المالكي: دور واشنطن العسكري انتهى بنجاح
بغداد – وكالات: أكد رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي امس خلال استقباله وفدا من الكونغرس الامريكي في بغداد ان المرحلة العسكرية للولايات المتحدة انتهت بنجاح، في اشارة الى انسحاب اخر الوحدات الامريكية المقاتلة.
ونقل بيان صحفي عن المالكي قوله نريد تعميق العلاقات ضمن اتفاقية الإطار الاستراتيجي لان المرحلة العسكرية انتهت بنجاح من خلال اتفاقية سحب القوات التي كانت متميزة من خلال التطبيق الصحيح والالتزام من قبل الطرفين.
واضاف ولدينا الرغبة في تطوير العلاقات في الجوانب الاقتصادية والزراعية والتجارية والعلمية. وكانت اخر الوحدات القتالية الأمريكية انسحب من البلاد الأسبوع الماضي. واكد المالكي خلال لقاء الوفد الأمريكي في مكتبه امس حرص الحكومة العراقية على تطوير العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية في مختلف المجالات وتفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي ودعا رئيس الوزراء الشركات الأمريكية الى المشاركة في عملية الاعمار والاستثمار ودعم الاقتصاد العراقي وتطوير قطاعات الكهرباء والطاقة والنفط والتعليم والمجالات الاخرى.
وحول موضوع تشكيل الحكومة التي طال انتظارها، قال ان "الحكومة ستتشكل والامور بدأت تتضح باتجاه تشكيلها وان المهم أن يكون التشكيل مبني على اسس صحيحة". وكانت تقارير صحفية متضاربة اكدت ان المالكي توجه امس الى دمشق للقاء منافسه اياد علاوي زعيم القائمة العراقية، لبحث تشكيل الحكومة برعاية سورية. لكن مستشار المالكي علي الموسوي، اكد ان المالكي موجود في البلاد ولم يقم بزيارة سوريا ولا اي دولة عربية او اجنبية خلال هذه الفترة".
الى ذلك و منذ أشهر لم يعد يشغل بال اللفتنانت سيدني ليزلي حماية قوافل الجيش الامريكي في العراق من التفجيرات وهجمات المسلحين بل حزم المعدات وتحميل الشاحنات والعودة للديار في بدفورد بولاية فرجينيا. كانت كتيبته -وهي الكتيبة الاولى من فوج المشاة 116- تسير قوافل عسكرية في انحاء العراق ولكنها الان بين الاف القوات التي تنسحب من العراق فيما تخفض الولايات المتحدة عدد قواتها هناك الى 50 ألفا بحلول 31 اغسطس موعد انهاء عملياتها العسكرية في البلاد. وتنطوي عملية سحب القوات الامريكية من العراق بعد حرب دامت سبعة أعوام ونصف العام على احد أكبر التحديات اللوجيستية في تاريخها.
وقال اللفتنانت جنرال وليام وبستر قائد الجيش الثالث الذي يشرف على سحب المعدات في بيان انها أكبر عملية منذ الاستعداد للحرب العالمية الثانية. واعيد نشر نحو مئة ألف جندي امريكي خلال الاشهر الثمانية عشر الماضية ونقل عدد كبير الى أفغانستان حيث تتصدى قوات يقودها حلف شمال الاطلسي لتمرد طالبان.
وخرجت نحو 2ر2 مليون قطعة من المعدات من بينها الاف الدبابات وحاملات الجند المدرعة والشاحنات من البلاد واغلقت أكثر من 500 قاعدة من بين 600 قاعدة عسكرية بعضها في حجم مدن صغيرة أو سلمت للعراقيين.
واعتبرت معدات يقل عددها عن مليون بقليل وتصل قيمتها الى 151 مليون دولار فائضة عن احتياجات الجيش الامريكي وجرى التبرع بها لقوات الامن العراقية. وتشمل المعدات أشياء مثل سيارات الدفع الرباعي والهمفي ومكيفات الهواء. ويقول ليزلي ان وحدته المتمركزة في قاعدة ادير للعمليات المتقدمة بالقرب من الناصرية على بعد 300 كيلومتر جنوبي بغداد نقلت وحدها معدات بقيمة 20 مليون دولار على الاقل.
وفي قاعدة ادير وهي قاعدة جوية ضخمة ترجع لعهد الرئيس الراحل صدام حسين قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 تعمل الوحدات اللوجيستية ليل نهار كي يلتزم الجيش الامريكي بالجدول الزمني لانسحابه. وقال اللفتنانت كولونيل سكوت سميث قائد الكتيبة الاولى من الفوج 116 ان كتيبته أعدت نحو 200 مركبة للمغادرة.
