ابواب
فقـــــراء الحمــــــص والفلافــــل .. !
خالد الخواجا - تشهد محلات بيع الحمص والفول والفلافل إقبالا شديدا خلال الأيام الحالية والأخيرة من شهر رمضان المبارك وتحديدا قبل فترة الإفطار للحصول على هذه الأكلة الشعبية.
ويؤكد مواطنون أن سبب العودة للحمص والفلافل يعود للأوضاع الاقتصادية الصعبة والولائم الملزمة لافطارات الأقارب والتي كانت كفيلة بنزف الرواتب وما تبقى منه لدى العائلات الفقيرة والمتوسطة.
ذلك أن شراء اللحوم والدواجن قد توقف ولم يعودوا قادرين على شرائه في ظل هذا الارتفاع الحاد حيث كان الإفطار على الحمص والفلافل هو اقصر الطرق لإيجاد الإفطار اليومي لعائلات الفقيرة والمحتاجة.
ويقول احمد صالح -رب عائلة من11 فردا- أن راتبه لم يعد يكفي لمواءمة الحياة اليومية الصعبة حيث فقدت قدرة الاصراف الاعتيادي في شهر رمضان وأصابني الإرباك والعوز المبكر لمبلغ مالي يكمل مسيرتي الرمضانية المتبقية.
وأضاف صالح إنني من اجل التوفير قصدت محلات القصابين في منطقة صويلح لشراء نصف كيلو من لحم الغنم ، ومع ذلك رفض جميع القصابين بيع هذه الكمية قائلين" إننا نبيع على الأقل ثلاثة كيلو وأكثر ولم نعد نبيع بالأوقية أو بنصف الكيلو.
واضاف أن ارتفاع الاسعار قد دفعنا للاعتماد على شراء الحمص والفلافل يوميا وإضافة "قلاية بندورة أو متبل باذنجان او كوسا لهذه الوجبة حيث تعد حاليا وجبة جيدة مع انتشار الفقر والوضع الاقتصادي الصعب للمواطنين والعائلات الفقيرة.
أما سائق باص العمومي عماد إبراهيم ولديه عائلة مكونة من ثمانية أفراد قال "أن العودة للحمص والفول والفلافل يعود بسبب الضائقة المالية وتضاؤل الدخول وارتفاع الأسعار حيث أننا نعتمد على دخلنا اليومي ومنه يتم شراء ما يلزم وفق هذا الدخل الذي يتوزع على أمور عديدة تتعلق بالصرف اليومي للعائلة.
.. إبراهيم قال :أننا كنا ملزمين بالمشاركة مع أخوتي لإقامة أربعة مآدب إفطار للمحارم حيث كلفت مبالغ مالية كبيرة استنزفت كل ما كان موجودا لدينا حيث استهلكت الايام الاولى شراء اللحوم والدواجن وغيرها من المتطلبات بينما حاليا يصطف الجيران مبكرا لشراء الحمص والفلافل لسد الحاجة ولرخص الثمن.
من جهته لفت علي الفارع ، الذي يقطن أحدى المناطق المجاورة للعاصمةالى أن وضعه الاقتصادي لا يتجاوز المتوسط ، ولكن غلاء المعيشة واقبال العيد وافتتاح المدارس بعد ذلك قد دفعنا لتقنين المصاريف الى درجة حادة حيث تم صرف راتب شهر رمضان بالكامل دون أي تخطيط نتيجة الغلاء والمتطلبات العديدة حيث أن تكاليف الإفطار والعزيمة للأقارب والمحارم قد زادت عن 700 دينار منذ بداية الشهر الفضيل.
وأضاف أن المخصص المالي المقرر للشهر الفضيل كان اقل من ذلك بكثير إلا أن ظروف الشهر عاكست الحسابات لنستدين مبلغا ماليا إضافيا لنكمل هذا الشهر حيث لجأنا لشراء الحمص والفول بصورة يومية ليكون الوجبة الرئيسية على إفطارنا.
أما جمال الحسنات ويعمل سائقا فقال إنني في ضائقة مالية صعبة حيث لم اعد اشتري صحن حمص بدينار بل قلصته إلى نصف دينار وذلك تماشيا مع الأوضاع المالية.
وأضاف إننا نبحث حاليا عن أي شيء يمكن شراؤه بسعر زهيد وذلك لتوفير المصاريف الكثيرة والمتعددة ومنها دفع فواتير الكهرباء والمياه والمدارس والدخان والخلوي وأجرة المنزل حيث أصبحت مجاراة الحياة من الصعوبة التي لا يمكن احتمالها.
عامر السرساوي صاحب مطعم حمص وفول في صويلح بين ان هناك إقبالا متزايدا وكثيفا على شراء الحمص والفلافل قياسا بالأيام الماضية من الشهر الفضيل.
وبين السرساوي ان المبيعات قد تضاعفت إلى أكثر من 100% عن الأيام الأولى وذلك بسبب رغبة الأردنيين لهذا الطبق إضافة لإقبال الطبقة الفقيرة على شرائه وتناوله خلال هذه الأيام.
وأضاف السرساوي ان هذه الوجبة هي من الوجبات الشعبية الغنية بالبروتين والتي يمكن أن تكون بديلا للحوم والدواجن التي اعتاد عليها الميسورين والعائلات الفارهة على حد سواء الا ان الطلب عليها تزايد مقارنة مع الأيام الأولى من الشهر الفضيل.
وبين أن صحن الحمص والفول والفلافل بامكانه أن يكون مائدة من الطعام تكفي العائلة في حال رافقها صحون من المخلللات والخضار والشاي الساخن حيث تبقى هذه الوجبة حاضرة دائما سواء في أوقات الإفطار أو في شهر رمضان الفضيل أو في أوقات السحور.
وأشار السرساوي إلى ان طبق الحمص رخيص الثمن مقابل اية وجبة تتطلب إضافات وعملية طبخ وتقطيع وغسل واستهلاك كمية من الغاز لطهيها وبالتالي تشكل تكلفة كبيرة مقابل شراء صحن الحمص الجاهز والسريع التحضير.
المفضلات