وحيدة أجلس لفنجان فارغ ،راوغته عن نفسه ، فأطاعني
في مساء ..
اعتاد أن يزدحم بالنيام ، ويلفظنا معا
أستحضر على جثته شديدة السواد بعضا مما أذكر من جرائمي !
أرفض المبررات .. وحتى الأسباب الحقيقة
خاضعة لفاجعة اللا حاجة ،
لأكف ولو لليلة عن ادعاء بعض البراءة !
يبدو بأن ليلتي هذه في طول رحلة العمر ،
عمر من سهر .. لقهوة !
كم عشت معها صمت القمر في صلاته ؟
ليال من ألف أرق وحيرة !
ها هي كثر من جرائمي تتعبد في محراب ذاكرتي
ترتل في خشوع آهات نتائجها
فلا تكاد احداها تقترب من ذاكرتي
حتى تتملكني على مهل
وتظلل على نافذة هذا الفنجان أثقال الخذلان والندم
يا صلاة القمر :
ليس ثمة ميناء انتظر ناسكاً !
ولا مساء أرهق عابدا !
فشوارع الليل أبت إلا حمل الفجور
هذه هي حقيقة كثير من الحياة : " أن نظل مشروع جريمة مستعارة " !
نتسابق فيها لتحقيق الأوهام لتنقلب في أيدينا جرائم لا شرف !
على الرغم من معرفتنا بأن ما نريده ونرغبه سيحرقنا
إلا أننا نحبه ، نحب أن نخطئ
نحب الخطيئة ؟!!
عاجز منا الندم ، عاجز في كرسي بلا عجل ، كرسي بـ " تمـَــهُّل " !
ويستمر تأريخ الخطايا ، ونذهب بعيدا في توحش الرغبة
وتنتشر فينا لوكيميا شهواتنا
لنساق أبدا : عبيدا لإرهاب هو : حاجاتنا التي لا حاجة لنا بها !
لا أدري،
هل يجب أن نرى الأحداث قبل أن نعرفها ؟!!
هل يلزمنا بالفعل أن نوجد في عالم مجريات الأحداث قبل أن تتجسد من خلالنا ، كي لا تصبح جرائمنا مع سابق اصرار لترصد ؟!!
هل حقا حينها لن نرتكب الجرائم ؟
سر بلية هذا العُـمْر أن لا يتحكم به من سيعاقب عليه ..
وشر البلية أن نرجو الخلاص من ذاتنا متى داومت أمرنا بالسوء !
يبدو ، أيضا !
بأننا نشبه التاريخ ، ونشابه لطبيعة الكون ، كلاهما يخلد الجريمة :
فها هو جسد فرعون يشهد بأن الجريمة خالدة !
وها هما على اليمين وعلى الشمال يخلدان منا الجرائم !
ربما هي طبيعة الجريمة إذا أن تكون خالدة ؟!
فالنسيان مقبرة :
مقبرة الأسماء ..
مقبرة الوجوه ..
مقبرة المشاعر ..
مقبرة الكلمات ، ترتضي بأي شيء !
إلا أنها أبدا لا ترضى جثث الجرائم
عليّ في ليلتي هذه ، أن أهب السهر صلاة القمر ،
وأهب القمر صلاتي : صلاة الندم
وأمنح فنجاني هذا عتق من نار الخطيئه
سأخلد للنوم مدركة بأن لي نفس
أمارة بالسوء
ولي رب كثير المغفرة
فأستغفره وأتوب إليه !
المفضلات