الفلسطيني طاعن الأمريكيين بالسكين ملاحق بالجرم نفسه في إسرائيل
سرايا - برزت في الساعات القليلة الماضية معلومات جديدة عن الياس أبو العظام، الشاب الفلسطيني المعتقل في الولايات المتحدة بشبهة ارتكابه لسلسلة من جرائم القتل والاعتداءات طعنا بالسكين، ومنها أنه قام قبل 6 أشهر بالشيء نفسه في إسرائيل، بحسب ما ظهر مما تطرقت إليه وسائل إعلام أمريكية تتابع قصته.
أما عائلته ومعارفه، وهم مثله من عرب 48 ويقيمون في مدينة الرملة المجاورة لتل أبيب، فتحدث بعضهم إلى "العربية.نت" عبر الهاتف ليلة الجمعة 13-8-2010 وجميعهم استغربوا ما سمعوه عنه من أخبار، في ما اعتبر ابن عمه، واسمه الياس أبو العظام أيضا، أن إلصاق التهمة بابن عمه "هي مؤامرة استهدفته للتغطية على فشل الشرطة الأمريكية باعتقال القاتل الحقيقي" على حد تعبيره.
وأول من اتصلت بهم "العربية.نت" هي شقيقته غلاديس، وهي معلمة مدرسة تابعة لجمعية القديس جوارجيوس الأرثوذكسية في الرملة، التي تحدثت "العربية.نت" إلى رئيسها أيضا، كما وإلى أحد معارف الياس أبو العظام هناك، وهو ميخائيل سنوس.
ويبدو أن غلاديس قرأت التقرير الذي نشرته "العربية.نت" أمس عن شقيقها البالغ من العمر 33 سنة، لذلك ما أن أخبرتها بأني فلان الفلاني حتى كان الجواب منها كيديا ومؤذيا، فقد أقفلت الخط بأسرع من الصوت، ولم تعد ترد من الجانب الآخر على رنين هاتفها النقال.
واتصلت "العربية.نت" برئيس الجمعية التي تعمل فيها غلاديس معلمة بمدرستها في الرملة، وهو ميشال قشير، فروى أنه لا يعرف عن الياس أبو العظام، الحاصل على الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية، الشيء الكثير، وذكر أنه لم يره إلا مرتين "حين كان يأتي من أمريكا ليزور أهله في الرملة ووالدته بشكل خاص" كما قال.
وروى قشير أنه كان يعرف والده، فيليب أبو العظام، فوصفه بأنه كان رجلا طيبا ويملك دكانا للبقالة والسمانة في الرملة "وحين توفي قبل 30 سنة ترك عائلته من دون معيل، وهي من الأم والبنات الخمس وصغير العائلة الياس، وجميعهم على حد علمي كافحوا في الحياة وربوا أنفسهم بأنفسهم وهم من خيرة العائلات عندنا. أما عن الياس فأعرف أنه سافر منذ 18 سنة تقريبا إلى الولايات المتحدة حيث تقيم شقيقته ميرفت".
تابع قشير فقال: "حين زار الياس الرملة آخر مرة، وكان ذلك منذ 6 أشهر تقريبا، فإني رأيته شابا طبيعيا ولم ألحظ عليه أي تصرف غريب". وقال إن كل أخوات الياس يعملن في إسرائيل، فواحدة تقيم في القدس واسمها بديعة. أما الأخرى فاسمها ديانا وتعمل حلاقة نسائية في تل أبيب، إلى جانب ليندا التي تعمل في بنك بحيفا.
إسرائيل: قبل 6 أشهر طعن صديقه في الرملة
ثم تحدثت "العربية.نت" إلى الياس أبو العظام، ابن عم المعتقل الذي يحمل الاسم نفسه، فقال عن ابن عمه إنه الذكر الوحيد في العائلة وأصغر أخواته، وأن والدته هيام أبو العظام لا تعمل، وأن الياس يزور أهله دائما من أمريكا "وآخر مرة زارنا كانت في فبراير (شباط) الماضي، وكان طبيعيا جدا كعادته، لذلك لا تصدق هؤلاء الأمريكان، فقد اعتقلوه لتلبيسه جرائم ارتكبها سواه" كما قال.
وشرح ابن العم هذه النظرية فقال إن الشرطة الأمريكية التي عجزت برأيه عن اعتقال القاتل الحقيقي ألصقت التهمة بابن عمه "لذلك اعتقلوه، وقد اتفقنا هنا في الرملة مع محام إسرائيلي شهير جدا وله علاقة بمكتب محاماة في أطلنطا للدفاع عن ابن عمي، وإن شاء الله تظهر براءته" مشيرا أن المحامي الذي أوكلوا إليه الدفاع عن الياس أبو العظام في أطلنطا هو العربي الأصل ادوار زينة.
