"بسكشهيرا " أمرأة متزوجة من شاب " على الطريقة التقليدية ،، وكانت كل ماتحلم به ان تنجب طفله
او طفل يملأ حياتها ،، وفعلا بعد مضي سنه من زواجهم انجبت طفلة " خديج " اخبروها بأنها تعاني من
بعض المضاعفات بسبب الولادة المبكرة وقد يكون نموها متأخراً او فهمها بطيء جداً ..وقد تعاني من
مشكلة بالنطق او اي صعوبات اخرى بالمشي والزحف ....الخ !!
بسكشهيرا عاشت اول شهرين بحالة نفسية مريرة جداً حيث لم تتمكن من الوصول اليها واحتضانها
والقيام بتحميمها بنفسها كأي أم ترغب بالتجربة ...ولم يسمح لها بذلك الا حينما بلغت ابنتها بضعة
اشهر ... وشعرت بسكشهير بأن ابنتها لاتسمع حيث " تنادي عليها ولا تلتفت اليها ،، او احياناً اخرى
تقوم " بالخششه او رج الدمى لاصدار بعض الاصوات الا انها لاتعيرها اي اهتمام ،، بل كانت تنظر
الى السقف وتبتسم او تضحك بقوة كــ طفلة معاقة " ...!!
فاجبرت ابيها ان يذهب بها الى المشفى حتى تقوم بفحصها لتتأكد من سلامتها ،، فطمأنها الطبيب
قائلاً : ان ابنتك ِ على مايرام ولا داعي للوسوسه ،، !!
حينما رجعت الى المنزل اخبرت زوجها بأن ابنتها " عمياء " حيث لاتلتفت اليها او تحاول النظر
الى الاشياء ...او ربما صماء ...فقال لها : سنذهب الى طبيب اخر لنتأكد من سلامتها ...وفعلاً ذهب
بها الى عيادة خاصة ،، فقال الطبيب : لااستطيع ان احكم على حالتها ربما لديها " عدم مبالاة بالاشياء
بسبب نموها البطىء " فأرجو الاهتمام اكثر بها والصبر عليها ولاتتسرعو بأي وصف للحالة فقد
تكون حالتها طبيعية وليست بالضرورة ان يكون كل طفل يشبه الاخر ...!!
ومرت الايام ولازالت بسكشهيرا تراقب ابنتها فشعرت ان ابنتها مختله عقلياً ...حيث تبكي فجأة ،،
واحياناً تضحك ،، ولاتحاول امساك اي شيء ،، او محاولة الزحف او الجلوس كــ البقية !!
فحاول زوجها بأن يطمئنها بأن ابنتهم بخير وماتمر به امر عادي ولا داعي للقلق ،، الا انها اصرت
على اجراء اكثر من فحص لها ...واكتشف بالاخير بأن لديها لين عظام ،، ومشكله في الاعصاب !!
وهذه الحالات تعالج ببعض الادوية ،، تم وصف الدواء لها واستمرت على العلاج وبعد مرور سنة
كاملة على عمرها ...رأتها تجلس بعد جهد جهيد وتمسك بعض الاشياء ،، لم تصدق مارأت ..
اصبحت تبكي وتصرخ قائله : ابنتي انتي على مايرام ،، هل تفهميني ؟؟
هل تشعرين بمن حولك ِ ؟ الكل يظن بأنك ِ معاقة او مختله عقلياً ؟؟
لااستطيع ان تحمل رؤيتك ِ هكذا ...
فجأة نظرت الطفلة " الوديعه " امها وكأنها تراقب شفتاها وهي تتكلم وتحاول التمتمه ،،
فصارت تقول لها : بابا ،، قولي : دادا ...يالله ياشطورة !!
فلم تنطق ولا بكلمة ،، فانقهرت الام كثيراً ،، فجاء زوجها من العمل فجأة فأخبرته
بأن الطفلة : خرساء ،، انها لاتتكلم !!
فضحك قائلاً : لاحول ولا قوة الا بالله ...مرة عمياء ومرة صماء ،، هالمرة خرساء !!
فأخذت بسكشهيرا بالبكاء والصراخ في وجه قائلة : انك لاتشعر بي ..لم اعد احتمل
ذلك ... ان ابنتي مختلفه عن البقية ،، وكلما خرجت بها الكل ينظر اليها وكأنها طفله
معاقة ويظن البعض بأنها مشكلة يجب علاجها !!
" الزوج لم يعلق على الموضوع لشدة ايمانه بالله وتعلقه بالبنت مهما يكن مصيرها " !!
