كثف الجيش الباكستاني عمليات مساعدة منكوبي الفيضانات الذين ارتفع عددهم إلى نحو عشرين مليون متضرر, مما جعل منظمة الأمم المتحدة تطلق نداء لإرسال مساعدات عاجلة للمناطق المنكوبة, في حين قالت باكستان إنها لن تسمح بمشاركة المنظمات المحظورة في جهود الإغاثة.
فقد دفع الجيش الباكستاني بمزيد من المروحيات والطوافات البرمائية للمساعدة في توزيع المساعدات على منكوبي الفيضانات التي اجتاحت عدة أقاليم بالبلاد خلال الأسابيع الماضية.
واستخدمت فرق الإنقاذ التابعة للجيش الطائرات المروحية للوصول إلى المنكوبين في عدد من المناطق التي عزلتها السيول.
وألقى الجيش ببعض المؤن والمياه الصالحة للشرب إلى المحتاجين, واستخدم الحبال لانتشال من يحدق بهم خطر الموت بسبب محاصرة السيول لهم منذ أيام.
ارتفاع
وقد ارتفع عدد منكوبي الفيضانات التي تعد أسوأ كارثة على الإطلاق تشهدها البلاد منذ عقود, ليصل إلى نحو عشرين مليون متضرر.
وقالت منظمة الأمم المتحدة إن عدد المنكوبين الذين يحتاجون مساعدة عاجلة ارتفع إلى ثمانية ملايين, كما ارتفع عدد المشردين إلى أربعة ملايين.
التقارير تحدثت عن 38 ألف حالة إسهال حاد (الفرنسية)
وتأتي هذه الأرقام الجديدة في ظل تخوف من انتشار الأمراض والأوبئة كالكوليرا والتيفوئيد, خاصة أن تقارير مفوضية شؤون اللاجئين تؤكد أن عددا كبيرا من اللاجئين معرضون للحرارة ولسعات البعوض.
وكانت تقارير قد تحدثت عن ما يزيد على 38 ألف حالة إسهال حاد لدى اللاجئين, وحالة كوليرا واحدة مؤكدة ما يهدد حسب خبراء الصحة بتفشي الكوليرا بشكل واسع.
مساعدات
وأمام ارتفاع عدد المنكوبين التزم عدد من الدول المانحة بتقديم مساعدات إضافية قدرت بأكثر من 200 مليون دولار لمساندة جهود الإغاثة بباكستان, استجابة للنداء العاجل الذي أطلقته الأمم المتحدة.
ووعدت الولايات المتحدة بتقديم 60 مليون دولار إضافية وبريطانيا بنحو مائة مليون دولار وألمانيا بـ32 مليون دولار, كما قرر الاتحاد الأوروبي رفع المساعدة من 110 ملايين دولار إلى 140 مليون دولار.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد شدد -خلال جلسة طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة- على ضرورة أن يتبع المانحون التزاماتهم المالية بأفعال. ووصف بان هذه الكارثة بأنها عالمية وتمثل تحديا عالميا.
منع المتشددين
في هذه الأثناء قال وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك إن جميع المنظمات المحظورة لن يُسمح لها بالمشاركة في جهود الإغاثة، في إشارة منه إلى حركة طالبان باكستان.
بان كي مون طالب بأفعال تتبع الالتزامات(رويترز)
وأضاف أن هذه الجمعيات غير مسموح لها بزيارة المناطق المنكوبة, مؤكدا أنه سيتم إلقاء القبض على أعضائها الذين يجمعون الأموال, ومحاكمتهم طبقا لقانون مكافحة الإرهاب.
في المقابل قالت الهند إن باكستان وافقت على قبول مساعدات هندية بخمسة ملايين دولار, بعد أن أبدت إسلام آباد ترددا في البداية.
وكان الرئيس الباكستاني آصف على زرداري قد حذر الخميس من أن المتشددين يحاولون الترويج لفكرهم مستغلين أزمة الفيضانات كما فعلوا بعد زلزال كشمير عام 2005 .
وإثر هذا التحذير أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) أنه سيرسل سفنا وطائرات لنقل المساعدات التي تبرعت بها الدول والمنظمات إلى المناطق الباكستانية المنكوبة.
يذكر أن منظمة الأرصاد الجوية العالمية دعت علماء المناخ إلى البحث بشكل عاجل في التغيرات الحادثة في التيارات الهوائية المرتبطة بفيضانات باكستان وحرائق روسيا, خاصة في ظل الحديث عن وجود صلة بين الحدثين، وتوقعات بتكرر وقوع هذه الكوارث بسبب التغيرات المناخية.
المصدر: الجزيرة + وكالات
المفضلات