وقال هو ينتظر طائرة تقله الى الكويت انه عدد ضخم من المعدات. وفي كل يوم خلال الاسابيع الماضية قطعت قوافل تضم 40 شاحنة وحاملة جند او اكثر مئات الكيلومترات جنوبا في الصحراء في طريقها الى الكويت من حيث انطلقت القوات الغازية للعراق. وتفضل القوافل السير ليلا كي يكون الطريق غير مزدحم ولتقليص خطر الهجمات بقنابل مزروعة على الطريق ولكن مع ضخامة حجم المعدات التي ينبغي نقلها تسير القوافل في النهار ايضا رغم شدة حرارة الصيف.
وقتل أكثر من 4400 جندي امريكي في العراق منذ الغزو. وبصفة عامة تراجعت أعمال العنف التي بلغت ذورتها ابان الاقتتال الطائفي في عامي 2006 و2007 ولكن لازالت البلاد تشهد تفجيرات متكررة مما يجعل مهمة حماية القوافل الامريكية مهمة خطيرة.
وقال السارجنت كيفين ستيوارت رحلات القوافل يمكن أن تستغرق ثماني ساعات. استغرق بعضها 16 ساعة دون توقف. واتفق معه السارجنت باري كرتيس قائلا الاسترجاء غير وارد على الطريق. وستكون مهمة الالوية الامريكية الستة التي ستبقى في العراق قبل الانسحاب الكامل في 31 ديسمبر 2011 تقديم المشورة والدعم لقوات الجيش والشرطة العراقية. ويقول مسؤولون عسكريون امريكيون ان ذلك لا يعني انها لن تواجه مهام قتالية.. فهي ستظل مسلحة تسليحا كاملا وستكون على اهبة الاستعداد للدفاع عن نفسها عند الضرورة. لكن مسؤولية التصدي للمسلحين السنة والميليشيات الشيعية ستلقى على عاتق قوات الامن العراقية بالكامل.
ولا يزال العنف منتشرا بالبلاد اذ زاد عدد القتلى المدنيين في يوليو للمثلين تقريبا مقارنة بالشهر السابق حسب بيانات الحكومة العراقية. وواصل المسلحون هجماتهم في اعقاب الانتخابات التي جرت في مارس اذار ولم تسفر عن فائز واضح ولم تتمخض عن حكومة جديدة حتى الان. ويعد خفض عدد القوات الامريكية ضربة قوية للشركات في الكويت المجاورة التي أحدث فيها غزو العراق طفرة بفضل عقود توريد اغذية لالاف الجنود والدبلوماسيين والمتعاقدين الامريكيين.
وأحد الامثلة البارزة شركة اجيليتي الكويتية التي كانت شركة صغيرة تعرف باسم شركة المخازن العمومية وأصبحت بين عشية وضحاها أكبر شركة تموين وامداد في الخليج وحصلت على مليارات الدولارات من عقود التوريد الامريكية. وظلت قوافل الشاحنات تخرج على مدى سنوات من مجمع مخازن قرب مدينة الكويت الى الطريق الرئيسي المؤدي العراق.
واضيرت اسهم اجيليتي لسنوات نتيجة مخاوف بشأن ضياع صفقات التوريد الامريكية قبل الانسحاب العام المقبل. وفي قاعدة علي السالم الجوية في الكويت الى الجنوب من الحدود العراقية تصطف طائرات نقل من طراز سي-130 بينما يجلس جنود في خيمة ضخمة مكيفة يتابعون مباريات كرة القدم الامريكية او ينامون الى حين اقلاع طائراتهم بينما حقائبهم مكومة خارج الخيمة.
ويتجاهل كثيرون الوجبات الجاهزة التي يوزعها الجيش ويتوجه البعض مباشرة لاحد مطاعم بيتزا هت في القاعدة. وربما يكون البعض في طريقه لحرب مختلفة في افغانستان الا ان كثيرين سيعودون الى حياتهم الطبيعية.
وسيستأنف اللفتنانت ارون بنيكامب الذي يقود فصيلة دراسته بكلية الحقوق. ويقول وهو يبتسم سعيدا بانتهاء مهمته في العراق يمثل الجلوس في قاعة دراسة وقراءة الكتب تغييرا شاملا. وهو سعيد بانتهاء مهمته في العراق. ويضيف انه كان الامر ممتعا لقلة قليلة جدا أما الغالبية العظمى فجاءت الى هنا لمجرد تنفيذ الاوامر.
المصدر
جريدة الرايه
المفضلات