اتصلت "العربية.نت" أيضا بميخائيل سنوس في الرملة، وهو أيضا من معارف الياس أبو العظام، فعبر عن اعتقاده بأن الشاب بريء أبو العظام بريء مما ألصقوه به من شبهات واتهامات. وقال سنوس: "لا أعتقد أن أبو العظام هو مرتكب تلك الجرائم، فهو إنسان طبيعي في كل شيء" وفق تعبيره.
وظهرت من إسرائيل معلومات جديدة مصدرها شرطة الرملة التي زودت نظيرتها بولاية جورجيا الأمريكية بملف قضائي عن الياس أبو العظام ظهر فيه أنه طعن بالسكين صديقا له اختلف معه في موقف للسيارات خلال زيارته الأخيرة للمدينة بفبراير (شباط) الماضي "لكن صديقه المطعون رفض التعاون مع الشرطة التي اضطرت إلى إقفال الشكوى" بحسب ما ورد في رسالة الشرطة الإسرائيلية، وهي معلومة نشرتها صحيفة "فلينت جورنال" الأمريكية فجر السبت 14-8-2010 في موقعها على الإنترنت.
ونشرت الصحيفة معلومات عن مثول الياس أبو العظام أمس الجمعة أمام القاضي ريتشارد هيكس في مدينة أطلنطا، عاصمة ولاية جورجيا، فقالت إن أبو العظام طلب أن يبقى في أطلنطا بدلا من نقله إلى مدينة فلينت بولاية ميتشيغن، حيث يواجه فيها تهمة شبه ثابتة عليه بمحاولة قتل شاب أمريكي حين سدد له بالسكين طعنات غير قاتلة في 27 يوليو (تموز) الماضي، ما حمل المطعون على البقاء في المستشفى للعلاج طوال أكثر من 3 أسابيع "لكن عملية تسليمه من أطلنطا في جورجيا إلى فلينت في ميتشيغن قد تستغرق أشهرا عدة وقد تمتد إلى العام المقبل تقريبا" وفق قول الصحيفة.
كان يتعمد قتل الأمريكيين الأفارقة
ويشتبهون بأن أبو العظام قام في ولايات ميتشيغن وأوهايو وجورجيا، وخلال 3 أشهر بدءا من مايو (أيار) الماضي، بارتكاب 5 جرائم قتل طعنا بالسكين، إضافة إلى 13 اعتداء تم تصنيفها كمحاولات قتل بالسكين أيضا، وجميعها استهدف فيها أمريكيين من السود الأفارقة بشكل خاص، باستثناء اعتداءين استهدف بهما اثنين من البيض، وأن أصغر ضحاياه كان عمره 15 وأكبرهم 67سنة.
وكان أبو العظام، الذي تزوج من أمريكية طلقها في 2007 بعد العيش معها 3 سنوات من دون أن يرزق منها بأولاد، يهم بمغادرة جورجيا ليل الأربعاء الماضي إلى تل أبيب على متن طائرة تابعة لشركة دلتا الأمريكية للطيران، وقبل دقائق من صعوده إلى الطائرة انقض عليه 6 عناصر من شرطة المدينة وسيطروا عليه واقتادوه مكبلا بالأصفاد إلى مركز للاحتجاز، فمثل الجمعة أمام قاض أوضح له ملابسات اعتقاله من دون أن يوجه إليه أي تهمة حتى الآن، فبقي مصنفا كمعتقل من باب الاحتياط حتى ثبوت براءته أو إدانته، وربما يحكمون عليه بالمؤبد تقريبا، إلا إذا ثبت ما يرجحون، وهو أنه مصاب بعلة نفسية حملته على قتل من لا يعرفهم ولا يعرفونه، ومن دون أي سبب.
واعتاد أبو العظام ارتكاب جرائمه بطريقة خاصة ابتكرها، فقد كان يطلب من أي شخص يراه مارا مثله في الليل بشارع مقفر مساعدة ما، كأن يسأله مثلا أين يقع الشارع الفلاني أو شيء من هذا القبيل، وعندما كان المار يلبي طلبه ويدير ظهره ماشيا في سبيله، فإن أبو العظام كان يسرع بسحب سكين يخفيه عادة بين ملابسه ثم يهاجمه من الخلف مسددا ما تيسر من الطعنات حتى يراه مضرجا بالدم أمامه، ومن بعدها يلوذ فارا وسط العتمة بكل دم بارد.
المفضلات