بعد مرور سنتين استطاعت " الطفلة " التحدث بطلاقة وبشكل فضيع جداً ...فقد تركتها امها
ذات مرة على احدى الافلام الكرتونية ...فسمعتها فجأة تقول : ماما ،، بابا !!
لم تصدق ماسمعت اذناها لدرجة بأنها اتصلت على زوجها في عمله ،، وقامت بتسجيلها
لكي تسمع عائلتها ويصدقوها جميعاً بأن الطفلة بخير !!
اخيراً الطفلة شعرت بمن حولها بعد مرور سنتين فصارت تزحف وتتحدث اكثر
وتحاول تعلم بعض الاشياء ووضع الاشياء في فمها ...وبعض الاشارات كــ المصافحة
والتوديع والحضن والقبلات ..الخ !!
واهتم بها والدها كثيراً ..حتى انه اهمل بعض اعماله حتى يقضي وقتاً اطول معها ،، وبينما
هو يلعب معها مرة فوجىء ببعض الدماء تسيل من قدماها وهي تزحف ...ومع ذلك لاتبكي !!
فحضنها بقوة وحاول ايقاف الدماء بوضع بعض " اللفائف البيضاء " وكانت تهش وتضحك
في وجهه كالطفلة البريئه ولا يهمها شيء ...فرأت الواقعه والدتها فقامت بالصراخ والبكاء
فقال لها : أهدأي لقد اخفتي الطفلة ،، لقد جعلتها تبكي ..انها على مايرام !!
ربما جرحت بعض اصابعها والامر طبيعي ...لاداعي للقلق !!
فقالت له : لا الامر ليس طبيعياً ...بالامس وقفت " على وعاء ساخن " ولم تبكي ،، فاستغربت
الامر وظننت بأنها معجزة حيث لاتشعر بالحرارة واليوم تنزف ولا تشعر كذلك ...ربما ابنتي لاتشعر
بجسمها ...ارغب بالذهاب بها الى الطبيب حالا ليشرح لي الحاله !!
انزعج والد الطفله كثيراً من تصرف الوالده وقال لها : حسناً سنذهب حتى تتأكدي ان الطفله
بخير وكل ماتفكرين به مجرد وساوس لااساس لها من الصحة !!
وفعلاً ذهبا الى اقرب مستوصف واستغرب الحاله ومن ثم قال : ربما لديها مشكله بالاعصاب
او بالمخ ... ولكن انتبهو اكثر على ابنتكم !!
وفجأة نطقت الطفله امامه قائله : شكرا ،، ومن ثم قامت بالتصفيق !!
الطبيب اخذته الدهشه وكاد ان يغمى عليه ..لاول مرة يسمع كلمة شكراً من طفله
نطقتها بشكل سليم وواضح وكأنها تفهم مايقال وتسمع مايدور حولها !!
خرجا من العيادة وحضن والد الطفله زوجته وقال لها : أطمأني ..هل رأيتي
ان ابنتك ِ بحاجة للوقت فقط ؟؟ ..وانت محتاجه للصبر حتى تتعودي على الامر
فكل شيء سيكون على مايرام !!
وما ان صار عمر الطفله " ثلاث سنوات " فوجىء الاقرباء بدقة سماعها ونطقها
وحفظها لبعض الابيات الشعرية وبعض ايات القران ..والادعية والاذكار !!
وبالاضافة الى ذلك فوجىء اهل الطفله " ابويها " حينما كان الاب ذات يوم يستمع
لاحدى الاغاني في منزله تقول له : بابا الاغاني حرام ..بكره بتروح النار !!
اخذته الدهشه وفي نفس الوقت ابتسم قائلاً : حسناً ..ماذا تريدين ؟؟!!
قالت له : هيا الى الصلاة !!
فاصطحبته الى المصلاة ووضعت السجادة له قائله : الله اكبر
فصارت تراقب ابيها وهو يركع فتركع ويقوم فتقوم ،، ويسجد فتسجد وهكذا ...
حتى انها الصلاة فقام بتقبيلها وحضنها بقوة وشكر الله كثيراً على هذه النعمه !!
وقال لوالدتها : ان الله اكرمكِ بطفلة قد يكون لها شأن عظيم عند الله والعالمين !!
فبكت وقالت : الحمدلله رب العالمين ...انا فخورة بها جداً ..من بعد ما كنت اخجل
من الخروج بها امام اهلي وغيرهم ...فســ بحان الله اراد ان يريني شيئاً من اياته !!
المفضلات