جسد الانثى وعلاقته بمرض التوهم
- أن نسبة إنتشار هذا الإضطراب النفسي المتميز بالحاجة لإجراء عمليات تجميلية أو محاولة الإستعانة بمراكز التجميل لأي عضو في الجسم عالٍ إذ تبلغ النسبة أكثرمن 2% في أي مجتمع وتتصاعد هذه النسبة في المجتمعات العصرية خاصة في مقتبل العمر ولدى الإناث كما تشير الدراسات الحديثة .
تتميز هذه الحالة النفسية بغلو الإهتمام والقلق الشديد بالمظهر الجسدي البارز بشكل وهمي أوتخيلي قهري لا إرادي ، إذ تتجسد أفكار الشخص ومشاعره وسلوكه بشكل محوري تجاه مظهر الجسد.
كما تمتاز بانشغال الانثى تجاه جزء معين او اجزاء من الجسد وهي ليست مشوهه او قبيحة المنظر وان كانت كذلك فهي بسيطة وتعتبر عادية وطبيعية مقارنة بالآخرين ( مثل شكل الأنف وطوله أو الشفاه أو الإذن ، أو شكل الرأس أو الأسنان ، أو الحاجب ، أو لون البشرة للوجه، أو وجود ندب بسيطة طبيعية على الوجه أو تغيرات جلدية طبيعية من حيث اللون أو الملمس وشعر الرأس ).
ويسيطر على المريض هاجس الخلل في المنظر او ما يدعى أنه تشوه أو غير طبيعي او ملفت للأنظار ومدعاه لإزدراء أو سخرية المحيطين ، وهذا الإعتقاد وهمياً ، قهرياً يؤدي إلى إضطرابات مثل القلق والتوتر الدائم ، وتدني الثقة بالنفس ، والخجل الاجتماعي ،
Social Anxiety ويتصف سلوك المرضى بالزيارات والإستشارات المتكررة للأطباء خاصة في مجال الجراحة التجميلية او الجلدية وزيارة ما يسمى بمراكز التجميل ، واصرارهم على إجراء خطوات تجميلية لتغير ما يتوهمون انه غير طبيعي ، وقد أثبتت الدراسات الطبية الغربية ان اجراء أي عملية لهكذا حالة لن تكون مرضية لرغبات المريض وللطبيب المعالج ذلك لأن الحالة مرتبطة بالوهم النفسي وتحتاج تدخل علاجي نفسي دوائي وسلوكي معرفي والبعد عن إجراء اية تدخلات تجميلية بسبب عدم جدوى ذلك بل قد تكون سبباً في زيادة حدة هذه الحالة النفسية ومزيد من التوهم بتفاقم الحالة ( بتوهم ان المنظر اصبح أكثر تشوهاً او قبيحاً ) .
ولذلك فإن معظم الدراسات والأبحاث الحديثة تسدي النصح إلى الأطباء بعدم الإقدام على أية إجراءات طبية سريرية لهذه الحالات المرضية وإستشارة إختصاصي في الأمراض النفسية حرصاً على حياة المريض وصحته النفسية .
المفضلات