واشنطن: مرجعية المباشرة تحددها الأطراف المشاركة
رام الله -وكالات- أكد مسؤول امريكي أمس ان تحديد مرجعيات المفاوضات المرتقبة بين الفلسطينيين والاسرائيليين مطلع الشهر المقبل امر عائد الى المشاركين فيها، وذلك في رد غير مباشر على القلق الذي أبداه الفلسطينيون من غياب اي اشارة الى تلك المرجعيات في دعوة واشنطن لاستئناف المحادثات.وقال المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه خلال لقاء مع صحفيين فلسطينيين في رام الله "موقف الادارة الامريكية واضح، وهو بأن مرجعية المفاوضات تقررها الاطراف التي تشارك في هذه المفاوضات".
وكانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون اعلنت الجمعة استئناف مباحثات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين في الثاني من سبتمبر في واشنطن مشيرة الى ان هذه المفاوضات يمكن ان تنتهي خلال عام وانها ستجري "دون شروط مسبقة".وتزامنت دعوة كلينتون مع بيان للجنة الرباعية المؤلفة من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة تدعم فيه استئناف المفاوضات المباشرة لوضع حد "للاحتلال الذي بدا عام 1967" وتشير فيه الى بياناتها السابقة التي دعت فيها الى تجميد الاستيطان الاسرائيلي.
الا ان كلينتون لم تشر الى بيان الرباعية او الى مرجعيات المفاوضات او الى الاستيطان،ما يزيد من خشية الفلسطينيين من قيام اسرائيل باستئناف الاستيطان بعد تاريخ 26 سبتمبر الذي تنتهي فيه فترة العشرة اشهر التي التزمت خلالها بتجميد جزئي للبناء الاستيطاني.
ورغم اعلانها الموافقة على بدء المفاوضات، تطالب القيادة الفلسطينية بان تستند الى المرجعية الدولية،وبما فيها الاتفاقيات والمبادرات التي اطلقت بعد اتفاقية اوسلو عام 1993. وحذر المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة من استغلال إسرائيل للمفاوضات المباشرة والانحراف بها عن مسارها الذي وضعته اللجنة الرباعية الدولية وخاصة ما يتعلق بقضايا الحل النهائي والقدس.
وقال أبوردينة، في تصريح لصحيفة "الوطن" السعودية في عددها الصادر أمس،إن "المفاوضات ستشمل جميع قضايا الحل النهائي وعلى رأسها القدس ولا يمكن تجزئة المفاوضات أو النقاشات فكل قضايا المرحلة النهائية ستكون على الطاولة".وأضاف " ملتزمون بسلام حقيقي إذا ما وجدنا شريكا إسرائيليا يريد سلاما عادلا وشاملا وإنهاء الاحتلال الذي وقع عام 1967 وعلى رأسه القدس".وتابع "على الجانب الإسرائيلي أن يثبت أنه جاد في إنهاء الاحتلال الذي وقع عام 1967" ،مشددا على أن الجانب الإسرائيلي مطلوب منه أن يثبت مصداقيته والتزامه بسلام عادل وشامل.
وحذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رسالة الى وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون من ان اسرائيل و"في حالة استمرارها في النشاطات الاستيطانية فإنها تكون قد قررت وقف المفاوضات التي لا يمكن استمرارها إذا ما استمر الاستيطان".واعتبر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الاثنين ان مفتاح نجاح المفاوضات "بيد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في حال قرر وقف الاستيطان والالتزام بالمرجعيات الدولية".
وفيما يتعلق بما تطالب به القيادة الفلسطينية من وقف تام للانشطة الاستيطانية،قال المسؤول الامريكي "موقف الادارة الامريكية كان واضحا ولا زال، بان الانشطة الاستيطانية ومواصلة اعمال الاستيطان غير شرعي".واضاف "ونحن ضد اي اعمال من الطرفين من شأنها ان تقوض المساعي الهادفة الى تحقيق نتائج في المفاوضات" الا انه تجنب دعوة اسرائيل بشكل واضح الى وقف البناء الاستيطاني.
وكان المتحدث باسم الخارجية الامريكية فيليب كراولي اكد مساء الاثنين ردا على التصريحات الفلسطينية ان "الاستيطان وقرار التجميد كانا موضوع نقاش وسيكونان موضوع نقاش عندما يلتقي القادة الفلسطينيون والاسرائيليون بوزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في 2 سبتمبر".واضلف كراولي "نحن ندرك الموقف الفلسطيني تماما"،مضيفا انه عندما تستأنف المفاوضات"نامل ان يفعل الجانبان كل ما في وسعهما لايجاد بيئة تسمح باستمرار المفاوضات بشكل بناء".
المصدر
جريدة الرايه
المفضلات