأخيراً وليس آخراً «فقوع» الكرك..
المبهر أنه في أحدى هذه المشاجرات استخدمت السيوف..حتى قيل ان صليل السيوف سمع من الأحياء المجاورة وكان هناك «تكبير» والتفاف خلف الجبل.. ورماة متمترسون خلف الحاويات، وخوذ تتطاير، وصهيل خيل،ورماح تنطلق، وحراب تغرز في الصدور، وخطط ترسم على رمل الطريق ...والحرب خدعة..
لا ادري من اين يأتون بكل هذه القوة والنفسية الحديدية و»المرّوة» ليتشاجروا ويكيد بعضهم بعضا وهم صيام ..فأنا بالكاد استطيع ان ارفع رجلي الى المغسلة للوضوء..ولو «تباطحت مع «بريعص» خلال ساعات النهار لبطحني!!..
ثم من اجل ماذا؟ نتشاجر من اجل ماذا؟ على مصافي النفط..على مصادر النحاس ..مناجم الذهب .. السيطرة على منابع الأنهر ..على المضائق البحرية ..على آبار الغاز الطبيعي..»خالصة مالصة»..جميعنا ينطبق عليه المثل..»عريان وقع على مصلّخ»..الفقر والعوز والكدّ والركض وراء لقمة العيش هي غايتنا وشغلنا الشاغل..طيب «ليش ما نقعد عاقلين «!!
غطيني يا كرمة العلي..ما فيش فايدة ..
للكاتب احمد حسن الزعبي
المفضلات