مظاهرات بغزة تندّد بالمباشرة وتطالب بوقف المفاوضات

غزة -عواصم - وكالات: احتج متظاهرون فلسطينيون في غزة أمس على الموافقة الفلسطينية على إجراء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل بدعوة أمريكية. وردّد المتظاهرون خلال التظاهرة التي دعت اليها الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عبارات مناهضة لنهج المفاوضات رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات تطالب بان تكون الوحدة الداخلية الأولوية الفلسطينية بدلا عن المفاوضات.
تأتي المظاهرة كباكورة فعاليات وأنشطة أطلقتها فصائل يسارية ومنظمات أهلية فلسطينية الأربعاء الماضي لرفض قرار قبول إجراء مفاوضات مباشرة مع الحكومة الإسرائيلية بدعوة أمريكية. وأكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية صالح زيدان في كلمة بالتظاهرة رفض فصيله للمفاوضات المباشرة مع إسرائيل. وقال زيدان: إن المفاوضات تنطلق على أسس "جائرة دون مرجعية دولية وإطار دولي فاعل وملزم للاحتلال الإسرائيلي، مطالبا في الوقت ذاته السلطة الفلسطينية بالتراجع عن قرار قبول المفاوضات المباشرة.
وأضاف أن إسرائيل تستغل المفاوضات للتغطية علي مواصلة الاستيطان والعدوان،" محذرا السلطة الفلسطينية من أن قرار الموافقة على المفاوضات يمثل "طوق نجاة" لإسرائيل وتابع بالقول ان أولويتنا هي الدفاع عن الحقوق الوطنية وإحباط مشروع الحل الإسرائيلي - الأمريكي، ومدخلها الخروج من كارثة الانقسام وإعادة بناء الوحدة الوطنية على أسس الديمقراطية والشراكة.
كانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون وجهت دعوة لإطلاق المفاوضات المباشرة مع إسرائيل لحل جميع قضايا الوضع النهائي وحضور الاجتماع الذي دعت إليه الإدارة الأمريكية في الثاني من الشهر المقبل. ومن جانبها دعت حركة "فتح" إلى ضرورة تفعيل دور الاتحاد الأوروبي في المفاوضات المباشرة ورحبت «فتح» على لسان المتحدث باسمها في أوروبا الدكتور جمال نزال بأقوال وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير التي جاء فيها أن غياب أوروبا عن المفاوضات المباشرة ينطوي على الخزي، كما أشار نزال إلى أن غياب أوروبا عن الاتصالات التفاوضية المباشرة ينذر بتحجيم الشرعية الدولية كمرجعية منشودة للحل المأمول فلسطينيا.وتعقيبا على تنويه كوشنير بدور أوروبا في دفع حصة الأسد من المساعدات الدولية للسلطة الفلسطينية، أوضح نزال أن الهامش الأوروبي للضغط على إسرائيل طاغ في مقاييسه بالنظر إلى أن 70 بالمئة من التجارة الخارجية لإسرائيل تعقد سنويا من شركاء أوروبيين، مضيفاً: إن للدور الأوروبي أهمية سياسية تتجاوز هامش التأثير الاقتصادي، نظرا لكون السياسة الأوروبية أكثر ميلا لتكريم القانون الدولي وحقوق الإنسان، وهي أمور يرفضها الجانب الإسرائيلي بوصفها أوراق فلسطينية رابحة.
وكانت فرنسا قد أبدت على لسان وزير خارجيتها برنار كوشنير، استياءها من عدم دعوة أي ممثل أوروبي للمشاركة في إطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الثاني من سبتمبر المقبل بواشنطن. من جانب اخر انتقد رئيس مجلس الشورى الإسلامي في ايران علي لاريجاني بشدة مشروع المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل والتدخل الامريكي لإجراء هذه المفاوضات . ونقلت وكالة «مهر» للأنباء عن لاريجاني قوله في كلمة بالملتقى السادس لمجمع اتحاد الطلاب الجامعيين في العالم الإسلامي ان من «يتفاوضون باسم الشعب الفلسطيني لا يملكون قوة واقعية أو أي موقع بين الجماهير الفلسطينية.
وحذر امريكا من انها اذا ارادت ان تخلق ايادي اصطناعية في المفاوضات تأخذ بيد الكيان الصهيوني»، فإن القوى الشعبية في المنطقة ستقطع تلك الأيادي وعليها ألا تعقد الآمال على هذه الايادي . واضاف أن القضية الفلسطينية هي "قضية حساسة للغاية وربما تكون أكثر قضايا العالم حزناً ومأساوية. وقال لاريجاني ان القضية الفلسطينية هي قضية عربية - اسلامية وإنسانية، موضحا انه ينبغي على المجتمع البشري برمته أن يشعر بالمسؤولية تجاه هذه القضية.
واعرب رئيس مجلس الشورى الإسلامي الايراني عن اعتقاده بأن العصر الجديد هو عصر التآكل والإنهيار " للكيان الصهيوني"، مؤكدا ان الظروف الحالية " للكيان الصهيوني متأزمة وهو يتجه نحو الهاوية" معتبرا أن المفاوضات مع هذا الكيان تعطيه متنفساً وهي لا تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني بل تخدم مصالح الكيان الصهيوني" .
المصدر
جريدة الرايه
المفضلات