باشرت الشرطة العسكرية في الجيش الإسرائيلي التحقيق مع بعض الجنود بشبهة سرقة حواسيب نقالة وهواتف خلوية من المتضامنين الذين كانوا على متن سفينة مرمرة، التي كانت متجهة إلى قطاع غزة في 31 مايو/أيار الماضي لكسر الحصار المفروض عليه منذ أربع سنوات.
وكشف الموقع الإلكتروني التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت النقاب عن أن الشرطة اعتقلت ضابطا في الجيش وثلاثة جنود بشبهة السرقة والمتاجرة بممتلكات خاصة لمن كانوا على متن السفينة.
وعرض المعتقلون الأربعة الخميس على المحكمة العسكرية بحيفا، وقدمت النيابة العسكرية مواد سرية تبين تورطهم في السرقة، ومددت اعتقالهم ليومين.
وكان المركز الحقوقي "عدالة" قد طالب الحكومة الإسرائيلية بفتح تحقيق رسمي بخصوص مصادرة الأغراض الشخصية للعديد من المتضامنين الذين كانوا على متن مرمرة وسفينة تشالنجر.
وبحسب الإفادات التي جمعها المركز، فقد تم اختراق حواسيب الناشطتين لبنى مصاروة وهويدة عراف، ونشرت مستندات داخلية وخاصة على موقع الإنترنت التابع لـ"تراث المخابرات الإسرائيلي"، كما تمت مصادرة مبالغ مالية كبيرة وحقائب للمتضامنين.
وبحسب التحقيق، فقد قام أحد كبار الضباط المسؤولين عن الهجوم على سفينة مرمرة بسرقة ممتلكات عديدة منها ستة حواسيب نقالة وهواتف خلوية.
مستندات شخصية كانت محفوظة داخل الحواسيب الشخصية لبعض المتضامنين نشرها موقع للمخابرات الإسرائيلية (الجزيرة نت)
غنيمة
وتفاخر الضابط أمام الذين باعهم الممتلكات بأنها "غنيمة من الأسطول التركي"، حيث قام ببيع الأجهزة بسعر 400 دولار أميركي.
وكشفت منسقة أسطول الحرية وعضو حركة غزة الحرة لبنى مصاروة النقاب في حديثها للجزيرة نت، عن أن إسرائيل صادرت مبالغ تقدر بمئات الآلاف من الدولارات من المتضامنين العرب والأجانب ممن كانوا على متن سفينة مرمرة. وأضافت "شخصيا صودرت مني مبالغ مالية وجواز سفري الذي ترفض إسرائيل إعادته إلي".
وتابعت "فوجئت وزميلتي هويدة عراف بنشر مستندات شخصية وداخلية تخص تنظيم الأسطول كانت محفوظة داخل الحواسيب الشخصية التي صادرها الجيش الإسرائيلي منا بعد الهجوم على سفن الأسطول، على موقع الإنترنت التابع لمركز "تراث المخابرات الإسرائيلي".
ويشير موقع المخابرات المذكور بشكل واضح إلى أن المستندات هي "مستندات داخلية ضبطت في الأسطول الأخير"، وتظهر على قسم منها عناوين تشير إلى كونها مستندات أولية ليست للنشر. ونشر الموقع مستندات تتضمن قوائم بأسماء نشطاء أجانب من حركة غزة الحرة مع أرقام هواتفهم وعناوينهم الإلكترونية.
وطالبت المحامية حنين نعامنة -باسم مركز "عدالة"- وزير الدفاع إيهود باراك والمستشار القضائي للحكومة يهودا فينشتاين بالتحقيق وكشف حيثيات اختراق الحواسيب ومصادرة أمتعة المتضامنين وسرقة بعضها، مطالبة في تصريح للجزيرة نت بفتح تحقيق جنائي ومعاقبة الفاعلين، بالإضافة إلى التعويض المالي وإعادة جميع الممتلكات التي صودرت إلى أصحابها.
نعامنة طالبت بكشف حيثيات اختراق الحواسيب ومصادرة أمتعة المتضامنين وسرقتها (الجزيرة نت)
وبحسب إفادة وثقها مركز "عدالة" للناشطة كاثرين شيتز -وهي مواطنة أميركية تبلغ من العمر 63 عاما كانت على متن سفينة تشالنجر- فقد اعتقلت شيتز مع بقية المشاركين واحتجزت في معتقل "أيلاه" بالنقب، قبل أن يطلق سراحها وترحل بعد أربعة أيام، دون أن يسمح لها -كبقية المشاركين- بأخذ أي من أغراضها الشخصية، عدا جواز سفرها.
وبعد وصولها إلى بلادها اكتشفت شيتز أنه تم استخدام بطاقة الائتمان التي كانت بحوزتها، في مدينة تل أبيب ما بين 13/05/2010 و14/06/2010، أي بعد مصادرة ممتلكاتها من قبل الجيش الإسرائيلي.
وتستمر وزارة الدفاع الإسرائيلية في التنصل من مسؤوليتها عن الأغراض الشخصية التي صادرتها قوات الجيش، مدعية أنها أرجعت كافة الأغراض والممتلكات إلى تركيا، عدا بعض الأغراض الشخصية التي ما زالت "تحت الفحص".
المصدر: الجزيرة
المفضلات