المهدي: الخلاف على نتائج الاستفتاء سوف يؤجج نيران الحرب
الخرطوم- عادل أحمد صديق:
طالب زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي بإسناد إدارة الاستفتاء الى جهة دولية من دول محايدة تحت مظلة الأمم المتحدة. وأوضح المهدي أن الخلاف على نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في السودان ابريل الماضي أفسد المناخ السياسي في السودان، محذرا من أن الخلاف على نتائج الاستفتاء سوف يؤجج نيران الحرب، واكد أن مفوضية الاستفتاء ولدت مشلولة، ولا يرجى أن تدير استفتاءً حراً نزيهاً تقبل نتائجه كل الأطراف، واوضح في حفل افطار رمضاني نظمه حزبه لوداع السفير المصري في الخرطوم عفيفي عبد الوهاب،امس، بمناسبة انتهاء فترة عمله أن بعض التيارات الشمالية تدعو الى الوحدة باعتبارها مصلحة اسلامية، أو عربية، أو شمالية، واعتبرها مرافعة خاطئة، وستكون لها نتائج عكسية، وذكر في المقابل أن في الجنوب تيارات تشترط استمرار الوحدة في مقابل تخلي أهل الشمال عن انتمائهم الاسلامي والعربي. وأكد المهدي أن الحديث عن اعلان انفصال الجنوب من برلمانه قياساً على تجربة 1955م أنه لا يجدي، وأشار إلى الخلاف الحاد حول نتائج الانتخابات بجانب أن الخيار في 1955م كان بين سيادة أجنبية ووطنية مؤكداً أن الاختيار الآن بين سيادة وطنية مشتركة أو سيادة وطنية منفصلة ينبغي أن تتوفر لها الحرية والنزاهة وقبول الكافة.
ودعا المهدي الى العمل من أجل خيار أفضل وهو وحدة عادلة باستحقاقاتها، أو خيار التوأمة بشروطها، مشددا على ضرورة حشد الطاقات الفكرية والسياسية والدبلوماسية لتجنب طريق الحرب،واعتبر ذلك هدفا راجحا اذا توافرت ارادة سياسية، «فالتاريخ يثبت أن أكثر الحروب التي أحرقت الأخضر واليابس كان بالامكان تجنبها». واضاف إن السودان يترنح نحو انقسام وشيك، وحذر من أطروحات رائجة في الخرطوم وجوبا محملة بالتعصب وسوء الفهم ونفي الآخر، ستجر البلاد حتماً نحو اقتتال ودمار شامل. وأضاف المهدي إن المطلب الصحيح هو مدنية الدولة، وحرية الأديان، وتعددية الثقافة، ولا مركزية الحكم، وعدالة المشاركة في السلطة والثروة، والتعبير السياسي والدستوري عن هذه الحقوق، وشدد على ضرورة طمأنة الجنوبي في الشمال والشمالي في الجنوب على حسن المعاملة وعلى الحريات الأربع، وعلى أن الانفصال لا يعني طلاقاً بائناً، وقال إن النهج الصحيح إزاء استفتاء تقرير المصير هو مرافعة يقوم بها كيان قومي سوداني ذو صدقية فيما يقول في دعوته إلى هيكلة عادلة للوحدة، أو توأمة توافقية بين جارين، وفي الحالتين فإن النتيجة تنسجم مع تطلع كونفدرالي واسع.
وقال المهدي: إن فكرة تقرير مصير الجنوب، والانفصال المحتمل، تعبران عن رفض وضع سياسي طرأ نتيجة اخفاق في ادارة التنوع بلغ مداه عندما تولاه تحكم أيديولوجية أحادي طارد،موضحا أن بعض التيارات الشمالية تدعو الى الوحدة باعتبارها مصلحة اسلامية، أو عربية، أو شمالية، واعتبرها مرافعة خاطئة، وستكون لها نتائج عكسية، وذكر في المقابل أن في الجنوب تيارات تشترط استمرار الوحدة في مقابل تخلي أهل الشمال عن انتمائهم الاسلامي والعربي.
واعتبر المهدي أن المطلب الصحيح هو مدنية الدولة، وحرية الأديان، وتعددية الثقافة، ولا مركزية الحكم، وعدالة المشاركة في السلطة والثروة، والتعبير السياسي والدستوري عن هذه الحقوق، ورأى أن الموقف الصحيح هو بيان مضار الانفصال للجنوب والشمال ومنافع الوحدة بموجب هيكلة عادلة، وترك الخيار للناخب الجنوبي دون إكراه ودون تخوين لخياراته .
المصدر
جريدة الرايه
المفضلات