القدس المحتلة - «أ.ف.ب»: حدد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو امس ثلاثة مبادىء يعتبرها اساسية للتوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين قبل ايام من الموعد المحدد لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الطرفين في العاصمة الامريكية.وشدد نتنياهو على ضرورة اعتراف الفلسطينيين باسرائيل على انها «دولة الشعب اليهودي، وعلى ان يضع الاتفاق المنشود حدا نهائيا للنزاع في الشرق الاوسط، وعلى ضرورة التوصل الى ترتيبات امنية تكون مرضية لاسرائيل». واللافت ان نتنياهو الذي يريد الامساك مباشرة بملف المفاوضات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لم يدخل اي وزير في فريقه التفاوضي الذي سيقتصر على عدد من مستشاريه.ومن المقرر ان تستأنف المفاوضات المباشرة بين الطرفين في واشنطن في الثاني من سبتمبر باشراف الرئيس الامريكي باراك اوباما.
وعين نتنياهو المحامي اسحق مولخو رئيسا للفريق الاسرائيلي المفاوض على الا تكون له سلطة اتخاذ قرار. وشدد نتنياهو خلال الاجتماع الاسبوعي للحكومة على ان اسرائيل لن توافق على اي تسوية بشأن هذه النقاط الثلاث، من دون ان يجعل من موافقة الفلسطينيين عليها شرطا للعودة الى المفاوضات المباشرة.وقال نتنياهو "اننا ننوي المضي قدما بشكل جدي ومسؤول، تمهيدا للتوصل الى اتفاق سلام يستند الى ثلاثة مبادىء. قبل كل شيء لا بد من الاعتراف باسرائيل كدولة للشعب اليهودي، وبان يتضمن الاتفاق اشارة الى انهاء النزاع». واعتبر نتنياهو ان اعترافا من هذا النوع سيتيح استبعاد «طلبات اضافية» في اشارة ضمنية الى مطالبة الفلسطينيين بـ«حق العودة» للاجئين الفلسطينيين الى اراضي العام 1948.
وتعتبر اسرائيل ان اي عودة محتملة لهؤلاء الفلسطينيين ستقضي على الطابع اليهودي للدولة العبرية. وتابع نتنياهو «لابد من التوصل ايضا الى ترتيبات امنية ملموسة على الارض تضمن الا يحصل في الضفة الغربية ما حصل في لبنان وغزة بعد الانسحاب الاسرائيلي» في اشارة الى استهداف اسرائيل بصواريخ من هذين المنطقتين.واضاف نتنياهو «انا واع للصعوبات ولا اقلل من اهميتها الا ان المسألة الاساسية هي معرفة ما اذا كان الطرف الفلسطيني مستعدا للتقدم نحو سلام يحمل حلا للنزاع الى اجيال عدة». ويطالب الفلسطينيون باعتراف اسرائيل بحق العودة للاجئين الفلسطينيين مع الموافقة على مناقشة ترتيبات هذا الطلب. كما حذروا من ان اي استئناف للنشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية سيؤدي الى وقف فوري للمفاوضات.و ينتظر واشنطن عام حافل تأمل ان تبرم خلاله اتفاق سلام اسرائيلي فلسطيني. وسيواجه الرئيس الامريكي باراك اوباما انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في الثاني من نوفمبر وربما يسعى لاعادة انتخابه لولاية ثانية في عام 2012 بينما يلعب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الوقت الضائع لان ولايته انتهت بالفعل فيما يمكن ان ينهار ائتلاف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو القائم على توازن دقيق في اي وقت. ويبدأ العد التنازلي يوم الخميس المقبل حين يجتمع نتنياهو وعباس في واشنطن في أول محادثات سلام مباشرة منذ عام 2008 .
وعند اعلانها نبأ المفاوضات قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون انها تعتقد ان القضايا الرئيسية والتي تشمل الحدود والمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ومصير اللاجئين الفلسطينيين يمكن تسويتها خلال عام. وسيأتي أول اختبار للمفاوضات الجديدة في وقت مبكر في 26 سبتمبر حين ينتهي العمل بالوقف المؤقت والمحدود لانشطة الاستيطان في الضفة. وينتظر الجميع هذا التاريخ حين ينتهي العمل بقرار تجميد بناء المستوطنات على مدار عشرة أشهر والذي استثني نحو ثلاثة الاف وحدة سكنية يجري تشييدها بالفعل في الضفة الغربية كما استبعد القدس الشرقية.وهدد عباس بالانسحاب من المحادثات اذا استؤنف النشاط الاستيطاني بينما يعتمد ائتلاف نتنياهو على دعم احزاب صغيرة موالية للمستوطنين تحرص على التوسع في البناء.
وقال دانييل ليفي من مؤسسة امريكا الجديدة وهي معهد بحثي ان النتيجة الاكثر احتمالا نوعا من التحايل بين مد التجميد الحالي لتتقلص عمليات البناء في الضفة الى صفر بينما يستكمل بناء ثلاثة الاف وحدة بشكل تدريجي او الغاء قرار التجميد كليا مما يؤدي لتخلي عباس عن المحادثات.والمح ليفي وغيره من المحللين لنتيجة اخرى وهي تعديل قرار التجميد الحالي بما يسمح ببعض عمليات البناء الاضافية في الضفة لارضاء الشركاء اليمينيين في ائتلاف نتنياهو.
المصدر
جريدة الرايه
المفضلات